كتاب الروض البسام
صدر مؤخراً “الروض البسام” للشاعر العُماني محمد بن سعيد بن عبدالله المخلدي، أحد شعراء القصيدة العمودية وأحد شعراء الفصحى الكلاسيكيين في سلطنة عُمان، والمعروف بمفرداته القريبة من مفردات الشعر في العصرين الجاهلي والإسلامي.
جمع هذا العمل وشرحه وحقّقه فريقٌ ضم كلا من: الدكتور سيف بن محمد الرمضاني، والدكتور راشد بن حمد الحسيني، والدكتور إبراهيم بن مبارك الحسيني، وأحمد بن محمد الرمضاني، وعزيز بن محمد الرحبي.
ويعدّ هذا الديوان الثاني للشاعر المخلدي، فقد صدر ديوانه الأول “الروض الجديد” عن وزارة الإعلام والثقافة في قَطر عام 1991.
ووفقاً لما جاء في مقدمة الديوان الذي جاء في 480 صفحة من القطع الكبير، كان الشاعر المخلدي الذي توفي في عام 2022 واسع الاطلاع على كتب التاريخ واللغة الآداب، ويرشح شعره بتاريخ العرب وأنسابهم في الجاهلية والإسلام، كما أن قراءاته طبعت شعره بروح الشعر الكلاسيكي القديم من خلال مفرداته وتصويراته الحسية.
ويعالج شعر المخلدي – كما هي حال أيّ شاعر تقليدي – المديح والرثاء، والوصف، والغزل، والإخوانيات، والوعظ والإرشاد.
ويحفل قاموسه اللغوي بالكثير من الكلمات والمصطلحات الدلالية القديمة التي نادراً ما تُستخدم في عصرنا، ولعل مردّ ذلك لثقافة الشاعر وقراءاته المحصورة إلى حد كبير بالأدب القديم، كما غلب على تصويراته وأخيلته الطابع الحسي المباشر.
ولعل الغربة التي عاشها الشاعر منذ قبل سبعينات القرن الماضي جعلته يحنّ كثيراً إلى الوطن والأهل، فخصص ثلث ديوانه “الروض الجديد” تقريباً لذكر معالم سلطنة عمان ومدنها وقراها وأهلها، ويتكرر الأمر في ديوانه “الروض البسام”، الذي يزخر بحب الوطن ويستعرض تاريخه وأمجاده، ويمدح القبائل التي تسكنه ويعدد مناقب شيوخها وأعلامها.
وكان الشاعر قد كتب تقريضاً لديوان “الروض البسام” في 20 أبريل 2000، أي قبل وفاته بأكثر من عشرين عاماً، يقول فيه:
“تبّسم روضٌ من سحابِ المخايلِ
وفـــاح بعطـــرٍ فـــي ســـماءِ الخمائـــلِ
وعطّرَ فينـــانَ القريـــضِ شـــميمُه
ينـــمّ عليـــه فـــي الضحـــى والأصائلِ
حوى كلَّ أفنان القريض نظامُه
يصيخُ له في الحفل سحبان وائلِ
تفنّنَ في ذكرى الديارِ وأهلها
وتاهَ على أشعارِ كلّ الأوائلِ”.