تايوان والمنزلق الاوكراني
كاظم فنجان الحمامي
على النهج الذي سارت عليه الولايات المتحدة في توريط اوكرانيا، واقحامها في حرب طويلة خاسرة، سارعت وزارة الدفاع الأمريكية لتجهيز تايوان بأسلحة تشمل صواريخ هجومية ودفاعية متنوعة، ومنظومات رادارية متطورة بقيمة 1,1 مليار دولار. .
وعبرت (تايبيه) عن فرحتها الغامرة بترسانتها الجديدة التي سبقتها كييف في التمترس بها، في حين توعدت بكين (على الطريقة الروسية) باتخاذ إجراءات مضادة. .
لا شك انكم تتذكرون المساعي الامريكي لتعزيز الدفاعات الاوكرانية، وها هي اليوم تسعى جاهدة لتعزيز دفاعات تايوان وسط تصاعد التوتر مع الصين التي تعتبر الجزيرة جزءاً من أراضيها. .
تأتي صفقة بيع هذه الأسلحة الجديدة بعد شهر على زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي لتايوان، في خطوة أثارت وقتذاك غضب التنين الصيني، الذي خرج من عرينه ليستعرض قوته في مناورات عسكرية مذهلة حول المياه المحيطة بالجزيرة. .
شملت الصفقة الأمريكية 60 صاروخاً من طراز هاربون قادرة على إغراق سفن حربية، بقيمة (355 مليون دولار)، و 100 صاروخ قصير المدى من طراز سايد ويندر، بقيمة (85,6 مليون دولار)، قادر على اعتراض صواريخ أو طائرات دون طيار، وعقد صيانة لنظام الرادارات التايواني بقيمة 665 مليوناً. .
وأكدت الخارجية الأمريكية في بيان مقتبس من بياناتها السابقة التي اطلقتها قبل الحرب الروسية الاوكرانية، قالت فيه: أن هذه المبيعات تخدم مصالح الأمن القومي للولايات المتحدة من خلال دعم جهود (تايوان)، واكدت أيضاً أن مبيعات هذه الأسلحة ضرورية جداً لأمن تايوان، وانها ستواصل دعمها لها. .
وكنتيجة حتمية متوقعة فأن مصير تايوان سيكون أسوأ بكثير من مصير أوكرانيا المدعومة بقوة من الإتحاد الأوربي، بينما ستجد الحكومة التايوانية نفسها في عزلة تامة، حيث لا ناصر ولا معين. مع الاخذ بعين الاعتبار حجم ومساحة وقوة اوكرانيا بالمقارنة مع حجم ومساحة وقدرات تايوان المحدودة. .
وهكذا شاءت الحسابات الأمريكية الخاطئة في التسبب بإشعال فتيل حربين خاسرتين مع المعسكر الاشتراكي. .
والله يستر من الجايات. .