أخباررأي

طاغية عابر للبحار والمحيطات

كاظم فنجان الحمامي

لم يخطر ببال علماء السياسة ولا علماء الاجتماع ان يتمدد الطغيان الدولي بهذا الاتساع غير المسبوق في البر والبحر والجو بالمستوى الخرافي الذي تعمقت فيه مساحاته هذه الايام لتصبح بيد شرير واحد استجابت له القوى الغاشمة في القارات كلها بحكوماتها وعواصمها وجيوشها وتحالفاتها الحربية وأساطيلها وأقمارها الصناعية. .
عندما تتصفح سجلات الطغاة عبر التاريخ تجد ان الإمبراطورية البريطانية بسطت نفوذها على مساحة 35.5 مليون كم² في أوج طغيانها، وبسطت الإمبراطورية المغولية طغيانها على مساحة 24 مليون كم²، وبسطت الإمبراطورية الروسية طغيانها على مساحة 22.4 مليون كم²، ونشرت الإمبراطورية الإسبانية طغيانها على مساحة 13.7 مليون كم². بينما خضع حلف نيتو الذي يضم 31 دولة لارادة الطاغية نتنياهو، الذي اصبح هو المتحكم الفعلي بجيوش ألبانيا وبلجيكا وبلغاريا وكندا وكرواتيا والتشيك والدنمارك وإستونيا وفرنسا وفنلندا وألمانيا والمجر وأيسلندا وإيطاليا ولاتفيا وليتوانيا ولوكسمبورغ والجبل الأسود (مونتينيغرو) وهولندا ومقدونيا الشمالية والنرويج وبولندا والبرتغال ورومانيا وسلوفاكيا وسلوفينيا وإسبانيا وتركيا والمملكة المتحدة. ناهيك عن الدعم المطلق الذي تقدمه له الهند واليابان وتايوان وأذربيجان وأوكرانيا. .
لا يخشى هيئة الامم المتحدة، ولا يرضخ لمجلس الامن، ولا يعبء بقرارات محكمة العدل الدولية. ولن تجرأ الجامعة العربية ولا منظمة العمل الإسلامي على اطلاق بيان خجول من سطر واحد تشجب فيه هجماته المتكررة ضد العرب والمسلمين. .
انظروا كيف اصطفت البوارج الحربية وحاملات الطائرات في شرق البحر المتوسط وعلى امتداد البحر الأحمر وفوق مسطحات خليج عدن وخليج عمان والخليج العربي. كل الأساطيل استجابت له وسخرت قوتها الضاربة لدعم حملاته الحربية. .
لا رادع لهجمات هذا الطاغية حتى لو قرر اقحام القوى الدولية كلها في حرب عالمية غير محسوبة العواقب، وحتى لو تظاهرت شعوب الارض وطالبت بإزاحته من منصبه. .
هو الآن شيطان الرعب الاول بلا منازع. ومع ذلك يلقى الدعم اللا محدود من العرب والمسلمين. على الرغم من هجماته التي استهدفت ديارهم ومساجدهم، في كل يوم له اكثر من مجزرة، وأكثر من كارثة إنسانية، ولم يتردد في استعراض خرائطه امام انظار العالم وفي مقر الامم المتحدة لتغيير ملامح المنطقة برمتها. .
هو الآن البلطجي الاول في العالم، ربما يأتي من بعده صغار البلطجية في امكان متفرقة. .
ختاماً: في ضوء ما تقدم لم يعد العرب بحاجة إلى وجود منظمة الجامعة العربية في حياتهم، ولا بحاجة إلى منظمات المجتمع الدولي، ولا إلى منظمة العمل الإسلامي. .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى