أخبارتعاليقرأي

وسام الأدب والأخلاق

أقول أحيانا نحتاج لتعلم دروس الجدات ، أي و الله نحتاج لتعلم أبجديات الدروس الأولية القاعدية في فنون التعامل والتواصل ..
فبعض من البشر تجدهم بحاجة لشهادة في الأدب والأخلاق على الرغم من حصولهم على شهادة فك الأمية..
فالشهادة ربما تمكننا امتلاك الأشياء والمتاع والمال ، ولكن لا تمكننا امتلاك محبة الناس ولا اكتساب احترامهم ..
فالأدب وسام يناله المرء ، وبه يحتل له مكانا في قلوب الناس ..
إذا حضر وسع له في مجلس ،وإن حضر تسابقت الأكف لمصافحته ..
لهذا تجدنا بحاجة لتعلم أدب المباسطة، وأدب كسب مفاتيح القلوب ، نحتاج حقا تعلم أدب الاستئذان وأدب الانصراف ..
ونجدنا في أمس الحاجة لنتعلم ألفاظ التحية والسلام وألفاظ التهنئة، ربما يعدها البعض من التوافه ، ولكنها في الحقيقة أساس التربية الحقة ..
حين نخسر دروس الأدب ، ترانا نغبط حق الكبير ، ونأكل حق الصغير ، بل نمارس التعدي على حقوق الناس ونحن لا ندري، وقد نمتهن كرامة الناس ، فنحتقر كرامتهم بالسخرية والتهكم ونحن لا ندري ، ربما نفعل ذلك عن حسن قصد ، لكن نفعل ذلك جهلا بقواعد المعاملة العامة ..
أحيانا نجد البعض يعامل الناس بأخلاقه ، ولكن الناس تعامل بحسن الأدب ، تعامل بالملاطفة والتودد ..
والبعض ينسى نفسه في المناسبات العامة ، فيعامل الناس كأنه في شركة أو مؤسسة إدارية ، يفرض صرامته ، يفرض قوانينه ، والحال والمكان والمناسبة تفرض قوانينها الخاصة ..
وأحيانا تصيب البعض رعونة و تبلد فيعامل الجلسات بالكلمة وخشونة المعاملة والمجالس تصفون بالرفق والملاطفة..
وقد جُبِل الناس على حبّ مَن يَرفق بهم، كما جُبِلوا على النُّفور من الفظِّ الغليظ، حتى ولو كان من خير عباد الله؛ قال الله -تعالى-: ﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ﴾ [آل عمران: 159].
ليتنا نتعلم دروس الأدب حين التعامل مع الناس في المناسبات ، فنتعلم فنون الاتيكيت والمجاملات ، ليتنا نتعلم طرائق كسب القلوب ..
أقول أن ما تتركه سوء المعاملة في النفس ،تترك جروحا لا تداوى ، فألفاظنا وطرائق تعاملنا ، لها الأثر الإيجابي في صناعة السلامة النفسية ، بل لها مفعول نلمس آثاره حينا ، إيجابا وسلبا.
علينا تعلم فنون الحياة وآدابها ، فالحياة السعيدة تصنع في مصانع الأدب والأخلاق والفضائل ، حتى نجني ثمارها حبا والفة ، نجني ثمارها تعاضدا وتماسكا مجتمعي .
كعادتي أختم دائما خواطري ببعض تبر الشعر والحكمة ،
وصدق الشعراء حينما قالوا:
“لو كان في العلم دون التقى شرف …. لكان أشرف خلق الله إبليس”
ثم قالوا :
“لا تحسبنَّ العلم ينفع وحده …. ما لم يُتَوَّج ربُّـه بخـلاق”
فوسام الشرف بين الناس أخلاقنا، ومعيار الشرف بين الناس الأدب الذي يجملنا في حياتنا ، فالأدب الطريق الأسلم لاكتساب قلوب الناس .

الأستاذ حشاني زغيدي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى