التخطيط الجيد ..فن إدارة الوقت
د/ محمود محمد سيد عبدالله
لقد عشت جزءاً كبيراً من طفولتي متسرعاً أهوجاً أفعل على الفور ما يطرأ على ذهني دون أدنى تردد! ولكن اقتضت حكمة الله سبحانه وتعالى أن أكون برفقة بعض الأصدقاء الذين كانوا يتسمون بالتدبر (وأحياناً التردد في أسوأ الأحوال) كي يمثلوا لي صوت العقل والحكمة والتروي…وبعد مرحلة العشرينات، بدأت أميل إلى التخطيط والجدولة واستباق الأحداث أكثر من الهوج والإندفاع وراء كل ميلٍ أو رغبة!
كانت هناك لافتة لطالما استرعت انتباهي في مركز التدريب أثناء خدمتي العسكرية تقول: “العرق في التدريب يوفر الدم في المعركة!”…فالفرد الذي يقوم بعمليات وإجراءات منطقية لتحقيق أهداف مستقبلية أو مواجهة موضوع مستقبلي في أي مجال أو نطاق كان – الأسرة، المجتمع، الحركة، الدولة – يثبت بعمله هذا أولاً إنسانيته التي ميزته عن غيره، و ثانياً قدرته على التخطيط واختيار البدائل…لذا علينا بدراسة الأمور والاستعداد الجيد لها وذلك بحسن التخطيط قبل الشروع فيها…فالتخطيط الجيد قد يوفر علينا وقتاً عظيماً فيما بعد…وكما يقول د. ابراهيم الفقي (رحمه الله): كل ساعة تقضيها في التخطيط توفر عليك حتماً ما يتراوح ما بين 3 إلى 4 ساعات في التنفيذ…وحقاً بلا تخطيط ستعمّ الفوضى! و بلا تخطيط ستتراكم الأعمال…وتتضاعف المسئوليات…وتعم الفوضى وتسود العشوائية! إن التخطيط الجيد سينهي الأعمال الكثيرة ويزيح عن كاهلك عبء الضغط النفسي والإنتظار بلا طائل! إذاً: ما مزايا وفوائد التخطيط الجيد؟
أولاً: يساعد على تحديد إطار زمني لإتمام المشروع خلاله!
ثانياً: يمكنك من ترجمة أهدافك إلى إجراءات واقعية!
ثالثاً: يعينك على توقع المشكلات والعوائق قبل حدوثها، وبالتالي يقلل من المفاجآت!
رابعاً: ينظم لك وقتك ويساعدك على تخصيص الفترات الزمنية المناسبة لكل إجراءاتك!
خامساً: يزيد من ثقتك بنفسك وقدراتك وإمكانياتك!
سادساً: يمكنك من الإنجاز بواقعية!
كيف تخطط جيداً؟
1-حدد غاياتك وأهدافك جيداً ثم اتبعها باجراءات واقعية تتحقق من خلالها.
2-حدد إطاراً زمنياً في ضوء الأهداف والإجراءات.
3-توقع المشكلات والصعوبات التي يمكن أن تواجهها في رحلتك، وبناءً عليها ضع مجموعة من الإجراءات البديلة.
4-سجل ملاحظاتك أثناء التنفيذ وراجع أهدافك بشكل دوري منظم.
5-قم بعملية تقييم ذاتي لأداءك للإستفاده منها في خطط أخرى مستقبلية.
6-لا تنس جدولة بياناتك ومعلوماتك حتى تظهر بشكلٍ منظم!