تعاليقرأي

موازين التعامل مع الوظيفة و الغير

في ظل الحرية الشخصية لا ترهنك الوظيفة و المسؤولية و لا عضويتك في منظمة أو جمعية أو كيان حزبي ، أن ترهن خصوصيتك الاجتماعية و الإبداعية أو العلائقية مادمت تلك العلاقة لم تخل أو تؤثر في الواجبات العينية للوظيفة أو المؤسسة .

فحياتنا منحة ربانية نعيشها و نستمتع بها ، و هي لا تخرج عن قواعد التي جاءت القوانين الإلهية أو حتى الوضعية لحمايتها ، فالسكن حرمته ، و للتواصل الاجتماعي حرمته ، و لحرية الرأي حرمته ، و الانتقال و السفر حرمته ، و اختيارنا الحر حرمته

و من تجربتي البسيطة في الحياة وجدت بعض الأشخاص يبترون جزءا مهما من حياتهم الخاصة ، في غمرة اشتغلاهم بوظائفهم أو بسبب نمط أسلوبهم حياتهم ، فيعيشون أدوار حياتهم الوظيفية في بيوتهم و مع جيرانهم ، يحرمون أنفسهم متعة الاستفادة من أوقاتهم الخاصة ، فلا الأم و الأب ولا الزوجة و لا الأبناء و الصديق ، يأخذ نصيبه و حقه الطبيعي منه ، لأن الوظيفة أو المقام هي استحودت على أوقاته ، فكانت صاحبة السيادة المطلقة ، و أرى مثل هذه الشخصية تحتاج لاعادة ترتيب أولوياتها ، تحتاج جدولة مرصوفة واجباتها في إطار التوازن و الاعتدال .

إن النفس تنيل لمن يحترم خصوصيتها، تميل لمن يحترم إنسانيتها ، أما عقلية الاحتواء السلبي و الهيمنة التي تخرج عن أساليب حسن المعاملة، أراها نقيصة تعكر صفو العلاقات الإنسانية بين الناس . ، فأرى الكيس هو ذلك الشخص الفنان الذي يأخذ من حقوقنا بطيبة أنفسنا .

الأستاذ حشاني زغيدي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى