رأي

صناعة الوهم

العربي سليم
·
عذرا أيها الرفاق ، ما هكذا يكون الحوار ، و أنتم تعلمون ذلك . توهمنا أنكم تناضلون من أجلنا ، من أجل استقرارنا ، من أجل أبناءنا … و توهمتم أنكم على الوعد قادرون . شكرا على كلاب الشهوة و المتربصين بالمؤخرات ، بهم استيقظنا . لعلكم ترونا في كلامي غرابة ، وأنا أرى في أفعالكم جنونا ، لأنكم توهمتم أنهم للخير لكم فاعلون . كثيرا ما يدفع الجنون إلى الموت أو إلى الوعي . فتعلموا كيف تموتون في الوقت المناسب و حاذروا ألا يكون بينكم من استعجل موته . لقد أوجعتموني بما خيل لي أنه غضب لأنكم توهموننا بأنكم ثائرون . سرحوا أبصاركم ، كم عددكم ؟ فهل أنتم على التغيير قادرون ؟
وهمكم هذا يذكرني بوهمي على أولائك الذين يتوهمون أنهم في الأرض عائشون : ازدحام أينما حط بصرك ثم انتشار للقاء وهم الحياة ، جد وعمل ، صراخ ، تنديد ، عويل ، بكاء … فنلتقي في نقطة وهم الحياة . لازلت أتذكر ذلك الرجل المسن الذي صرخ في وجه ممرضة لأنها سلمته دواء فات أجله ، وتلك المسكينة تتوهم أنها مانحة الحياة ، و ذلك العجوز يتوهم أن الحياة تعاكسه . الكل يتوهم أنه للخير فاعل . و أنا أراكم أيها المنفردون خاطئين و بغروركم تائهين ، ألم تقولون أن هؤلاء على الفضيحة صامتون و أولائك للتنديد رافضون فماذا تستشفون ؟ أفبهذا التقسيم تظنون أنفسكم ستنعمون بأحسن ما نحن عليه اليوم ؟ إن الخطر الذي يهدد وطنكم لا يكمن في ملككم بل الخطر كل الخطر في أولائك الذين يقودونكم برغباتهم إلى سخطكم على وطنكم . لو كان بمقدرتي أن أفحص عقول هؤلاء لتبين لكم أنهم من شر ما خلق ، و لكن لو تأملتم لتجلى لكم عدوكم من صديقكم . واأسفاه إن حالكم يدمع الصخر لأن عقولكم اختطفت منكم .
نعم كلنا نود الإصلاح و الخير لهذا البلد ، و لكن بالحكمة و الرزانة و إذا أعيتكم حيرتكم فانضموا إلينا ، انه الوطن فعودوا إليه فان حامي هذا الوطن يحبكم …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى