داعش تلبس ثوبها الجولاني الجديد

رسل جمال
اصبح من الواضح للمجتمع الدولي، ان ما يسمى ( بجبهة تحرير الشام) او اللانظام السوري الجديد بقيادة الجولاني ماهو الا تمثيل وتجسيد لفكر داعش وبكل ما يحمله هذا التنظيم من إرهابي اجرامي، حتى ان الجولاني كان من قيادات داعش الإرهابي في العراق الذي اعترف بقيامه بعمليات إرهابية، ذات طابع طائقي مقيت، وبعد انهزام الجيش الإسرائيلي في مواجهة غزة وتركيع الجنوب البناني، كان لزاما على العدو ان يعيد تمظهره فجاء بالجولاني كالفاتح للشام وهو صنيعة صهيونية بامتياز، والدليل اجتياح الجيش الإسرائيلي لهضبة الجولان، بكل سلاسله وهو يواصل تمدده سرا مرة وعلنا مرة في خطة للتوجه نحو الفرات العراقي وتحقيق الحلم الإسرائيلي !.
ان الإرادة الدولية التي ترى بعين واحدة والتي جعلت من الجولاني نظام يستحق ان تكون له موضع قدم بالخارطة بالاكراه، هو ذات الإرادة التي تتعامى اليوم عن المجازر التي يرتكبها عصابات الجولاني، بحق الطائفة العلوية في بلاد الشام اذ شهدت المناطق التي سيطرت عليها “هيئة تحرير الشام” عمليات تصفية وتهجير ممنهجة بحق الأقليات الدينية، وخاصة الطائفة العلوية، و تعددت التقارير الحقوقية التي وثّقت عمليات قتل جماعي، واعتقالات تعسفية، وإعدامات ميدانية طالت المئات من أبناء هذه الطائفة، لا سيما في القرى والمناطق المتاخمة لمحافظتي إدلب واللاذقية.، وهي بذلك تعيد ذكرى جرائمها الطائفية في العراق مثل جريمة سبايكر التي تركت جراحا غائرا في المجتمع العراقي يعاني منه لغاية اليوم.
ان النفس الطائفي الذي يفوح من اللانظام السوري الجديد لايمكن له ان يقوم ببناء دولة ولا حتى دويلة ،لان المجازر التي ارتكبت بحق العلويين ليست مجرد أحداث عابرة، بل ستصبح نقطة تحول في الصراع السوري السوري ، وستسهم في تعقيد المشهد وزيادة الاستقطاب الطائفي، و آثار هذه المجازر ستبقى حاضرة في الذاكرة الجماعية، وستؤثر بشكل كبير على مستقبل سوريا والمنطقة ككل. و سيجعل من المنطقة ساحة للاقتتال الطائفي، وميدان للقوى الخارجية والدولية بالتدخل وفرض اراداتها واستعراض نفوذها مما سيزيد من حدة التنازع بين الجماعات الإرهابية وسيسود منطق الغاب فيما بينهم .
ان اللانظام الجولاني لم يأتي لماسساة دولة او لتحرير سوريا بل جاء لتمزيق البلد وتمهيد الطريق للعدو الإسرائيلي ان يمد خراطيمه في المنطقة و امام العالم وبمباركة دولية، والقضاء على كل من يعارض هذا التوجه وهم على الاغلب (الشيعة ) وكسر ما يسمى بمحور المقاومة وخلق محور جديد ( اعمل نفسك ميت) يتناسب مع المرحلة الحالية ، وهو محور تنضوي تحت لولءه الدول المطبعة والمهادنة والمتعامية عن الجرائم التي تحصل بحق الإنسانية بشكل عام وضد الشيعة بوجه خاص .