قمة تيكاد الإفريقية اليابانية: محاولات المخزن البائسة لقطع الطريق أمام مشاركة الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية
زكرياء حبيبي
الاعتداء الذي تعرض له السفير الصحراوي من قبل دبلوماسي مغربي يوم الجمعة 23 أغسطس بمناسبة انعقاد اجتماع تحضيري للنسخة التاسعة من تيكاد، وهي قمة يابانية إفريقية مقررة العام المقبل على الأراضي اليابانية، والذي رأى صوره العالم بأسره، يكشف مرة أخرى للجميع بلطجية وهمجية دبلوماسية نظام المخزن بهدف قطع الطريق أمام الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية للمشاركة في المناسبات والاجتماعات الدولية.
علاوة على ذلك، تتحرك دبلوماسية نظام المخزن منذ فترة، بدعم من اللوبيات الصهيونية والاستعمارية الجديدة وأذرعها الدعائية، لحرمان الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية من المشاركة في لقاءات دولية. مع العلم أن مشاركتها تتطابق مع حقها كدولة مؤسسة كاملة العضوية في الاتحاد الأفريقي. ومن شأن مشاركة الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية في هكذا مناسبات واجتماعات أن تمثل دعما هاما لحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير، وفقا للقانون الدولي والقرارات التي اعتمدها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن القضية الصحراوية.
وسبق أن حذر رئيس الدبلوماسية الجزائرية من أي محاولة لحرمان الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية من المشاركة في المحافل الدولية بما في ذلك المنظمة الإفريقية، وذلك بمناسبة انعقاد الدورة 45 للمجلس التنفيذي للاتحاد الأفريقي بأكرا الشهر الماضي، لأن الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية هي عضو مؤسس كامل للاتحاد الأفريقي.
وانتقد “رغبة البعض في تكريس سياسة الإقصاء، أو بالأحرى إقصاء عضو مؤسس لمنظمتنا هذه، ومنع مشاركته في مؤتمر طوكيو الدولي حول التنمية الإفريقية – تيكاد”، في إشارة إلى نظام المخزن.
وجدّد موقف الجزائر المؤكّد بأنّه لا مكان لهذا المنطق في منظمة الاتحاد الإفريقي، وذكّر عطاف بأنّ هذه المنظمة “بُنيت لتجمع لا أن تقصي، ووُضعت لتوحّد لا أن تفرّق، وأقيمت أسسها من أجل لم شمل الدول والشعوب الإفريقية، لا من أجل تشتيتها وتمزيقها”.
وخلال قمة تيكاد الأخيرة التي انعقدت في تونس في أغسطس 2022، أدت مشاركة الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية إلى انسحاب المغرب الذي عارض حضور الرئيس الصحراوي إبراهيم غالي.
وليست هذه هي المرة الأولى التي يحاول فيها المغرب منع مشاركة الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية في اجتماعات التيكاد. والجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية عضو كامل العضوية في المنظمة الإفريقية التي انسحب منها المغرب عام 1984 بعد قبولها في المنظمة. وعاد نظام محمد السادس إلى الاتحاد الإفريقي عام 2017.
وشارك اليوم السبت بطوكيو، وزير الخارجية الصحراوي، محمد سيداتي، مرفوقا بالممثل الدائم للجمهورية الصحراوية لدى الاتحاد الأفريقي، لمن اباعلي، الذي حضر اجتماع الخبراء يوم أمس.
وأجرى الوزير الصحراوي عدة لقاءات مع نظرائه الأفارقة قبل افتتاح الاجتماع لتبادل وجهات النظر حول المواضيع المنتظر مناقشتها، ولكن أيضا حول الأحداث المؤسفة التي عرفها اجتماع الخبراء يوم أمس من تهجم مغربي على الوفد الصحراوي.
من جهة أخرى، شدد أعوان الأمن اليابانيين الحراسة على سفير المخزن المغربي لدى الاتحاد الافريقي، والذي شارك يوم أمس في الهجوم غير الدبلوماسي وغير الأخلاقي على السفير الصحراوي وعلى دبلوماسيين أفارقة، حتى لا يتمادى في إفساد الاجتماع ببلطجيته وبلطجية من يأتمر بأوامرهم.