أخبارفي الواجهة

العلاقة الصينية الأمريكية.. تأثير عودة دونالد ترامب

محمد عبد الكريم يوسف

مقدمة:

لا تحمل الانتخابات الرئاسية لعام 2020 آثارا مهمة على الولايات المتحدة فحسب، بل تؤثر أيضا على المشهد العالمي، لا سيما بالنسبة للدول المنخرطة في علاقات معقدة مع أمريكا. يستكشف هذا المقال التداعيات المحتملة لإعادة انتخاب الرئيس دونالد ترامب على الصين، مع التركيز في المقام الأول على خمسة مجالات رئيسية: العلاقات التجارية، والتنافس التكنولوجي، والنفوذ الإقليمي، والمخاوف المتعلقة بحقوق الإنسان، والتعاون في مجال تغير المناخ. إن دراسة هذه العوامل بشكل جماعي ستوفر فهمًا شاملا للتأثير المحتمل الذي قد تحدثه ولاية ثانية للرئيس ترامب على العلاقات الصينية الأمريكية.

العلاقات التجارية خلال فترة ولايته الأولى، قدم الرئيس ترامب إجراءات تعريفية أثارت حربا تجارية مثيرة للجدل مع الصين.
ومن المرجح أن تشهد ولاية ترامب الثانية استمرارا لنهج “أمريكا أولا” في التعامل مع التجارة، وهو ما قد يعني المزيد من السياسات الحمائية واستمرار التوترات مع الصين. وقد يؤدي هذا السيناريو إلى تعميق الصراع التجاري بين البلدين، مما قد يؤدي إلى ضرر طويل المدى لاستقرار الاقتصاد العالمي.

التنافس التكنولوجي برزت القدرة التنافسية التكنولوجية باعتبارها جانبا بالغ الأهمية في العلاقة بين الولايات المتحدة والصين.
اتبعت إدارة ترامب استراتيجيات لحماية التفوق التكنولوجي الأمريكي من خلال فرض قيود على شركات التكنولوجيا الفائقة الصينية مثل هواوي. ومن الممكن أن يؤدي إعادة انتخاب ترامب إلى تكثيف هذه الجهود، مما يؤدي إلى توسيع الفجوة التكنولوجية بين البلدين وربما يؤدي إلى زيادة العداء في هذا المجال.

التأثير الإقليمي أدى صعود الصين كقوة عالمية إلى تزايد التوترات الجيوسياسية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ. لقد تبنى ترامب بالفعل موقفا متشددا بشأن طموحات الصين الإقليمية، كما يتجلى في سياساته تجاه بحر الصين الجنوبي. وقد تشهد الولاية الثانية نهجاً أميركياً أكثر حزما، مما قد يؤدي إلى تصعيد النزاعات الإقليمية وإثارة شبح المواجهة العسكرية.

المخاوف المتعلقة بحقوق الإنسان كانت الالتزامات تجاه حقوق الإنسان مصدرا كبيرا للتوتر بين الولايات المتحدة والصين.
واجهت إدارة ترامب الصين بشأن قضايا مثل الحرية الدينية، والحركات الديمقراطية في هونغ كونغ، ومعاملة مسلمي الأويغور.
قد يعني استمرار رئاسة ترامب استمرار الانتقادات والعقوبات المحتملة، مما يؤدي إلى تعميق الخلاف بين البلدين بشأن المخاوف المتعلقة بحقوق الإنسان.

التعاون في مجال تغير المناخ كان اتفاق باريس بشأن تغير المناخ مجالا رئيسيا للخلاف بين الولايات المتحدة والصين. وقد سحب الرئيس ترامب الولايات المتحدة من هذه المبادرة العالمية، مما أدى إلى عكس الكثير من التقدم الذي تم إحرازه في عهد سلفه.
ونظراً لسجله الحافل، فمن غير المرجح أن يعطي ترامب، بعد إعادة انتخابه، الأولوية للتعاون مع الصين في مجال تغير المناخ، وهو ما قد يعيق الجهود العالمية لمكافحة هذه القضية الملحة.

إمكانية المفاوضات المباشرة في حين تبنى ترامب نهج المواجهة تجاه الصين، فقد أظهرت إدارته استعدادها للمشاركة في مفاوضات مباشرة، كما يتضح من التوقيع على المرحلة الأولى من الصفقة التجارية. وقد توفر الولاية الثانية فرصة لكلا البلدين لتهدئة التوترات، والتأكيد على أهمية الحوار بدلا من المواجهة.

التداعيات الاقتصادية تعطي سياسات ترامب الأولوية بشكل كبير للمصالح الاقتصادية المحلية، والتي قد تستمر خلال فترة ولايته الثانية. إن أي جهود لإعادة التوازن في العلاقات التجارية مع الصين يمكن أن يكون لها عواقب اقتصادية بعيدة المدى على كلا البلدين. يعتمد المصدرون الصينيون بشكل كبير على السوق الأمريكية، وقد تؤدي القيود الإضافية التي تفرضها إدارة ترامب إلى عطيل سلاسل التوريد العالمية، مما يؤثر على النمو الاقتصادي في الصين.

التعاون الثنائي على الرغم من التوتر الذي يميز الوضع الحالي للعلاقات الصينية الأمريكية، إلا أن البلدين يدركان أهمية التعاون الثنائي في مواجهة التحديات العالمية. وستستلزم ولاية ترامب الثانية إيجاد أرضية مشتركة بشأن قضايا مثل الانتشار النووي، أو مكافحة الإرهاب، أو أزمات الصحة العامة. إن نجاح مثل هذا التعاون سيشكل المسار المستقبلي لهذه العلاقة.

إمكانية الفصل والسؤال العالق هو ما إذا كانت ولاية ترامب الثانية يمكن أن تؤدي إلى الفصل بين اقتصاد الولايات المتحدة والصين. وعلى الرغم من المخاوف المتزايدة المحيطة بالترابط الاقتصادي، فإن القطع الكامل للعلاقات سيكون له تداعيات خطيرة على كلا البلدين والاقتصاد العالمي. ومع ذلك، فإن التوترات التجارية المستمرة قد تدفع الشركات إلى إعادة النظر في اعتمادها على الصين والدفع نحو مزيد من التنويع.

الخلاصة: لا شك أن تداعيات فوز الرئيس ترامب بولاية أخرى ستعيد تشكيل العلاقات بين الصين والولايات المتحدة، مع عواقب تصل إلى ما هو أبعد من هاتين القوتين العظميين. إن الحرب التجارية، والتنافس التكنولوجي، والتأثير الجيوسياسي، والمخاوف المتعلقة بحقوق الإنسان، والتعاون في مجال تغير المناخ ليست سوى بعض الجوانب التي قد تكون مفيدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى