السعودية و سقوط نظريات الصراع العربي الاسرائيلي

أحمد عزيز
حرب طوفان الأقصى في 2023و 2024 بكل احداثها وتفاصيلها كانت حربا من اجل السعودية ، عيون كل المتحاربين في فلسطين لبنان اليمن و إيران كان على السعودية ، وستبقى كذالك .
القاعدة الثابتة في ملف الصراع العربي الاسرائيلي، هي أنه لا حرب مع اسرائيل بدون مصر و لا سلام دون سوريا ، هذه القاعدة التي رسخها المحللون و المتخصصون في القضية الفلسطينية ، سقطت في السنتين الاخيرتين ، و لم يعد لها وجود لأسباب منها التراجع الكبير للدور المصري في العالم و العالم العربي، و انهيار و تفكك سوريا ، لكن الحدث الأبرز و الأخطر الذي كرس القاعدة الجديدة في الصراع العربي الاسرائيلي ، هو حرب اكتوبر 2023 ، وما بعدها ، لقد كان أحد أهم أـهداف الحرب بالنسبة لحركة حماس ، منع التطبيع بين السعودية و اسرائيل مهما كان الثمن ، حتى لو تطلب الأمر الدخول في حرب غير متكافئة مع العدو الاسرائيلي ، حرب ستؤدي الى تغيير الشرق الأوسط الى الأبد، لقد ادركت قيادة حركة حماس أن اي تطبيع بين السعودية و اسرائيل سيعني نهاية القضية الفلسطينية الى الأبد، و أن اي تضحية مهما كانت كبيرة ستكون اقل كلفة من انخراط الرياض في مسار التطبيع ، لقد كانت المملكة السعودية الحاضر الغائب في كامل مسار الحرب في عام 2024 .
ما حدث اثناء المواجهة القاسية بين دولة الاحتلال اسرائيل و محور المقاومة ، أكد أيضا انهيار محور المقاومة الذي كانت سوريا الأسد قلبه النابض ، و اسقطت أمريكا خلال المواجهة عبر تركيا نظام بشار الاسد ، و في شهر ديسمبر 2024 ، نفذت اسرائيل هجوم توسعي جديد داخل سوريا للتأكيد على أنها شريك فعلي مباشر في عملية اسقاط النظام السوري، و في ديسمبر 2024 غادرت سوريا رسميا محور المقاومة وخرجت من الحلف الايراني ، و دخلت بشكل غير معلن في سلام طويل مع اسرائيل ، بصفقة تركية أمريكية ، وبالتالي خرجت سوريا من معادلات السلام و الحرب مع الاحتلال الاسرائيلي .
قيادة دولة الاحتلال اسرائيل تدرك الآن أن اي صفقة حول مستقبل المنطقة و مستقبل القضية الفلسطينية لن تتم إلا في حضور السعودية ، ليس فقط بسبب الازمة التي تعيشها مصر ، و انهيار سوريا ، بل لأن السعودية هي الدولة العربية الوحيدة التي يمكنها كبح جماح التوسع الايراني في المنطقة، فهي دولة خليجية ، لديها مصالح في البحر الأحمر وبحر العرب و الخليج ، و اقرب دولة خليجية للاراضي الفلسطينية ، و فضلا عن كل هذا هي الدولة العربية الشرق أوسطية الوحيدة المستقرة أمنيا و اقتصاديا ، لهذا السبب فإن الحرب دون السعودية مستحيلة و السلام ايضا مستحيل .