رأي

لا تحدث أعمى البصيرة عن الشمس

لا تحدث أعمى البصيرة عن الشمس اتريس سعيد

1/ لا تحدث أعمى البصيرة عن الشمس فرغم إحساسه بدفئها و شمه للغلال تنضج تحت أشعتها و الأزهار تتدلى بثوبها البهي فخرا بها و المياه تغرغر متراقصة تعكس سحرها و صوت الكواسر الشامخة تحلق عاليا محاولة الوصول إليها كفراشة يسحرها ضوء مصباح في دجى الليل فتلقي بنفسها لتحترق حب به و إنبهار فيه، لا تحدث أعمى عن الشمس، كيف لخفاش تعود حياة الكهوف أن يفهم عشق شاهين إعتاد أن يرقص رقصة الشموخ تحت أشعة الشمس.
2/ في داخل كل إنسان هناك موجة للإتصال بالوحي وعن طريق هذا الإتصال يتوسع الوعي وتزداد المعرفة ولاتأتي هذه الموجة إلا في حالة سكونك وإستقرارك بمرحلة التأمل، فكلما زاد تأملك عمقآ كلما زاد وعيك قدرآ.
3/ الحرية الحقيقية ليست التماهي مع العقل أو الخيال أو العواطف إنما هي تحرير النفس من التفكير والبدء في الشعور بوعي مرة أخرى، هذا الشعور هو القدرة على تركيز الإنتباه بوعي ليس فقط على التفكير، ولكن على ماوراء الأفكار يأخذنا الوعي إلى ما وراء حدود الفكر وينقلنا إلى إتصالنا الواعي بالمصدر اللانهائي.د، من خلال إدراك هذا الشعور الواعي ندخل ونتذكر حقيقتنا، لا يمكن أن تهزم شخصًا يصنع نفسه كل يوم ، يعرف كيف يجد الدهشة والحب في ذاته أولًا، يُدرك قدراته وقدره و يستطيع أن ينجو من الهزائم، لا ينهزم شخص يعرف كيف يقف ويتجدد في كل مرة.
4/ إنكار حقيقة الأشياء هو ضياع لواقعها، العودة إلى الجذور و ليس الأجداد تعني إجاد المعنى لكن السعي وراء المظاهر هو تجاهل المصدر، الصواب خطأ، والخطأ صواب، كل هذا ينشأ من العقل، دع الأشياء تحدث وستظل تحدث بوجودك أو بدونك، عندما يكون الفكر مستعبد تختفي الحقيقة لأن كل شيء غامض وغير واضح، لا ترفض شيء وكن قابلا لكل الأشياء، الكل موجود بقبولك أو رفضك له، هناك عجلة حياة واحد عشها بدون تمييزات وبحب كل مايحدث فيها، هذه هي الحقيقة اللاعقلانية لأن إستخدام العقل لإثارة العقل نفسه هذا هو الخطأ بالأساس.
5/ لم أعد بحاجة إلى وحيك، فزمن الوحي ولىّ منذ أمد، ولم أعد بحاجة إلى وعي والوحي المعاصر، لأني أنا الإنسان المتفرد في كينونته، الملم بأموره، الميقن بحساباته، حتى القدر أتحكم فيه بإرداتي، أنا الإنسان الذي من ثوابت حقه أن لايؤمر، أنا السيد بلا منازع،
6/ لو تأملنا ما ذكرته أعلاه نجد أن البشر يتحكمون في بعضهم البعض، القوي يتحكم في الضعيف والغني يزل الفقير، و الكثرة تغلب الأقلية، فكيف يكون الإنسان سيد نفسه وإنسان آخر يتحكم فيه، نحن البشر المفروض كلنا إنسان سيد في هذا الكون، كيف نفرض سيادة الفرد الإنسان في هذا العالم المليئ بالعنصرية والبغض والحقد والكراهية، كيف نخلق الحب الذي يصنع المساواة بين الأفراد و المجموعات، كيف يعيش هذا الإنسان البائس في هذة الغابة بدون تشريعات تحميه منها، وكيف يكون سيدا وهو محتاج للحماية.
7/ من أتى بروح بريّة صعب تدجينه أو ترويضه فهذا يعني مقتل روحه، لاحدود عنده لا قيود لديه، روح حرة محلقة لأقاصي السماء تارة و منغمسة بعمق الأرض تارة أخرى، لا تعرف راحة ولا إستقرار، لا بيوت تحتويها و لا ساعات تضبطها، مواقيتها تضبط على آلة زمن روحها، فهي من زمن آخر، دربها محفور بين الأرض والسماء وراء كل المرئيات، إن إقتربت منها لامست روحك بقوة، إن حاولت تقيديها إحترقت بنار إتقادها فهي روح متقدة على الدوام لا تعرف خمود ولا إنطفاء لهيبها، أبعد من السماء، روحك معها دائما بخيمياء و تحول بين الأحوال لتدرك ماوراء الحقائق و المعتقدات فلهيبها يسبر بداخلك أعمق الأغوار فتتدخل بحضورها بمواجهة مع الذات و تخرج كل المعيقات التي تصطدم بها كجدران، تسور روحك بأسوار كانت مغلقة الإحكام لكن الآن تعرضت للإهتزاز و التزعزع و بدأ التساؤل و الأفكار بداخلك عن ماهية وجودك وماذا تفعل هنا بالذات وسط هذه الفوضى وزحمة الحياة متناسيا من أنت و إلى أين ذاهب و ماذا تبغي بحياتك الآن و هنا وبهذه اللحظة تبدأ صحوتك يا إنسان، فلك التقدير و للروح البرية الإنحناء.لا تنظر إلى صورنا، بل إلى مانرسل إليك، فعندما تكون أنت في البعد المناسب من الوعي المطلوب سوف تفهم بشكل بسيط جداً ماهي حقيقتنا، فنحن أوعية بعضنا أعمق من بعض ولا نتحدث بلغة معينة بل بدرجة الوعي نحن لا نحتاج إلى اللغة بل هي محاكاة لدرجة وعيك، أدعونا نستجب لك و لكن يجب عليك أن تفهم بأن الوعاء الناقص لا يستطيع أن يعطي !
8/ ‏الأشخاص المُتقدمين روحياً، لا يُهم سواء اتفق معهم الآخرون أم لم يتفقوا، لأنهم لم يعودوا بحاجة إلى البحث عن التأييد والقُبول خارج أنفسهم.
9/ نخسر الحياة ونضيعها بطرق كثيرة ودون وعي منا، عندما تريد عيش حياة الآخرين لا حياتك، تضيع عندما تقضيها نادما متأسفا على لحظات سقوطك و فشلك، وعدم البحث عن حلول تمكنك من النجاح، تضيع عندما عندما تقضيها حاسدا للآخرين ولا تقوم بشيئ يجعلك مميزا، تضيع عندما تركز على الآشياء السلبية، ولا تستمتع بالأشياء الجميلة الجيدة وتخسر نفسك بإنتقاد أخطاء الآخرين وعدم تحسين أخطائك فنحن لا نخسر الحياة عندما تتوقف أنفاسنا نحن نخسرها عندما لا نعيشها بسعادة.
10/ لو كنت صادقآ مع نفسك ومع الآخرين في كل شئ لفهمت و سمعت ورأيت كل شئ في الأرض وفي السماء لأن الصدق وحده كافيآ على أن يشكل لغة الحوار مع الملائكة، فقد سمعت روحي وهي تناديني بلا صوت، فقط كن صادقآ و سأجعلك تسمع من غير أذنين وترى من غير عيون وسأمنحك المفتاح وستعرف كل شئ وستختار البقاء معي فلا شئ غيري أسأل وأنا أجيب فلو عملت بصدق حتى ولو على مستوى النية فقط فسوف أمنحك نفسي لأني لا أمنحها بالمجان فأفهم ماهو فعل الصدق وطبق ذلك حتى تصل إلى هدفك، فالمعنى في أن تكون صادقآ هو أصل القوة لديك.
11/ الموجة تردد باعث لفيض و دفق صانع خطوط غير مرئية كصدى في برية الظلمة، تهتز خيوط العنكبوت ليصل المدى كل حد ! إنه تردد حي واعي ! كعين رأت في الظلمة، فخرج نور لتعرف أنها ترى ! ليس كل الرياح نسيم، وبعض النسيم مبهج و بعضه رسالة تحذير، من الذي يخبرك بذلك ! إلا إذا كان ذلك النسيم نفسه حي ! كذلك كل موجة كل مجال هو تردد واعي.
12/ لابأس بأن يرتدي الإنسان قناع الله، المصيبة أن من إرتدى قناع الله هو الشيطان، بعضكم يسميه الله والبعض يسميه الأوليهيم أو يهو، لكني أنا أسميه الدجال، وأفخم ما فعله هذا الكائن أنه أطلق التحذير بقدومه بعد أن وضع سمومه، وإذا كان هنالك إعجاز فيما خلق فهذا هو الإعجاز فلن يشك أحد بدجال أنذر بمجيء دجال.
13/ هنالك إلتباس، لايوجد بشري على الوجود لايملك قناع، منذ وضع إسمه وضع القناع، قناع واحد لكن مع ألف وجه ووجه، إذا سأتبع الوحدانية بالقناع، إسمك، وشمك، نُحر حسمك، قناعي قناعتي، خُلدت أمانتي.
14/ نعشق الأنفاق حد النفاق، منا من يتخيل ضوء ومنا من يتخيل صوت، لا تتخيل أيها المريد، أنت لست في نفق، بل النفق فيك، لا تخرج منه بل أخرجه منك.
15/ الإيجابية تحتاج لعمل والعمل يجب أن يغذي السلبية، لا تكبت سلبيتك بمقالات كن إيجابي وإبتعد عن السلبية، لا نبل في الإيجابية ولا فخر في السلبية، أرهف المشاعر وأصدقها هم من يتأثرون بالسلبيات، لن تتولد طاقة في الكون أبدا إلا من قطبين، الموجب وحده حاله حال السالب، من تخلى عن أحد قطبيه أصبح بطارية فاسدة تنتفخ مع الأيام إلى أن تنفجر، تدفق من كلا قطبيك، أكتب أحزانك وخسائرك، فأكثر المنتحرون كانو أكثرهم هوس في الإيجابية، كن مثل ذو القرنين رغم جموده كتب بدموعه دون خجل.
16/ لو كان معي عالم جميل حقيقي ماكنت هنا، جميعنا بؤساء ننسج عالم وهمي يشعرنا أننا مهمين وفي الحقيقة نحن لا شيئ، نحن كائنات تلاشت وإختفت في عز وجودها وكل إعجاب أو تعليق يشعرنا أن هنالك من يرانا، كائنات خفية لا تشعر بوجودها إلا لحظات الألم، الألم الذي لطالما عزف على أوتار أوردتنا لتجعلنا نشتاق للوتر المفقود الذي قطعه أول لحن، وتر الحبل السري الذي كان الحديد أرحم به، من ريشة العبث الوجودي دائمة الإهتزاز، أغلقوا حساباتكم أيها البؤساء كي أدخل ولا أجدني وأتوقف عن البحث عني.
17/ يُمنع منعا باتا فتح المظلات حين تمطر الحرية، من يخاف على شكل صلصاله المؤدلج فاليغادر، المطر بعثه أرض لا منحه سماء، السماء خط رجوع وحسب، الدمع بعثه قلب لا منحه عين، العين خط عبور وحسب، من لم يرتشف النجوم في الليل، لن ينفعه شرب الشمس في النهار.
18/ كن أرقى من أن تجمع ذنوبا و تراكمات كارمية سيئة مصدرها الحديث عن الناس، قبل أن تحكم أو تتحدث عن إنسان أو صديقك أنه منافق أو كذاب حاول أن تستيقظ لتتعرف على صديقك الوهمي الأسوأ الذي يخبرك بأن الناس منافقين أو سيئين، أترك الناس و شأنهم، بدلا من أن تحكم أو تراقب الناس راقب صديقك الوهمي الأسوأ هو أكبر الكذابين و المنافقين هو الذي يخبرك بأن الناس جحيما، إستيقظ وكن يقظ، توقف عن تغذية صديقك الوهمي، كلما حكمت على إنسان كلما غذيت الأسوأ، إستيقظ حتى تبعد عنه الغذاء ليقتات من نفسه حتي يتلاشى.
19/ كم تمنيت لو كنت سنجاب في غابات أستراليا أقضي حياتي بين الأشجار أتغذى على ثمار البلوط، همي الوحيد البحث عن شجرة تكون مناسبة لبناء بيت فيها أحتضن زوجتي سنجوبة صاحبة الإبتسامة الجميلة و أطفالي السناجب وأعيش في أمن وسلام بعيداً عن هذه المخلوقات التي إجتاحت كوكب الأرض.
20/ لرؤية الكون كما هو عليه، يجب أن تتجاوز الشبكة، و ليس من الصعب أن تفعل ذلك فالشبكة مليئة بالثغرات، آنظر إلى الشبكة وتناقضاتها الكثيرة، فأنت تُحيك الشبكة أو تفكّها في كل خطوة أو فعل، تريد السلام والمحبّة والسعادة وتعمل بجدّية لخلق الألم والكراهية والحرب، تريد طول العمر و تتناول الطعام بكثرة، تريد الصداقة وتستغلّ الآخر، أنظر إلى شبكتك لترى أنّها مصنوعة من هذه التناقضات و أزلها، فمجرّد رؤيتك لها ستبطل مفعولها، إنتبه إلى المصفوفة (المايتركس) عما هو عليه، فهي تبدو قوية جدا وليس هناك من وسيلة للهروب، ولكنها مليئة بالثغرات، إن كان لديك عقل منفتح أو التمييز وعيون لترى ستدرك أن هذه اللعبة كلها ليست أكثر من مجرد بيت من الورق.
21/ يستعمل الماكياج لإبراز الصفات التي تعكس الخصوبة، أما الجمال فهو شيء آخر، نحن نستعمل الكلمات في غير محلها، علينا أن نفرق بين الجمال و الجاذبية الجمال هو إنعكاس البراءة و النقاء و طيبة الروح على ملامح الإنسان و سلوكه و تظهر في أدق التفاصيل لدرجة أننا لا ندركها عادة إلا بالحدس، أما الجاذبية فهي إنعكاس للنشاط الغريزي التناسلي على الجسد و السلوك فعندما تضعين مساحيق التجميل فإنك تصبحين جذابة نعم لكنك تخفين التفاصيل التي تظهر ما يميزك و يمنحك تلك الخاصية الإستثنائية في الجمال، و تجعلين نفسك نسخة أخرى من النماذج الإجتماعية، لا تفسدي جمالك الأنثوي بالماكياج حتى تظهري جاذبيتك.
22/ الصمت يمكن الصوت من الوجود، الشكل هو الفراغ والفراغ هو الشكل، أنت مجرد صورة ذهنية من عقلك داخل كل ذرة من فراغ، الفراغ ليس لاشيء، هو فقط مظهر غير ظاهر، العمق والسكون يسمح لغير الظاهر لأن يكون، كلما زادت مطابقة البشر مع عقولهم نسو أصولهم، لايمكنني قول أكثر، سوى كلمات مليئة بالفراغ، إن حذف منها الفراغ أصبحت لا معنى ولا شكل.
23/ لماذا كل الدنيا تتحرك نحو النساء، لماذا كل الحديث يدور حول النساء، لماذا كل القصائد تميل نحو النساء ؟ كل فيلم تجد فيه إنقاذ للمرأة وكل فيلم يدور ويتمحور عن كيفية جعل النساء معجبات بالرجال، صدقوني يمكننا يا أصدقائي أن نغير الموضوع والعادة ونتحدث عن ذكاء القطط أو صوت الكلاب أو سلبيات التكنولوجيا أو حتى عن فوائد الفاصولياء! عن رائحة القهوة التي تعصف بخلايا رأسي وتنقلني إلى عالم آخر بعيدا عن التفكير، بعيدا عن الضجيج، بعيدا عن العتابات بعيدا عن الوعي المنخفض و العقل الجمعي، يمكننا أن نمدح وحيد القرن المسكين الذي إنقرض وقد كنت أتمنى أن أرى أحدهم و أصعد على ظهره لكي أرمي بالرماح يمينآ وشمالأ.
24/ في بعض الأحيان تأتي الإجابات إليك بطرق لا يفهمها أحد سواك لأنها شخصية و ذاتية من ذاتك العليا، هذا هو السبب في أنه من المهم للغاية أن يكون لديك عقل ذو إستقبال واضح و جلي و خالي من التشويش الخارجي، أحسن طريقة لتلقي وفهم الرسالة و لذلك الأشخاص الهادئين و عميقي التفكير، ممارسي التأمل لهم قدرة عالية على تلقى الرسائل و فك شفرتها، فالأمر لا يتعلق بالصحيح أو خاطئ أبدًا، كل شيء يتعلق بالتلقي الصحيح و الفهم.
25/ _ ألم أقل لكِ لا تثق كثيرا و لا تعول على وعودهم
من أنت أنا الملاك الساقط الذي سقط من سماء الوهم عندما أثقله إكتشاف الحقيقة
_ ومتى قلت لي أن لا أثق بهم، أنا لا أعرفك ولا أتذكرك
_ انا دائما موجود بداخل كل شخص أكلمه لكنه لايسمع لأنهم عودوه أن هذا صوت الوسواس الخناس فلم يعد يستمع إليه و لقله إستخدامه حواسه أصيب بالتبلد والجمود.
_ وماذا يضمن لي أنك حقيقة لست الوسواس الخناس الذي آتى ليخرب كياني.
_ لأنكِ عندما تسمع صوتي ستدرك كم كنت مغيب و ستقرن صوتي بالتجارب التي مررت بها وستكتشف أني لست وسواس خناس، إنما حصن لك من الناس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى