تعاليقرأي

طقس مزعج!

سليم نزال

نصحو هذه الايام على امطار و هبوب هواء و تقلب مناخى بين الساعة و الاخرى حتى بتنا لا نعرف متى يتحسن الطقس .و كنت فى سالف الازمان اعرف امراة تعمل فى الارصاد الجويه و كنت عادة اقول لها مازحا ارجوك احضرى لنا طقس دافىء!
و عندما نصل الى هذه المرحلة من السنة بدون ان تاتى ايام شمس يبدا الناس فى التذمر.و عادة ما يسافر النرويجيين الى الجنوب و هو التعبير الذى كان يستعمل بكثافة و ربما الان اقل للدلالة الى البلاد الدافئة .و من اكثر الامور ازعاجا لهم كما حصل مع احد معارفى ان يذهب الواحد مثلا الى اسبانيا و يكون الطقس هناك سيئا و يكون الطقس فى النروج جميلا.و هناك من يفرح باغاظة الشخس المسافر بان يكتب له عن الجو الدافىء فى النروج فى فترة غيابه .لكن ما يفرح من يسافر ان يعرف ان الطقس كان سيئا جدا اثناء وجوده فى الخارج, فيفرح لانه هذا نوع من التاكيد على صوابية اختياره توقيت السفر .
و فى الاعوام العشرين الاخيرة كثر الحديث عن التغيرات المناخية. فى كل مرة نسمع سيناريو مختلف .مرة يقولون ان عصرا جليديا اخر سيعم الكرة الارضيه ان اننا سنموت من البرد و اخرين يقولون ان الحرارة سترتفع اكثر و معنى هذا فيضانات و كوارث من الصعب تخيلها .
لكن يبدو انه نتيجة اكثر من مائتى عام من فلسسفة السيطرة على الطبيعة
بدات الطبيعة تنتقم لاجل استعادة هيبتها التى فقدتها منذ ان بدا العالم يفك الغازها بهدف السيطرة.
ففى السابق تعامل الناس مع الطبيعة بدرجة من الخوف من غضبها و لذا وجدوا ان افضل حل هو تقديسها .و هكذا ولدت الاديان الطبيعية التى تقدس الشمس او القمر او النجوم او الجبال و الانهار . كان ذلك فى زمن كان يوجد فيه تصالح تام بين الانسان و البيئة .لم يكن الانسان قد دخل فى حرب مع الطبيعة هذه الحرب التى بدانا نرى قتلاها الان من خلال انتشار امراض كثيره .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى