تعاليقرأي

حتى يخرس المرجفون…هذه هي حماس

حتى يخرس المرجفون…هذه هي حماس

الجميع متفقون على صمود غزة وبطولاتها أثناء وبعد طوفان الأقصى إلا حركة فتح وعلماء السلاطين، هؤلاء الذين اصطفوا موضوعيا مع العدو الصهيوني وسكتوا عن جرائمه بل برروا بعض ما يفعل وانصب سخطهم على حماس فكالوا لها التهم وألصقوا بها كل السلبيات واختلقوا لها المثالب حتى اتهموها بالانتماء للتشيع ونشره في غزة، فوجب البيان وإن كان ذلك أقرب إلى توضيح الواضحات.

حركة حماس تنظيم سني خرج من مساجد غزة وانتشر في الضفة الغربية، فازت في انتخابات حرة بالفعل ونزيهة بالفعل، فهي إذًا ولي الأمر الذي تجب طاعته بمنطق المنتسبين للسلفية الحكومية، قضت سنوات ليس في التفاوض العبثي ولكن في الإعداد بمفهومه الشامل، حفّظت القرآن ودربت المجاهدين واكتسبت مهارات خارقة في التكنولوجيا الحديثة وحفرت خنادق بهرت المختصين في التكتيك الحربي، منذ فوزها في الانتخابات التشريعية في الضفة والقطاع تآمرت عليها معظم الأنظمة العربية التي تكفر بالجهاد وتؤمن بالتطبيع، وشاركت في حصارها وشيطنتها والتضييق عليها بكل وسيلة، خذلتها الأنظمة المتحكمة في البلاد السنية فابتغت النصرة في أي جهة كانت، سواء عند الشيعة أو الكفار، وقدوتها رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي استعان بالكفار في أكثر من موضع لأن هذه العلاقات مبنية على المصالح لا على العقيدة، وقد استعان عليه الصلاة والسلام بعبد الله بن أريقط الديلي يدله على طريقة المدينة لما خرج مهاجرًا، ومن ذلك استعانته بصفوان بن أمية يوم حنين فأخذ منه دروعا (أي أسلحة) وهو ما زال مشركا، ولا ينقضي العجب من أقوام يزعمون الانتماء لأهل السنة خذلوا حماس من أول يوم وهم إلى اليوم لم يسدوا المكان الذي سدّه غيرهم ، فليتهم سكتوا.

إن حماس كسرت التمثال المرعب الذي شيده الصهاينة منذ سبعين عاما، يخوفون به العرب والمسلمين والعالم كله، كسرته يوم 7 أكتوبر بفعل بطولي يأخذ الألباب بجرأته وقوته ودقة تنفيذه، فلم يتكالب عليها العدو فحسب بل الأنظمة المتواطئة معه التي جندت وسائلها الإعلامية وشيوخها المرتزقة لتشويه المقاومة وإطفاء شعلة الأمل في تحرير فلسطين، ولولا خذلانهم وتواطؤهم لكان طوفان الأقصى شرارة انطلاق تحرير الأرض المباركة كلها، لكن هذا قدر الأبطال في زمن الخيانة والعمالة والتراجع، تماما كما قد حدث للأندلس في آخر أيامها وللعراق والشام أيام الغزو التتاري والصليبي، ثم يأتي النصر ولو بعد حين.

إن غزة هي البقعة الوحيدة في عالمانا العربي الحالي التي طبقت “وأعدوا” فاستجمعت كل ما استطاعت من أسباب القوة فأعذرت لكن نصر المسلمين الكامل يقتضي أن تعدّ الأمة كلها ما استطاعت، فمتى تنتبه إلى خطورة حياة الدعة والميوعة وإعداد الفنانين واللاعبين والمطربين بدل إعداد أسباب القوة التي ترهب الأعداء المتربصين؟ من لم يتعظ بغزة لن ينفعه درس ولن يتعظ بشيء.

ومن يحلل وضع حماس في غزة يجد أنها ركزت على ثلاثة عوامل أساسية مكنتها من الصمود والثبات وتحقيق أهدافها في مواجهة الكيان الصهيوني، هي ثلاثة أنواع من القوة:

  • قوة الإيمان والعقيدة: وقد تجلت في ثبات عجيب لأهل القطاع وثقة بالله تعالى ويقين في نصره واحتساب الموتى شهداء بكل رباطة جأش .
  • قوة الوحدة والأخوة: وهذا على مستوى كتائب القسام ومجموع فضائل المقاومة وعموم سكان غزة، فلم نسمع أي صوت نشاز ولا رأينا خرما لعقد الأخوة في مواجهة العدو وأمام المحنة.
  • قوة الساعد والسلاح: وهي قوة رآها وتعجب لها القريب والبعيد، فشل الجيش الصهيوني في القضاء عليها رغم ما يمتلكه من أسلحة فتاكة وتكنولوجيا متقدمة وجواسيس مدربين.

هذه هي تربية حماس تجمع لأتباعها بين الحرب والمحراب، لم تخطئها إلا عين المنافق العميل.

عبد العزيز كحيل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى