امن و استراتيجياتقارير وأخبارفي الواجهة

لفت الأنظار الى فوائد الذكاء الاصطناعي وكم المخاطر والأضرار

*الاستاذ الجامعي د.عامر ممدوح:أشعر أحياناً بأن الدقة المتناهية في المُنجَز هو بحد ذاته دليل واضح على ذلك الانتحال المبني على الذكاء الاصطناعي،ودون شك فإن لبرامج كشف الإستلال دور في معالجة جانب من تلك المعضلة.

*الإعلامي صهيب الفلاحي:المحامون والأطباء وغيرهم سيجدون العشرات من برامج الذكاء الصناعي التي تخدم مهنهم،ومن المهم جدا أن نتجاوز مراحل الانبهار بهذا الذكاء ومن ثم ننطلق للتعامل مع برامجه بذكاء.

*المهندس عمر المشهداني: نعم قد يكتب لك الچات GPT مقالا متكاملا في موضوع علمي بحت، ولكن من الغباء الطبيعي الإتكاء عليه في علوم الهوية، وأقصد بذلك علوم الدين واللغة والتاريخ.

*القاص والكاتب أحمد مكتبجي:اقتصاديون دوليون يتوقعون استحواذ أجهزة الروبوت الآلي الذكي على ( 20) مليون وظيفة في أنحاء العالم بحلول عام 2030 وفقا لـ مؤسسة (أكسفورد إيكونوميكس).

تحقيق:أحمد الحاج جود الخير

تصاعدت في الآونة الأخيرة وتيرة المنافسة الشرسة التي تستعر حاليا بين شركات مايكروسوفت وغوغل و آبل وميتا وإكس للاستحواذ على تقنيات الذكاء الصناعي، ولا سيما بعد نجاح برنامج (شات جي بي تي) أو Chat GPT وهو برنامج لمعالجة اللغة اضافة الى الدردشة والكتابة من انتاج شركة(أوبن إيه إل) بإمكانه التفاعل مع المستخدمين أطلق في تشرين الثاني / 2022 ليتربع على قائمة (روبوتات المحادثة) من خلال تقنيات (التعلم التعزيزي) وبما هز أركان التكنولوجيا الرقمية وأثار موجة من الفرح الغامر المشوبة بالحذر الشديد، فهذا البرنامج الذي توقعت الشركة الأمريكية المنتجة تحقيقه مليار دولار خلال العام 2024 وحده،ينتشر كالنار في الهشيم وبات يحظى بإهتمام كبير للغاية من قبل المدونين والباحثين وصناع المحتوى الرقمي على سواء،كل ذلك قبل أن يطلق الملياردير إيلون ماسك،الذي سبق له وأن أبدى مخاوفه من خروج الذكاء الاصطناعي عن السيطرة ليعلن عن أول نموذج ذكاء اصطناعي توليدي لشركته الناشئة AI x، باسم “غروك ” لمنافسة برامج غوغل وميتا وأوبن إي آي ، وبمواصفات تتفوق على شات جي بي تي ، ليس أولها روح الدعابة التي يتمتع بها هذا البرنامج الجديد المحصور بمستخدمي منصة إكس حاليا، وليس آخرها الاجابة على أسئلة تحجم أنظمة الذكاء الاصطناعي الأخرى في الإجابة عنها،زيادة على قدرته الفائقة على إنشاء نصوص ورموز وصور تشبه البشر بغضون ثوان معدودة !

ولا يفوتنا التعريج هاهنا وفي سياق المقدمة على نموذج “لاما 3” الذي أطلقته شركة “ميتا بلاتفورمز” في تموز 2024 ويتميز باحتوائه على 405 مليارات متغير، اضافة الى التحدث بثماني لغات، وكتابة أكواد بجودة عالية ،وبما توعد الملياردير مارك زوكربيرغ ،بأن يتسيد برنامجه هذا مشهد الذكاء الاصطناعي برمته خلال العام 2025!

حوار مع أهل الرأي وأرباب الصنعة

للوقوف على أضرار ومخاطر الذكاء الاصطناعي ووضع السبابة والإبهام عليها من جهة،ولتسليط الضوء على فوائده وتبديد المخاوف بشأنه من جهة أخرى بوجود 950 تطبيقا تحمل مصطلح “الذكاء الاصطناعي” تحقق إيرادات كبيرة جدا بينها مليون دولار يوميا لـ شات جي بي تي ،وحده وفقا لموقع “عالم التقنية “،حاورنا عددا من المتخصصين والمهتمين وبدأنا بالأستاذ الجامعي،والباحث الأكاديمي الدكتور عامر ممدوح،وبادرناه بالسؤال الأول :

*لقد أثار الانتشار الهائل للذكاء الاصطناعي وتوسع مديات استخدامه مخاوف المعلمين والمدرسين وبما يهدد مستقبل مهنتهم قاطبة،فهل تعتقدون ومن وجهة نظركم بأن الذكاء الاصطناعي سيسفر عن تلكم المخاوف مجتمعة واقعا ،أم أنها مجرد مبالغات لم تجد حتى الآن ما يؤيدها أو يدعمها ؟

  • نعم دون شك، فإن تنامي قدرات الذكاء الاصطناعي سيؤثر على مجالات عمل واسعة، ولكن هذا الأمر ينطوي على شقين:

الأول: أن التوظيف الأكبر والتأثير الأشمل سيكون في المجتمعات المتقدمة صناعياً وتكنولوجياً، وبالتالي سيتأخر وصول ترددات ذلك في المجتمعات المتأخرة نسبياً لضعف أدواتها، بل على العكس فلربما تُحرَم تعمداً من كثير منها كي لا تأخذ طريق التقدم مثل غيرها.

الثاني: ستبقى هناك مهارات يعجز عنها ذلك الذكاء الموجه، ومن أبرزه أنه يتعامل آلياً وفق ما يغذى به، وسنة الله تعالى في خلقه أن التفاوت بين الأفراد وامتلاك المهارات سيظل قائماً لا ينتهي،وأن ثمة موضعا في الانسان فيه مكمن يميزه لن يصل إليه أحد ومنه ينبع الإبداع ذاتياً دون تكلف.

  • ( نهاية العالم في طريقها فعلاً فالخوارزميات لا تشبع ،والبيانات لا تعاني)

بهذه العبارة وجه المطرب والمؤلف الأسترالي (نيك كيف) سهام النقد الى نظام الذكاء الاصطناعي (شات جي بي تي) بعد أن قلد أسلوبه في تلحين وكتابة أغانيه، فما هو تعقيبك على ما قاله،ولاسيما وأن الفنون التشكيلية برمتها وبالأخص فن الخط والزخرفة والتصميم والجرافيتي والكولاج والفنون التطبيقية وغيرها باتت كلها مهددة أسوة بروادها وأساتيذها ومواهبها بالمثل ؟

  • يبقى الذكاء الاصطناعي تقليدا وليس أصلا، وربما المخاوف الكبرى مردها الى أنه يسير بالعالم كله إلى هاوية الآلية وانعدام المشاعر وطرح البعد المصلحي بشكل صارم يفسح المجال لأصحاب رؤوس الأموال للمزيد من الكسب ويسحق المحرومين ومن دون رحمة..

إن تفاقم هذا الأمر ـ إذا وضعنا معه تأثيراته في حرمان الكثيرين من وظائفهم والإمعان في التعامل معهم بقسوة بالغة ـ سيكون منتهاه ثورة انسانية ترفض ذلك المسخ الجديد بينهم ، والدورات الحضارية لا بد لها من تحد عظيم يحفزها على الاستجابة المتوائمة والمتماهية معه.

  • تتمتع برامج الذكاء الاصطناعي بقدرات خارقة لفهم واستيعاب اللغة المكتوبة والمنطوقة تمهيدا لكتابة الرسائل المهنية وبما أثار الكثير من الجدل فضلا على المخاوف الأخلاقية خشية تنامي قدرات هذا (الذكاء الاصطناعي)ليتفوق حتى على من قاموا بتصنيعه بحسب دويتشه فيله الالمانية ،وبصفتك أستاذ جامعي، وباحث أكاديمي،فهل هناك مخاوف جدية من سوء استخدامه في كتابة بحوث التخرج الأولية،اضافة الى رسائل الماجستير،وأطاريح الدكتوراه كاملة من الألف الى الياء، وهل بالإمكان إكتشاف هذا النوع من الاتكاء المريح على الذكاء الاصطناعي إن لم يكن التحايل على الهيئات التدريسية ولجان السيمنار في حال وقوعه وذلك بخلاف الإستلال العلمي الذي تمكن المختصون من كشفه والوصول إليه من خلال برامج إلكترونية حديثة ومشاعة حاليا ؟
  • نعم ،ليس مخاوف فحسب ،وإنما احساس واضح بذلك الاستخدام الذي يوفره أيضا ، حتى غدا دون مبالغة مُتَكأَ للكسالى والعاجزين، وقد بدت هناك بوادر لذلك، وكشفها سيحتاج إلى الاستاذ الحاذق الذي يدرك بأن زمن المعجزات قد انتهى ، وأن الطلبة الذين خبر مستواهم لن يتمكنوا من تقديم مثل هذا النتاج.

أشعر أحياناً بأن الدقة المتناهية في المُنجَز هو بحد ذاته دليل واضح على ذلك الانتحال الذي يتقاطع مع الاعتبارات العلمية والأخلاقية والمهنية، ودون شك فإن لبرامج كشف الاستلال دور في معالجة جانب من تلك المعضلة، ولكن التحدي الأكبر يكمن في انتحال أساليب الغير وأفكارهم.

ومن اللافت أن هذا الذكاء سيولد غباءً تراكمياً لاحقاً، مثلما أن تيسير العلوم قد أحدث كسلاً معرفياً له ما بعده، وربما سيجد أصحاب الأفكار والأعمال الأصلية أنفسهم ـ ما لم يتخذوا الإجراءات الوقائية والدفاعية ـ منعزلين وحدهم وكأنهم حبسوا داخل جزيرة منقطعة وهم وسط هذا الفضاء مترامي الأطراف .

  • بحسب مسؤول الذكاء الاصطناعي في شركة (ميتا) فإن تطبيق (شات جي بي تي) بوسعه تقديم إجابات وردود بشرية مقنعة على الأسئلة مع قدرته على إنشاء نصوص وإعلانات بثوانٍ معدودة وبما يعطي انطباعاً لمستخدميه بأنهم يتحدثون إلى شخص ما ،إلا أنه نظام ينشئ كلمات تلو الأخرى من دون القدرة على تكوين رؤية للعالم ..ما تعليقكم على ذلك ؟
  • يقيناً أن الآلة لا تنتج رؤية ولا تكوّن فكراً، تظل الإجابات ناقصة و مفتقرة لحرارة الإنسان التي منحها الله تعالى له، وستبقى الردود الالكترونية جامدة وغير قادرة على المضي مع المتسائل حتى نهاية المطاف.

لكن ما يحصل هو أن أصحاب رؤوس الأموال الكبرى سيصوغون رؤيتهم الآثمة عن هذا العالم ويقدمونها متسللة بنعومة عبر هذا السبيل.

إننا أمام محاولة لمحاكاة الحياة والبشرية والأفكار،وذلك متوافق مع طبيعة الحضارة الغربية التي تريد محو الهويات ،وإذابة الحدود ،واخضاع الآخرين لمنظومتها المعادية للفطرة تحت اغراء شعارات براقة تخفي جوهرها، ولا بد من الانتباه والاستدراك قبل فوات الأوان.

وظائف وعوالم مهددة أو مدعمة بالذكاء الاصطناعي

في هذا المحور حاورنا الكاتب والإعلامي الأستاذ صهيب الفلاحي ، وكان سؤالنا الأول له الآتي :

  • في عالم يدخن فيه أكثر 1.1 مليار شخص ، ما يتسبب بوفاة 8 ملايين إنسان سنويا في 190 دولة وفقا لمجلة لانست الطبية البريطانية ،وبرغم أهمية العامل النفسي،والجهد البشري للإقلاع عن التدخين واقعا ، إلا أن الممرضة التي تعمل بتقنية الذكاء الاصطناعي “فلورانس” والتي تتحدث العديد من اللغات الحية ، والتي أطلقت منظّمة الصحة العالمية نسختها العربية عام 2021، تواصل مهمتها على مدار الساعة لمساعدة الأشخاص الراغبين بالإقلاع عن التدخين عن طريق الاستجابة الفورية وتقدّيم الإجابات والإرشادات..والسؤال هنا ، ماذا لو استنسخ وعلى غرار الممرضة الرقمية فلورانس العديد من الأطباء والممرضين الالكترونيين من متعددي التخصصات للفحص وتقديم الاستشارات الصحية زيادة على الوصفات الطبية فهل سيعطل ذلك من مهمة الأطباء ويعقد مهنتهم ؟!
  • من المهم أن نتفق على نقطة جوهرية عند الحديث عن الذكاء الصناعي، وهي أن هذا الذكاء مساعد ومساند للإنسان وليس بديلا عنه أبدا، فإذا استطعنا إدراك ذلك والتعامل بمقتضاه فحينها ستتوقف وستحل مشكلة الخوف من أخذه كمساند للوظائف وفي مختلف المجالات .

المهم هو أن يجيد المجتمع التعامل مع الذكاء الصناعي بالشكل الصحيح والأمثل،فالممرضة فلورانس التي تقدم خدمات إنسانية كبيرة للمجتمع وإذا ما استطاعات أن تؤتمت عملها المكرر بكل لغات العالم من خلال الذكاء الصناعي فهذا يعني بأنها ستقدم خدمة عظيمة للمجتمع لم تكن لنتخيلها والى ما قبل سنوات قليلة خلت ،ما يعني بأن الآف الأطباء ممن يستعينون بالذكاء الصناعي سوف يساعدهم ذلك على دقة تشخيصهم بعيدا عن ما يعانيه الطبيب من حالات إنسانية يتعرض لها كالتعب والإرهاق والمرض وتشتت الفكر وغيرها .

المهم فقط أن يُحسن المجتمع الطبي وغيره ،ما يسمى بـ “هندسة الأوامر” ليخرج من هذا الذكاء الصناعي أفضل وأحسن ما فيه .

  • هناك برامج نحو Legal Robot و DoNotPay و Law.co وContractCrab و LawGeex وغيرها كلها قانونية ومتطورة ومدعومة بالذكاء الاصطناعي مخصصة لعامة الناس اضافة الى المحامين، والكل يسأل ترى ماهو مصير مهنة المحاماة على المدى المنظور في حال أُطلقت برامج ذكية جديدة أكثر تطورا من سابقتها لإدارة الممارسات القانونية المختلفة ، وعمليات الأتمتة ، وتبسيط الجوانب المختلفة لأعمال مكاتب المحاماة ، فهل سيبحث المحامون عن مهن أخرى تعينهم على أعباء الحياة في هذه الحالة ؟

-المحامون وغيرهم من أصحاب المهن المختلفة سيجدون العشرات من برامج الذكاء الصناعي التي تخدم عملهم،إذا أدركوا بأن هذه الأدوات إنما هي جزء من الحل ونوع من المساعدة وبما يمكنهم من التفرغ للتفكير في الحلول الإبداعية أو حتى تطوير أجوبة وأدوات الذكاء الصناعي ذاته الأمر الذي يعني بأن إنتاجهم سيتضاعف بالشكل الذي لم يكونوا يتوقعونه بالمرة .

ومن المهم جدا أن نتجاوز مراحل الانبهار بالذكاء الصناعي،ومن ثم ندرك بأن الخوف منه إنما يمثل عائقا في طريق زيادة إنتاجنا، لننطلق ونتعامل معه بذكاء ، ما سيتمخض عن إيجاد فرص لعشرات المهن الجديدة المرتبطة بالذكاء الصناعي وفي جميع المجالات.

وأضيف بأن من سيفقد عمله نتيجة الذكاء الصناعي هو ذلك الشخص الذي سيُصر على عدم التعامل معه، ومثله من يعتبر هذا الذكاء عدوا له ،ومهددا لمهنته ، وهو في الحقيقة وسيط مساعد ومساند للجميع.

  • سبق وأن تحدينا الذكاء الإصطناعي لترجمة نصوص عربية تُقرأ من الأعلى ومن الأسفل لتعطي نفس المعنى حرفيا ومن دون أن تفقد أسلوبها ولا بلاغتها ولا اعجازها اللغوي فأخفق،ومن ثم كررنا التحدي لترجمة أبيات أخرى تُقرأ من اليمين فتصبح مدحا،ومن اليسار لتصير ذما فأخفق أيضا،فهل هذا ومن وجهة نظرك يعد بمثابة مثلبة وعجز في قدرات الذكاء الاصطناعي ،أم عدم قدرة على استيعاب بعض النصوص وتحليلها ؟
  • لقد سألت الذكاء الاصطناعي عن سؤالك فكان جوابه:

كتابة بيت شعري يقرأ من الاتجاهين على مستوى الكلمات (وليس الحروف) مع الحفاظ على المعنى والتماسك هو تحدٍ كبير في اللغة العربية. سأحاول تقديم بيت بسيط يحقق ذلك قدر الإمكان:

“كلٌّ في سرّه فرحٌ وبه فرحٌ سرّه في كلٍّ.”

هذا البيت يمكن قراءته من اليمين إلى اليسار ومن اليسار إلى اليمين على مستوى الكلمات ويعطي نفس المعنى تقريباً، وهو أن “كل شخص يجد الفرح في سره، وأن سروره يكون فرحاً له”.

هذه محاولة بسيطة لكنها تعكس الفكرة، إذ أن إنشاء بيت كامل بمعنى قوي وسياق شعري متماسك يعد تحدياً كبيراً ويحتاج إلى إبداع خاص.

  • وماذا عن توظيف الذكاء الاصطناعي في غرف الأخبار بصفتكم من العاملين في هذا المضمار ؟

-أما عن فوائد وسلبيات استخدام الذكاء الاصطناعي في غرف الأخبار فهذه تحتاج إلى مقالة موسعة أو بحث شامل، ولكن عمليا يمكننا تلخيصها بنقاط :

•لقد زادت من إنتاجية الصحفي بشكل ممتاز من حيث السرعة والجودة.

• قُدمت نتيجة جيدة جدا وبكفاءة عالية.

• قللت الجهد المبذول في العمل.

• خلو النص وإلى حد كبير من الأخطاء اللغوية.

• إمكانية الإنتاج بلغات متعددة حتى لو لم يكن الصحفي يتقن لغة العمل.

ولكن يبقى دور الصحفي أو مشرف العمل مهما جدا في ضبط إيقاع السياسة التحريرية ،كما يبقى ChatGPT غير قادر على إعداد تقارير معمقة أو تحليلية إلا إذا أتقن الصحفي “هندسة الأوامر”معه بالشكل الأمثل، وهذه تحتاج إلى مهارات جديدة يجب أن يُتقنها الصحفي وأرى بأن التلكؤ والتأخير في تبني الذكاء الاصطناعي في غرف الأخبار له تأثيرات سلبية على العمل بشكل كبير، كما أن الاعتماد الكامل على الذكاء الاصطناعي سيُضعف قلم الصحفي، وهذا الموضوع فيه الكثير من الآراء والنقاش..

مخاطر وخطوات

عن أبرز الخطوات اللازمة لتلافي الوقوع في شرك الذكاء الاصطناعي وتحويله الى وسيلة مفيدة ونافعة للبشرية وليس الى غاية يكتنفها الكثير من المخاطر والغموض ،حاورنا اختصاص الإعلام والعلاقات العامة المهندس عمر المشهداني وسألنها :

  • بصفتكم أحد المتخصصين بمجال الإعلام والعلاقات العامة ، نود أن نسألك عن ماهي المخاطر الحالية فضلا على المستقبلية المحتملة لبرامج ( AI)على هذا التخصص المهم والحيوي المعني بنقل المعلومة ، وبناء جسور من العلاقات البناءة والمتينة بين المؤسسات المختلفة ؟
  • أولى المخاطر التي أجدها هي الخطورة على اللغة العربية الفصيحة، صحيح أن كفاءة الترجمة عبر الذكاء الصناعي هي أفضل بكثير من برامج الترجمة السابقة، ولكن في المقابل فإن الأغلبية الساحقة من المنتجات الفديوية المقروءة عبر الذكاء الصناعي تفتقر إلى التشكيل الصحيح من حيث ضبط الحركات!

ولعل واحدة من الأسباب هو ضخامة المخزون اللغوي(العامي) الذي يضخ إلى الشبكة العنكبوتية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والذي زاحم المؤلفات والمنشورات العربية الرصينة، وهذا المخزون اللغوي هو المادة الأساس التي يستند اليها الذكاء الصناعي.

أما الخطورة الثانية فتتمثل بحالة الكسل المعرفي التي بدأت تتسلل إلى النفوس، فصار هناك اعتماد شبه كامل على ما ينتجه الذكاء الصناعي من نصوص،حتى من دون مراجعة علمية أو تدقيق، ليتم التعامل معه على أنه حقيقة ثابتة!

في حين أن التطبيقات نفسها تدعوك إلى التأكد من المعلومات وعدم الاعتماد على الذكاء الصناعي بشكل مطلق!

  • جنابك واحد من المحاضرين المعروفين في مجال التربية والتوعية والتنمية البشرية ، ولكم العديد من المحاضرات القيمة في هذا المجال الحيوي والتربوي المهم جدا في مختلف محافظات العراق،فهل برأيكم بأن برامج Artificial Intelligence ستتولى موضوعة التوجيه والتربية وإلقاء المحاضرات الخاصة بالتنمية البشرية ،وبتشكيل الوعي الجمعي مستقبلا ، أم أن الحديث في هذا الصدد ما يزال سابقا لأوانه ، إن لم يكن مجرد أوهام ومبالغات من بعض المتشائمين ، وعشاق نظرية المؤامرة ؟

-ليس سابقا لأوانه بلا شك ،فحالة التطوير المتسارع في هذا المجال تضعنا أمام مسؤولية كبيرة في المحافظة على الهوية والقيم والأعراف والتقاليد المجتمعية التي باتت تتعرض للاندثار في الأجيال الجديدة!

فازدحام وسائل التواصل الاجتماعي وتحول العالم إلى قرية صغيرة، أدى إلى جعل القيم المجتمعية أو الدينية أو الثقافية مهددة تحت سلطة العولمة الثقافية المهيمنة وهذه المكونات هي أساسية في البناء التربوي للأجيال، ولذلك فإن ترك مصير الأجيال القادمة ووعيها إلى خوارزميات الكترونية لا تخلو هي الأخرى من أدلجة وتحكم استهلاكي، سينتج عنه طمس للهوية والثوابت.

بطبيعة الحال لا يعني هذا الكلام أن الذكاء الصناعي هو شر محض، بل على العكس فإن جوانب الافادة منه عديدة ومتنوعة، ولكن الذي أشير إليه هو أن بعض الجوانب الحياتية ينبغي أن تحافظ على كينونتها الخاصة والمستقلة، ومن بين ذلك موضوع التربية والتوعية والتوجيه الأسري.

  • يسأل كثيرون سؤالا محددا ألا وهو”هل سيعلي الذكاء الصناعي من شأن السوقة والجهلة ومرتزقة الفنون والآداب ليصيرهم أساتذة في شتى الآداب والمعارف والفنون ليتربعوا على عروشها وليلبسوا تيجانها ، وماذا لو اعتمدت المجلات والدوريات المحكمة فضلا على المسابقات الدولية الرصينة على نتاجات أدبية معمولة بالذكاء الصناعي لتحظى بجوائزها الرفيعة مقابل ركن أشباهها ونظائرها التي جادت بها قرائح الأدباء ممن لا يستعينون بالذكاء الصناعي مكتفين بأقلامهم وثقافتهم الموسوعية وبما تجود به قرائحهم ، و تصوغه مواهبهم ، ويشع به إلهامهم، وماذا لو منح هذا الذكاء وبمرور الأيام شيئا من القدسية ليتحول الى تابو مقدس يمنع مناقشته والمساس به ولو همسا لأن بعض المراقبين بات يخشى من أن التمجيد اللامتناهي بقدرات الذكاء الصناعي سيسفر وبما هو غير مستبعد بالمرة بالدفاع عن قدراته بلسان الحال أو المقال وترديد عبارة ” الذكاء الاصطناعي قدس ماسك سره ، وأعلى بيزوس مقامه، وأطال مارك زوكربيرغ بقاءه” كيف تردون ؟

-إلى حد ما … ربما نعم ، سيكون هناك من يحسن ادارة الذكاء الصناعي بشكل يجعل منه قادرا على تحسين إنتاجه بشكل ملحوظ، ولكن كما قلت لك بأن هذا الأمر غير ثابت على كل الجوانب، وخاصة في العلوم الإنسانية والأدبية .

نعم قد يكتب لك الچات GPT مقالا متكاملا في موضوع علمي بحت، ولكن من الغباء الطبيعي الاتكاء عليه في علوم الهوية، وأقصد بذلك علوم الدين واللغة والتاريخ!

وقد سبق وأن حاولت جاهدا تعليمه نظم وكتابة أبيات من الشعر العربي، وعلمته الأوزان والعروض، ولكنه عجز على أن يأتيني بأربعة أبيات مترابطة من دون أن يكون فيها كسر في الأوزان !

والتخوف الذي تشير إليه هو تخوف في محله وخلاصته هو أن يأتي زمان غير بعيد يكون فيه للذكاء الصناعي من التمجيد والتفخيم والشرعية ما يتيح له سلطة التقييم والتصويب،ويكسبه هالة من القدسية في ادعاء الحياد، في حين أنه بالنهاية خاضع للمعايير التي يقدمها له الإنسان بطبيعة الحال.

  • كثرت في الآونة الأخيرة مسألة التسريبات الصوتية المعمولة بالذكاء الصناعي ، فضلا على انتشار الصور والمقاطع الفيديوية المركبة والمفبركة ، والسؤال هو كيف يتسنى لعامة الناس التفريق بين ما هو مفبرك، وما هو حقيقي ؟

-الأمر يزداد صعوبة يوما بعد يوم، وحتى مهارات الذكاء الاصطناعي في الرسوم والأصوات بات من الصعب التفريق بين الحقيقة منها والمزيف.

على المستوى التقني ،هناك إمكانية للتمييز وكشف المقاطع الأصلية عن المقاطع المزيفة، ولكن ليس بمقدور الجميع امتلاك مثل هذه التقنية ، وبالتالي فأن عموم الناس، ومستهلكي وسائل التواصل الاجتماعي قد تجدهم يتداولون هذه الملفات أو التسريبات ثقة بها!

أما ما هي سبل التعامل مع هذه المشكلة، فهي ذات الوسائل التي طرحت في مسألة التعامل مع الأخبار الزائفة Fake News وهي أن يكون هناك لدى الشخص عقلية نقدية متقدمة، وأن لا يجعل سعة الانتشار معيارا على صحة المقطع أو التسريب أو المعلومة ،وأن يعتمد على مصادر موثوقة في التحقق من هذه المقاطع أو التسريبات قبل اعتمادها.

بين يدي الفوضى الرقمية

استضفنا في هذه الفقرة القاص والكاتب أحمد مكتبجي ،وسألناه العديد من الاسئلة بشأن الفوضى الرقمية المحتملة وأبرز المشاكل الناجمة عنها والحلول .

*هناك تحذيرات جدية من مخاطر فوضى رقمية قادمة ستتخطى كل الثوابت والضوابط والحدود، هل تتوقعون حدوث ذلك برأيكم ؟

-الحقيقة أن الفوضى موجودة ومعاشة واقعا إلا أن الخشية باتت تدور كقطب رحى حول تفاقمها من دون قوانين رادعة ،ولا ضوابط تكبح جماحها ،ولا اتفاقات تنظم عملها، فهذه البيتكوين والعملات الرقمية الافتراضية قد أصبحت وسيلة للتهريب ،وهدفا مغريا لغسيل الأموال القذرة،وهذه تقنيات الجيل الخامس “5G” الذي سيليه الجيل السادس “G6” بحلول عام 2030، وكذلك تقنيات الهولوغرام أو التصوير التجسيمي ، زيادة على مشروع شرائح إيلون ماسك،الدماغية التي تنتجها شركة “نيورالينك” بذريعة علاج حالات الشلل والعمى، ومساعدة ذوي الإعاقة بحسب الظاهر المعلن ، وللسيطرة على أدمغة البشر بحسب الباطن المستتر، والتي ستنطلق عمليات زراعتها وبقوة ولاسيما بعد تولي “ماسك”منصب قيادة وزارة الكفاءة الحكومية في حكومة دونالد ترامب القادمة .

كل ذلك بالتزامن مع سباق الوصول المحموم الى المريخ للبحث عن إمكانية اقامة تجمعات سكانية على سطحه فضلا على البحث الدؤوب عن حياة سابقة أو مماثلة في الكواكب والمجرات الأخرى ،ولايختلف الحال مع حمى السباق النووي وتطوير ترسانات أسلحة الدمار الشامل، ومشروع الشرق الاوسط الكبير ، واطلاق مشروع ” الديانة الوهمية “المسماة زورا وبهتانا بالديانة الابراهيمية وغيرها الكثير في عالم فرداني ومادي بحت يميل الى التوحش والانانية والعزلة المفرطة وبما سيعزز الذكاء الاصطناعي من ترسيخها أكثر فأكثر فهناك وعلى سبيل المثال برامج ومواقع لا تحصى لممارسة الجنس الافتراضي مع الانيميشن والدمى الذكية ولك أن تتخيل حجم التفكك الأسري والانحطاط الأخلاقي علاوة على شكل الانغلاق والانعتاق البشري المخيف مستقبلا !

*هل تتوقعون اكتساح المشاريع والبرامج والتي كانت تعد محض خيال علمي لاتغادر بنات أفكار وأوهام صناعها لحياتنا البشرية على سطح الكوكب ؟

  • لاشك في ذلك فهذا مشروع الهارب ، ومشروع بوابة سيرن،والاعيب شركة” مونسانتو” وهي أكبر منتج للبذور المعاملة جينيا والمعدلة وراثيا، وعمليات زراعة الوجه، وغاز الكيمتريل القاتل، وتجارب استنساخ البشر، كلها تنذر وفي حال غياب الضوابط والقوانين والاتفاقات الدولية المنظمة بفوضى أخلاقية واجتماعية وثقافية عارمة لا تبقي ولا تذر تجتاح الكوكب من أقصاه الى أقصاه .

الأدهى من ذلك والأمر هو ما كشف عنه اقتصاديون دوليون حول توقع استحواذ أجهزة الروبوت الآلي على ( 20) مليون وظيفة في أنحاء العالم بحلول عام 2030 وفقا لـ مؤسسة (أكسفورد إيكونوميكس) بينما سيعاني العمال من ذوي المهارات المحدودة من ( النزوح الوظيفي) الناجم عن اقحام الروبوتات في مجال الانتاج الصناعي وفقا لبي بي سي ، والمطلوب حاليا و بإلحاح هو تطوير التشريعات العمالية ،وتفعيل القوانين النقابية ،والتعجيل بدوران عجلة الإنتاج ،وتحقيق العدالة الاجتماعية ،والتنمية المستدامة، بحسب منظمة العمل العربية .

*وماذا عن الذكاء الاصطناعي في المجال العسكري وهل يهدد حياة البشر ؟

-حسبي هاهنا أن أشير الى دخول الروبوتات الآلية الحربية متعددة المهام ضمن ترسانات معظم الجيوش المتقدمة حول العالم، اضافة الى تزاحم الغلاف الجوي بآلاف المناطيد العسكرية والتي بات بالامكان توجيهها وتغيير ارتفاعها والتحكم بها بالذكاء الاصطناعي بحسب مركز (ماراثون إنيشياتيف ) الامريكي ، أما عن الاقمار الاصطناعية لأغراض البث والارسال والتجسس والمراقبة وغيرها،والتي تغص بها سمائنا حاليا حتى أن حجم المخلفات الفضائية الناجمة عنها بلغ نحو 500 ألف كتلة،بعضها بحجم حافلة وفقا لـ (BBC Future) وبما يستدعي – وهنا الطامة – ومع تزايد هذه الأقمار ،تكليف الذكاء الصناعي لتجنب وقوع حوادث الاصطدام بين الأقمار الصناعية،وبين المركبات الفضائية وفقا لوكالة ناسا .

كما ألفت الى تحذير موقع “تكنولوجيا القوات الجوية” من مخاطر التطور السريع لأنظمة الطيران التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي المدمجة بالأنظمة القتالية والتي تتصف برخص ثمنها ، وقلة خسائرها ،وتأثيرها في العمليات الجوية ، وبحسب ” جان تالين” المهندس المشارك بتصميم برنامج (سكايب) فإن”سباق الأسلحة ولاسيما المُسيّرات العسكرية الذكية القاتلة ينطوي على مخاطر وجودية كبيرة تهدد مستقبل الحياة ، فيما حذر معهد مستقبل الحياة، وموقع ” بيزنس إنسايدر” من قيادة الذكاء الاصطناعي لطائرات مسيرة باستخدام الكمبيوتر ،اضافة الى معالجة صور الكاميرات، والتصوير الحراري ، وبما سيؤدي الى ظهور أسراب طائرة من طراز “Slaughter Bots” ستجعل الناس يلتزمون منازلهم خوفا من القتل على حد وصفه .

مقالان مهمان ومحاضرة وافية و ثلاثة كتب قيمة

كنت بصدد كتابة السطور الأخيرة وختم التحقيق الصحفي الآنف، عندما تناهى الى سمعي ولفت انتباهي مقالان مهمان ،الأول بعنوان “أصداف: إيقاف الطمأنينة”

بقلم الاستاذ وليد الزبيدي،وقد نشره في صحيفة “الوطن العمانية”والحق يقال فلقد أبدع الزبيدي في استعراض جملة من الأمور المهمة،متناولا العديد من القضايا المفصلية المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، وما لهذا الذكاء من فوائد وما عليه من مآخذ، ولعل أشد ما لفت انتباهي قوله”بِدُونِ شكٍّ عاشَ العاملون في مختلف الوظائف طمأنينة اسطوريَّة سابقًا وعلى مدَى عقودٍ؛ لأنَّهم يدركون وبقناعةٍ تامَّة أنَّ المؤسَّسات والشَّركات الَّتي يعملون فيها لن تستغنيَ عَنْهم. هذه الطَّمأنينة يَجِبُ إيقافها في كثيرٍ من المِهن خشيةَ الاستغناء المفاجئ”.

وأما المقال الثاني فهو ما كتبه علي المقري، على صفحته بمنصة فيسبوك وذلك في معرض تقييمه لصديقه الأديب والقاص والمسرحي اليمني عبد الكريم الرازحي،مؤكدا بأنه قد ترك مهمة هذا التقييم كاملة الى الذكاء الاصطناعي ليكتب وفي غضون دقيقة واحدة فحسب مقالا من 600 كلمة خالية من الأخطاء النحوية والإملائية استعرض خلالها سيرة ومسيرة الرازحي وبما أثار ذهول الرجل وفضوله ودهشته في آن واحد،ولاسيما وأن المقال الذي كتبه الذكاء الاصطناعي قد شرَّقَ وغرَّبَ ، فصَّل وأصَّل ، عَنوَنَ وتفنن ، ومن عناوينه اللافتة “التمرد ضد الواقع ..العبث واليأس الساخر.. فلسفة الهروب إلى السخرية” ليطلق المعلقون العنان لأقلامهم وأفكارهم بين مؤيد ومعارض وناقد والكل يكاد يجمع على أن الذكاء الاصطناعي بإمكانه أن يرتب المواضيع ويركبها بشكل جميل ومنمق وخال من الأخطاء اللغوية ،إلا أنه يفتقر في الوقت نفسه الى المقدرة على الاستنباط الدقيق ،والاستنتاج المنطقي، والتحليل المعمق.

وأما المحاضرة القيمة التي أقيمت برعاية مؤسسة البصيرة، فهي وبلا شك تلك المحاضرة الافتراضية المعنونة ” دور الذكاء الاصطناعي في تطوير الخطاب الديني “للاستاذ الدكتور عماد محمد فرحان،وذلك ضمن سلسلة الدورات التدريبية المهارية الموسومة بـ “منبر الجمعة في العصر الرقمي”والتي أطلقتها مؤسسة البصيرة المعنية بالدراسات الشرعية والوسطية والاعتدال .

وأما عن الكتب الثلاثة المهمة فهي على التوالي كتاب “الذكاء الاصطناعي في الصحافة والإعلام والعلاقات العامة” بـ 614 صفحة، لمؤلفه الدكتور نجم العيساوي، وقد عالج معظم علوم الإعلام والاتصال والفنون وانعكاسات توظيف الذكاء الاصطناعي فيها مراعيا مختلف تخصصات الإعلام ليكون مرجعا شاملا للباحثين والمهتمين .

يليه كتاب (الإفتاء الافتراضي عبر تقنية الذكاء الاصطناعي) للدكتور طه أحمد الزيدي ،وقد أفاض مؤلفه وبما أغنى بمقدمته وفصوله ومباحثه وأبوابه الماتعة المتنوعة التي ناقشت تفاصيل وحيثيات الموضوع، وأحاطت بجميع جوانبه ،الكثيرين عن عناء السؤال .

لنختم بالكتاب الثالث وهو بعنوان ( الإعلام الرقمي وتحديات الذكاء الاصطناعي) للدكتور عبدالكريم علي الدبيسي ، وقد أجاب عن عدة تساؤلات مهمة حول الإعلام الرقمي وتحديات الذكاء الاصطناعي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى