أخبارتعاليقرأي

إضاءات وتوضيحات

إضاءات وتوضيحات

في غفلة  نام الأسد ، وخلد في نوم عميق  ، حينها  استأسد الكلاب  في  الحِمى ، و انقضوا على الفريسة ، يقسمون أجزاءها عبر مخطط طويل ،  شارك فيه الخصوم  .

أرادوا التخلص من الأخطبوط المتعصب   ،  أرادوا التّخلص من الورم الخبيث ،  فلم يجدوا بيئة و جسما يحتوي قذارة تلك الأجسام غير جسمنا .

بحثوا لهم عن موطن يحوي غدرهم  عبر عصور  طويلة  ، فلم يجدوا لهم غير بيتنا ، مهد الرّسالات ومهبط الوحي ، ومهد المسيح ومسرى نبينا .

اختاروا لهم المكان ثم الزّمان ، وجيشوا القطعان من كل بقعة وبقعة ،  وسلّموا لهم العهدة  العمرية وضاع الآمان ، وحلّ الخراب ،  وصار الإجرام عقيدة يكتبها المنبوذون   في صحائفهم السّوداء .

سلّموا لهم البيت والضّيعة  ، لكن مفتاح البيت لم يفرط فيه الأجداد ، وظلّ  يُسلَّمه الأجداد  للأحفاد ، جيلا بعد جيل ، كزمر لعهد أبديٍّ ، كرمز لحقهم المسلوب ، يرسم لهم خط العودة لمسقط الرأس ، يصنع لهم الوعي بالقضية ، أن الحق يعود لأهله ولو طال الزّمان.

يظل المفتاح يلعن في الصّباح والمساء  ، من يرفع  بين الناس سِلْما ،  اسمه سلم الشّجعان.  

ويظلّ المفتاح يكتب رسالة رمزية مفادها ،  أن تفريط فيه تفريط في الأمانة ، وأن تفريط في العهود  خيانة  الوطن .

ويظل المفتاح يكتب  للأحرار في جدران الأقصى ، يكتب  للثّوار في باحة المسجد ، أن الخائن الغدار ليس له سوى السّيف البتّار .

الأستاذ حشاني زغيدي 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى