تقنيةفي الواجهةمجتمع

من اغرب جرائم الانترنت


ميجان ماير” مراهقة في عامها الـ 13، و”جوش إيفانز” شاب يكبرها بعامين، هما بطلا قصة حب، انتهت بمأساة انتحار الفتاة التي عاشت أول قصة حب في حياتها.


بدأت أحداث هذه القصة المثيرة بين ماير وإيفانز في ولاية ميسوري الأمريكية عام 2004، عن طريق شبكة الإنترنت وبالتحديد موقع “ماي سبيس” الإلكتروني، حيث تعرف كل منهما على الآخر، بحسب صحيفةلوس أنجلوس تايمز” الأمريكية.


وبالرغم من أنهما لم يريا بعضهما البعض ولو لمرة واحدة، حتى ولو بكاميرا نت أو صورة فوتوغرافية، فإن الحب بدأ ينمو بين العاشقين ماير وإيفانز اللذين تبادلا المشاعر.


تفنن إيفانز في مغازلة ماير بكافة كلمات العشق والغرام وإرسال صور تعبر عن عميق حبه لها، بحسب ما ذكرته الصحيفة الأمريكية.


الرسالة الأخيرة


وتبادل العاشقان الرسائل الإلكترونية لفترة طويلة، إلى أن فوجئت ماير بالرسالة الأخيرة التي بعث بها إيفانز، وقال فيها: “أحبك، لكني أعتقد أن العالم بدونك سيكون أفضل”، وهو ما اعتبرته إنهاء للعلاقة بينهما، وأن إيفانز ما عاد يريدها.


وفي اليوم التالي من إرسال الرسالة والموافق 17 أكتوبر عام 2006، عُثر على ماير منتحرة بحبل خنقت به نفسها في غرفة نومها.


وعقب الحادث أجرت الشرطة في ميسوري تحقيقا للوصول إلى دوافع الانتحار، لكنها لم تتوصل لشيء؛ لأن قصة الحب بين المراهقين كانت سرا بينهما وبعيدة عن أعين الآباء.


وبعد أكثر من عامين عادت القضية مجددا إلى دائرة الضوء بعد أن تم الكشف عن خيوط للحادث ليتم إعادة فتح باب التحقيق.


فأثناء بحث والدي ماير على جهاز الكمبيوتر الذي كانت تستخدمه، تم العثور على رسائل تبادلتها ماير وإيفانز، وكان من بينها الرسالة الأخيرة، والتي استندت إليها التحقيقات في أنها “أصابتها بصدمة عاطفية عنيفة” دفعتها للانتحار.


وبعد الرجوع لشركة “ماي سبيس” اتضح أن “جوش إيفانز” هو اسم مستعار لسيدة تُسمى “لوري درو” تبلغ من العمر 49 عاما، وأن لها العديد من الأسماء المستعارة التي تستخدمها للدخول بها على المواقع التي يتردد عليها كثير من الشباب الأمريكيين بغية محاورة فتيات والعكس.


وبالبحث عن تلك السيدة وُجد أنها تسكن في جوار عائلة ماير، وأنها (السيدة درو) كانت والدة صديق سابق لماير.


شخصية خيالية


وبعد أن تكشفت كل خيوط وملابسات الحادث، أُلقي القبض على السيدة درو، وتمثل حاليا للمحاكمة أمام محكمة فيدرالية في ميسوري، والتي وجه فيها المدعون اتهاما لها بـ”استخدام شخصية خيالية ومضللة دفعت ماير في النهاية إلى الانتحار”، إضافة إلى تعاونها مع أفراد آخرين لاختراق أجهزة كمبيوتر وسرقة محتويات منها.


ومن جانبه قال المحامي الأمريكي توماس أوبراين: “لقد استخدمت هذه المرأة الراشدة الإنترنت لاستهداف مراهقة، ولم يسبق أن وقعت مأساة من هذا النوع في السابق.. وفي حال إدانة درو فقد تواجه عقوبة بالسجن لمدة 20 عاما“.


ومن جانبها نفت السيدة درو الاتهامات جملة وتفصيلا، مشيرة إلى أنها لم تنشئ حسابا إلكترونيا مزيفا، ولم ترسل رسائل، في الوقت الذي قالت فيه صحيفةلوس أنجلوس تايمز”: إن صدور حكم مناسب بشأنها قد يأخذ وقتا؛ لأنه ليس هناك عقوبة في القانون لمثل هذه المواقف.


وتُصنف تلك الجريمة ضمن جرائم الإنترنت، والتي تنتشر بصورة كبيرة في الولايات المتحدة مع اختلاف نوعيتها. ويسعى مكتب التحقيقات الفيدرالية (إف بي آي) لاحتواء مثل تلك الجرائم.


ومن أشهر جرائم الإنترنت بطاقات الدفع الإلكتروني المزيفة والمزادات الاحتيالية وفرص العمل والاستثمار الوهمية والطرود البريدية الخادعة وجوائز اليانصيب الوهمية والاتصالات الهاتفية الخادعة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى