رأي

المستقبل لمن يصنعه

محمد عبدالمجيد

فكرة خلاقة ودافع وعمل، تركيبة ثلاثية السمات تحدد شخصية المبتكر الذي يعمل لصناعة مستقبل مختلف، وفي الحكومات لا يختلف المفهوم كثيراً وإن اتخذ بعداً جامعاً يلتفت إلى خدمة المجتمع والإبداع في العطاء والتنافس للوصول إلى مستقبل يحدد معالمه المبتكرون.

حتى وقت قريب؛ كان من المنطقي أن يستغرق إصدار جواز السفر عدة أيام أو أسابيع، هذا النموذج من الخدمات الحكومية أصبح مجرد ذكرى، أمام ما نشهده اليوم من سرعة هائلة في إصدار الوثائق، الا أن المستقبل يؤكد أن الابتكار سيجلب حلولاً أخرى، تتفوق حتى على ما يعتبره كثيرون، نقلة نوعية في هذه الخدمة أو غيرها.

ويقيس مؤشر الابتكار العالمي أداء الابتكار في الدول، وتقاس مدخلات الابتكار بناءً على المؤسسات، والقوى العاملة، والبنية التحتية، وتطور الأسواق، وتطور الأعمال التجارية؛ أما مخرجات الابتكار فتقاس بناءً على مخرجات المعرفة والتكنولوجيا والإبداع.

يقول عالم الحاسوب العالمي، آلان كاي: إن أفضل طريقة لمعرفة المستقبل مسبقاً هي صناعته، ويمكن تلمس ملامح حكومات المستقبل عبر استشراف المشكلات، وتقدير قيمة الموارد الإنسانية والاقتصادية، وقراءة التحولات بعيون خبيرة، على أساس الابتكار في الحلول، والمهمات، والخدمات، وترقية الخطط والاستراتيجيات، لتكون متطابقة مع الطموحات.

تحقيقاً للأفضل وترسيخاً للابتكار محرّكاً لصناعة المستقبل، لابد من وضع معايير أساسية تتعلق بالذكاء الصناعي، والتطورات الرقمية، ورفع التنافسية، ومستوى الخدمات الحكومية، وترسيخ معايير السعادة وجودة الحياة واستشراف المستقبل، لتكون الحكومات قادرة على تبنّي اقتصاد المستقبل القائم على البرمجيات والتكنولوجيا والبيانات.. نعم نستطيع أن نحقق أكثر، إن انطلقنا من رؤية أن المستقبل لا ينتظر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى