تعاليقرأي

الوجه الحقيقي للسلطة وحقيقة المستقبل

محمد سعد عبد اللطيف ،مصر،
يقول الكاتب والمفكر (جورج أورويل) إذا كنت تريد أن تستشرف صورة المستقبل،
تخيل حذاءً يدوس ويدمغ وجه إنسان إلى أبد الآبدين} من غير الصحيح البحث في خطابات النظام ووعوده لكي تعرف المستقبل..،
فأصبحت
خطابات السلطة خادعة.وتحت أقنعة مزيفة وهي ثقافة شعارات وخطابات وبرامج واحتفالات؛
اي ثقافة بصرية تهمل التفاصيل المهملة الصغيرة لان الحياة مجموعة تفاصيل وهو جوهر فن اي كاتب أو مفكر او روائي في البحث عن المخفي والظلال الخفية والآمكنة العميقة وخلف العلاقات.
لكي تعرف المستقبل انظر الي الخريطة من المحيط للخليج الى شباب في عمر الزهور ونساء وشيوخ وأطفال علي قوارب الموت علي شواطئ البحار هرباً من جحيم الحروب الأهلية والفقر والخوف ،انظر الي إمرأة مسنة او رجل مسن ينام على رصيف او يتسول،
انظر الى طفلة تنام تحت ظل شجرة في صيف ساخن
وهي تبيع المناديل او تتسول بين اشارة المرور ،
ارتفاع أسوار جدران المنازل وحجم الاقفال وشبكة الحديد حول النوافذ تعكس النظام السياسي والاجتماعي في المدن الجديدة وارتفاع الأسوار ،
سيارة تتوقف بسرعة قربك مضببة الزجاج تشعر بالخوف من المراقبة ،
راقب مشاعرك.
كإنسان من دمار وخرائب واطفال حفاة وفي الخلفية نيران ابار النفط مشتعلة في بلدان تسمي مجازاً ديار العرب .
نساء واطفال يبحثون في تلال النفايات وفي الافق مباني وقصور يسكنها عالم اخر لايعنيهم ما يحدث في المنطقة،أحياناً في منتصف الليل تشعر بالخوف من توقف سيارة تحت النافذة تشعر
بالخوف من طرق ليلي على الباب من زوار الفجر ،
في مناهج تعليم التلاميذ وفي نظافة الطرق والمستشفيات
وفي كل هذه التفاصيل.. يوجد الوجه الحقيقي للسلطة والمستقبل.،،
في هذة البلاد ، ورغم معظم حياتي هنا لم افكر يوماً بالسلطة وكذلك ابناء البلد لان التفكير الدائم بالسلطة هو تعذيب نفسي والغاء مساحات من الحرية ومن التأمل والطمأنينة ومن استشراف المستقبل الواضح.
الدولة مؤسسة خدمات محايدة كالتعليم والصحة والراتب والطرق وباقي الخدمات وهي مستقرة وثابتة لكن السلطة مؤسسة سياسية متغيرة كل اربع سنوات، ونحن نخلط بين الدولة والسلطة، وفي حال حدوث أزمة سياسية تظل الدولة تعمل كالعادة حسب نظام التسيير الذاتي بلا اي مشاكل في الخدمات العامة ولو استمرت الآزمة السياسية لعام أو أكثر وحتى بلا رئيس وزراء لأنها منظمة على الاستقلالية الذاتية في الشؤون المحلية وكل ادارة محلية، محافظة أو مؤسسة مثلاً، هي دولة متكاملة.
السلطة في التفاصيل المجهرية المهملة والمنسية وليس في البرامج والخطابات والاحتفالات والوعود وكذلك جوهر خطاب الأحزاب المعارضة التي اختفت لانها تقول عكس ما تفعل وتفعل عكس ما تفكر كما هي التركيبة النفسية لمواطني البلاد احراراً كانوا ام عبيداً.
البحث عن المستقبل في برامج وخطابات ووعود السلطة،
كالبحث عن طفل ضاع في مدينة من الضباب
اذن ما هو استشراف
المستقبل ..؟ان الاستشراف هو احد اهم الأدوات الرئيسية لتشكيل المستقبل
، وأسلوب منهجي وتشاركي لتطوير استراتيجيات وسياسات فعالة واتخاذ القرارات ووضعها موضع التنفيذ من خلال اطر وتغيير لاجراءات وتحديث لنماذج اعمال تسهم بفاعلية في وضع الحلول لمشكلات
المستقبل بكلفة اليوم والتي هي أقل كلفة من المستقبل ،!!
محمد سعد عبد اللطيف ،كاتب وباحث مصري ومتخصص في علم الجغرافيا السياسية ،،،

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى