ضياء محسن الاسدي
(( هناك أسئلة تزيد الفضول لدى الإنسان الواعي المتدبر لهذا الكون والبشرية والخلق العظيم للإله
الواحد الأحد الذي نؤمن به وبقدراته ونسلم بغيبيات عظمته والاستسلام والانقياد له منها أن هل للإنسان
وللبشرية صحبة أو رفقة في هذا الكون الشاسع وهذه الأجرام السماوية القريبة من كوكبنا الأرض وهل هناك
حياة لعوالم أخرى خارج منظومتنا أو رفاق نتشارك معهم الحياة في هذه الأرض كل هذه الأسئلة تحفز العقل
البشري للتفكير والتدبر بها وقد نجد بصيص من الأمل في الإجابة عليها قدر ما يستوعبه العقل الحالي في كتاب
الله تعالى (القرآن الكريم ) ضمن ما تطرحه أربعة آيات مباركات في مواضع متفرقة منه وقد نجد تفسيرا أوليا
له وهي عبارة ( خلائف الأرض ) و ( خلائف في الأرض) و( خلفاء الأرض ) وغيرها من المسميات
والكلمات القريبة لهذا المعنى ( وهو جعلكم خلائف الأرض ورفع بعضكم فوق بعض درجات ليبلوكم في ما
آتاكم أن ربك سريع العقاب ) الأنعام 165و( ثم جعلناكم خلائف في الأرض من بعدهم لننظر كيف تعملون )
يونس 14 و( فكذبوه فنجيناه ومن معه في الفلك وجعلناهم خلائف وأغرقنا الذين كذبوا بآياتنا فأنظر كيف كان
عاقبة المنذرين ) يونس 73 و( وهو الذي جعلكم خلائف في الأرض فمن كفر فعليه كفره ولا يزيد الكافرين
كفرهم عند ربهم إلا مقتا ولا يزيد الكافرين كفرهم إلا خسارا ) فاطر 39 أن القرآن الكريم يحاكي كل الكائنات
الحية العاقلة في الكون لا يحده زمان ولا مكان وتفهمه كل المخلوقات في السماء والأرض على حد سواء وقد
ارتبطت هذه العلاقات التي تجمع الإنسان الحالي النسخة المطورة من خلقه والتي أرادها الله تعالى أن تكون
على كوكب الأرض ليعمروها ويتمتعوا بها وليكونوا امتدادا لما سبقه من خلائق وكائنات أوجدها الله تعالى
خارج المجموعة البشرية والكونية فالعلاقة التي كانت موجودة فيما بينهم دلت عليها الآثار والحفريات والعلم
والتكنولوجيا المتطورة الآن وهذه هي امتداد للتطور العقلي والعلمي الذي تمتعت به هذه المخلوقات الموغلة في
القدم والغائبة الآن عنا بسبب التعتيم الإعلامي والسياسي فأن الدراسات المتمعنة المستفيضة المتجردة في فهم
الرسالة المحمدية السماوية والكتاب المقدس ( القرآن الكريم ) يستطيع المتدبر الذي يغوص في أعماق بحار علم
القرآن وتفاسيره للبحث عما يريده من معرفة لاستطاع أن يستخلص الكثير مما يريده الإنسان الحالي , وعندما
قال الله تعالى وقوله الحق أني جاعل في الأرض خليفة حينها احتجت عليه الملائكة وقال أتجعل من يفسد فيها
ويسفك الدماء لأنها شهدت وعرفت كل المخلوقات والكائنات الحية التي سبقت خلق الإنسان العاقل والتي لا
تشبه خلقهم وشاهدت الصراعات والحروب الكونية ومدى الدمار الذي خلفته هذه الحروب كون العمر
الافتراضي للكون الذي قدره الفلكيون حوالي (12-14) مليار سنة وعمر الأرض حوالي (4.54)مليار سنة
وعمر البشر حوالي(1,2) مليون سنة في بعض الدراسات الأحفورية .ولا يمكن أن يترك هذا الفارق الزمني
بدون حراك وحيوية ومعيشة على الكون وإلا كان غير منطقي واعتباطا حاشا لله لكن لهذا المخلوق (الإنسان )
العاقل الخاص والمبرمج بخاصية التمييز والعقل والألسنة وبهذا الشكل الجميل البديع في صنعه وصورته وخلقه
(الله الذي جعل لكم الأرض قرارا والسماء بناء وصوركم فأحسن صوركم ……) غافر 64 ويكون خليفة في
جزء معين من الكون وهو الأرض دون سائر الكواكب (وهو الذي ذرأكم في الأرض وإليه تحشرون ) الملك
24 وان أكثر الحفريات السرية والعلنية والدراسات تؤكد وجود تعاون واختلاط وتعاون علمي وعملي بينهما
وخصوصا في أوائل ظهور الإنسان على الكرة الأرضية والبحوث السرية المسربة وعلى نطاق سري
وحصري بين الدول المالكة لزمام الأمور في العالم وحكرا عليها والدليل ظهور بعض المعلومات والصور
خصوصا في بلاد ما بين النهرين ووادي النيل وأفريقيا فالإنسان الحالي يعد النسخة المعدلة والمحسنة من
مخلوقات سبقته ( وربك الغني ذو الرحمة إن يشأ يذهبكم ويستخلف من بعدكم ما يشاء كما أنشأكم من ذرية قوم
آخرين ) الأنعام 133 . علينا معرفة أن الخطاب القرآني هو عام وشامل لكل زمان ومكان في الكون لا يمكن
أن نسقط آياته ونفسرها على فئة أو قوم أو جنس أو عرق في هذا الكون لهذا يمكن القول أن مراد الله تعالى هو
إيصال المعلومات إلى خلقه أنكم من سلالة واحدة متسلسلة في الخلق والزمن والمكان كل ضمن تكليفه الموقعي
والزمني ومن هنا نؤكد أن الإنسان حقيقة ليس وحده في الكون الواسع وقد يتأكد له ذلك في المستقبل القريب أو
البعيد حسب معطيات العقل والعلم ))