أخبارتعاليقرأي

” هل يفكر التابع”..؟

” هل يفكر التابع”..؟
محمد سعد عبد اللطيف .مصر

شهدت فترة حكم الرئيس/ مبارك ظاهرة غريبة من العبيد التطوعي او التوابع لخدمة اعضاء مجلس الشعب من اعضاء الحزب الوطني والتقرب إليهم والطاعة العمياء ،مجرد ترشيح النواب في إختيار من يمثل نواب المحليات فكان لكل “نائب” له الحق في إختيار عدد من نواب المحليات، في القري والكفور والنجوع، يدينون له بالولاء الأعمي طمعاً في الحصول علي مقعد في المجالس المحلية،.وكان التابع مثل
البغبغاء يردد ما يسمعة في دهاليز حجر الحزب او مايقال من النائب وكأنة في قفص لا يختلف من حيث الفاعلية عن انسان تابع وكلاهما في حالة سلب الإرادة والمصير والاختيار،
ولكن نطرح سؤال هل يفكر التابع..؟!
التابع لجماعات أو أحزاب أو منظومة ثقافية او تم تجنيدة لدولة اجنبية في الإعلام،فهو فاقد الهوية والشخصية وهو تنازل عن اخلاقيات الرجولة في شخصيات وصولية في مجالات مختلفة ، فهو تسلل الى اللغة المحلية بالتقطير أو حتى التابع لفرد. وكان يتردد كلمة تابع في فترة الإنتخابات علي اعتبار كلمة تابع كلمة عادية تقال علي الملاء حتي الأن ..،،رغم ان التابع إذا كان تابع لفرد او دولة تابعة ،علماً أن
التابع بلا هوية لأنه أسير مفاهيم وقناعات من خارجه ولا من تفكيره ومن سلطة ما أقوى منه وهو في وضع الإستلاب. . مشغول بالنجاة لا بالتفكير السوي. فعالمنا العربي رغم زوال الإستعمار وبعد الإستقلال ظل تابع للمنظومة العالمية بعد الحرب العالمية الثانية في تقسيم العالم الي قسمين شرقي وغربي من احلاف حلف وارسو وحلف شمال الاطلسي وكان من الغريب ان الدول العربية ليست من ضمن هذة التحالفات ولكن كانت تابعة حتي
الدول التي حاولت تكوين جبهة محايدة مثل مصر والهند ويوغسلافيا بتكوين دول عدم الإنحياز كانت دول تابعة ، كانت تتداخل فيها المفاهيم الاستعمارية مع الثقافة المحلية حيث ظهر نوع من الثرثرة والتلقين علي اعتبارهم نوع من التفكير ..، فأصبحنا نفكر بلا هوية ثقافيه وبلا انتاج معرفة ، ويعيش التابع اي كان فرد او جماعة او دولة
يحاول ان يجعلك ان تقتنع انه يفكر ، هو قاموس جاهز وبغبغاء في قفص واي محاولة لاقناع بغبغاء ملقن إنه مخلوق مهجن، كمحاولة اقناع بغل مهجن ان امه
الفرس وأبوه الحمار وخاله الحصان.،إن” العقل” ليس الدماغ المادة العضوية بل العقل هو” المحتوى الثقافي” وليس كل إجترار تفكيراً. في صفوفنا اليوم الكثير والكثير من التابعين الذين يتكلمون كثيراً دون أن يقولوا شيئاً في الحقيقة، لأن عقل التابع في مكان آخر،
إن مرحلة ما بعد الاستعمار كانت وهم للشعوب للتحرر في اللغة والأدب والسياسة والثقافة الموروثة والتفكير، فبعد الحقبة الاستعمارية في ظهور مجموعات ممولة للترويج، أو للتسويق المجاني عن جهل أخطر من الشر الذي يمكن مواجهته.
عن مفاهيم الحرية والعدالة والحداثة والحقيقة والسلطة والسيادة والحقوق والاستقلال،
يجري تحريفها بترسانة ضخمة من التبريرات في السوشيال ميديا ،
كما جرى تحريف وتشويه شعارات عن الاشتراكية، والحرية والوحدة والعدالة، وغيرها، حتي الدول التي طبقت النظام الإشتراكي كان شعار فقط طبقة النظام الرأسمالي في مجالات مختلفة ،
والأخطر أنها تتشابك مع مفاهيم ثقافة محلية وتختفي كمفاهيم
استعمارية حتى لو رحل المستعمر وتتداخل مع الفلوكلور والثقافة الشعبية،
لأن القاموس الاحتلالي اللغوي هو أخطر من الجيوش
التي يمكن مواجهتها بالمقاومة المسلحة أو السلبية.ولم يسلم النخبة من المثقفين وأدباء العرب من الوقوع في فخ مفاهيم ما بعد الاستقلال ونهاية الاستعمار
وتبنى هؤلاء النظرة الاستعمارية من خلال مفاهيم محلية، مما يعكس قدرة الخطابات الاستعمارية على الاختراق بحجة الحداثية ،
ويأخذ منعطف خطير وفترة حرجة في تاريخ الشعوب اليوم، يتحكم الخطاب الجديد في نظام عالمي هش
بالثقافة المحلية من قبل مثقفين ومواطنين، ونتيجة الانهيار العام أمام موجة عارمة وقوية من العبيد التطوعي والتابعين،
سوف يقاوم هذه الظاهرة عدد قليل من المثقفين والكتاب، وهؤلاء، سيظهرون في محيط السقوط العام،
والابتذال والتداعي “كحفنة مجانين” في مواجهة تيار عارم،
بل سيجري وصفهم بالمجانين وما هو أسوأ،
لاخراس آخر معاقل المقاومة الثقافية، ويتولى مثقفون مأجورون أو سطحيون مهمة الوصم والتشويه،
وهو أمر يمشي بين الشعبوبية ثقافة التفاهات والفرجة الغوغاء من الرعاع الجدد فهم فاقدي الاستقلالية الشخصية والثقافة القانونية والاحترام الذاتي.،،،!!
محمد سعد عبد اللطيف ،كاتب وباحث مصري متخصص في علم الجغرافيا السياسية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى