
رامي أبو وليد
لا ينقص ريال مدريد سوى اللعب بدون حارس مرمى، حتى يصبح النموذج المثالي للفريق المشوه الذي لا ينطبق عليه مصطلح فريق كرة قدم!
فريق يلعب منذ عامين بدون رأس حربة حقيقي ودائم، ويلعب بدون صانع لعب يستطيع كسر الخطوط بتمريراته وضرب التكتلات الدفاعية، فلا ينقصه إلا إخراج حارس المرمى من تشكيلته، ليصبح بلا حارس وممرر ومهاجم هداف.
هنا يمكن للريال ممارسة هوايته المفضلة بتمرير الكرة بعرض الملعب دائما دون القدرة على إرسال أي تمريرة إيجابية للأمام!
في المباراة الماضية، لم يكن الريال عظيما، لكنه امتلك في أرض الملعب لاعبا يشبه “صناع اللعب”، وهو إبراهيم دياز، الذي كان يقوم بهذا الدور، لكن نظرا لتألقه اللافت، كافأه أنشيلوتي بإرساله للدكة لحساب “زيدان بريطانيا” العائد من الإيقاف!
والنتيجة؟ تمريرات بالعرض، ثم تمريرات بالعرض، ثم نقل الكرة يمينا، ثم إعادتها للوسط، ثم إلى اليسار، ثم إلى العمق، ثم إلى اليمين، وهكذا بلا انقطاع، بدون القدرة على الاختراق، لا من العمق ولا من الأطراف!
حتى ما كنا نعيب زيدان قديما عليه (العرضيات)، لم تعد تنفعنا حاليا، لأننا ولله الحمد لا نملك (رأس حربة)، لأن السيد فلورنتينو بيريز ومطيعه أنشيلوتي يران أن العظيم كيليان مبابي سيكون قادرا على سد الثغرة!
في الموسم الماضي كان الريال على وشك الخروج بسبب نفس الظروف، لكن كان هناك خوسيلو (رأس الحربة) بإمكانيات جيدة فقط، بمجرد نزوله كان يساعدك على خلخلة الدفاع والاستفادة من العرضيات بمختلف أشكالها، ومتابعة الكرات المرتدة من الحراس، مثلما حدث أمام بايرن ميونخ.
لكن الآن وبعد إرساله للدوري القطري وعدم التعاقد مع (المهاجم) واكتفيت بالجناح الفرنسي لسد الثغرة، حتى وإن فزت في كل مباراة، فحتى جمهورك غير مقتنع بداخله مهما ادعى أنه سعيد بالانتصارات والألقاب.
حتى وإن تأهل ريال مدريد الليلة، فالأساسيات تبقى كما هي، والفريق عشوائي فوضوي بلا هوية أو قدرة على الوصول بأريحية لمرمى المنافس!