لماذا اختيار شريك الحياة موضوع مقلق؟
بكر محي طه
مدون حر
لقد أصبح اختيار الشريك المناسب هاجس مقلق لدى غالبية البشر، كونه قرار مبني على تضحيات مرتقبة والتزامات اسرية جادة لاتقبل التهور او العند في ظل تطورات منصات التواصل الاجتماعي ومدى تأثيرها على حيات الناس بسبب ما يتم نشره وتداوله من قصص واخبار ومواضيع ونصائح مختلفة بشأن الحياة والثقة بالشخص المقابل والصداقة وغيرها من الامور التي باتت تمثل عنصر حيوي لاتخاذ القرار المناسب بأعتبارها احد المصادر.
فلابد من الاعتراف بأن الاختيار سيكون مبني على اسس وعناصر واقعية وليست خيالية لاتمت للواقع بصلة، فمثلاً هل هناك اختلافات بشخصية الشريك لاتتواقف معي؟ هل هناك امكانية لتغييرها؟ وهل سيوافق ام سيرفض؟.. الخ
لان قالب الشخصية والسلوكيات من الصعب ان تتغير وخاصة ما بعد مرحلة النضوج، عكس مرحلة ماقبل النضوج اذ يمكن تغييرها او تصويبها من قبل الشخص نفسه او محيطه الشخصي كالاسرة مثلاً او موقف معين.
اذاً لابد من التعايش معها وتقبلها على انها اختلافات ضرورية في شخصية الشريك لمنح العلاقة فرصة اكبر لاكتشاف خبايا المقابل كنوع من كسر الروتين المتمثل ببديهيات شخصية الشريك وسلوكه المتعارف عليه لدى الجميع على ان يتم الاتفاق مسبقاً على احترام اختلافات المقابل على انها جزء لا يتجزأ من تكوينه الانساني تفادياً لاي خلافات في العلاقة مع الشريك.
ان هاجس الاختيار المبني على التشابه قد لا يكتب له النجاح كون اغلب التصرفات ستكون متوقعة للطرفين الامر الذي قد يخلق حالة من الفتور بينهم تتراكم بعضها فوق بعض لتؤدي بالنهاية الى الانفصال.
لذلك يجب تحديد اهم النقاط الفعلية التي يجب توافرها في الشريك المرتقب والتي ستنعكس على ارض الواقع، وكما يلي:
1- تحديد اولويات الحياة الاساسية مع الشريك، حيث تشمل تأمين مصاريف السكن وفواتير الخدمات الاخرى من خلال كيفية اعداد ميزانية محكمة لاتؤثر على حياتهم وتحولها الى جحيم بسبب تكدس الديون.
2- الاتفاق منذ البداية على ان المشاكل تحل بالاستماع الى اراء الطرف الاخر والوصول الى ارضية مشتركة من باب الشريكين ناضجين ولا داعي لادخال الاهل او الاصدقاء بأي تفاصيل.
3- الاحترام ثم الاحترام وليس للشخص فقط بل لعاداته وطريقة ادارته للامور وطريقة عيشه والاهم خصوصيته فلا داعي للشك طالما هو الاختيار الانسب كوننا لسنا في خضم حرب والشكوك تدور حول الحلفاء من ان ينقلبوا اعداء بأي لحظة.
4- التقدير ولو لاي عمل او جهد بسيط طالما لم يطلب منه القيام به وانما فعله من تلقاء نفسه من باب الحس بالمسؤولية تجاه شريك حياته.
5- حياة الاصدقاء اي ان تكون حياة الشركاء مليئة بالصدق والمواقف الطيبة في المحن والمغامرة الجماعية كونها تعزز روابط الانسانية بينهم.
6- الاهتمام بصحة الشريك وحثه على ذلك والوقوف الى جانبه في المرض كونه يعطي جرعة امل عشرة اضعاف الدواء نفسه كونه يستهدف نفسية البشر بشكل مباشر مما يجعله يتشافى بسرعة نتيجة جرعة الحب والاحتضان المقدمة له من الشريك.
7- تحديد عدد الاطفال بما يتناسب مع الوضع الذي تكون فيه الامور مسيطر عليها ومخطط لها من قبل العائلة فلا داعي لفريق كرة قدم لا يمكن تأمين مصاريفه.
8- الاهتمام بهوايات واهتمامات الشريك وتشجيعه على التطور او حتى مشروع عمله الخاص على التوسع او شهادة دراسية اعلى .. الخ.
كما ان هناك اقتباس على احد مواقع التواصل الاجتماعي قد اعجبني يقول “خلق البشر ليحبوا بعضهم، وخلقت الاشياء لغرض الاستغلال، والفوضى هي ان تُحبَ الاشياء ويُستغل البشر”.