قراءة في زيارة الملك عبد الله الثاني لواشنطن

سري القدوة
 
حمل جلالة الملك عبدالله الثاني رسائل مهمة خلال زيارته لواشنطن ولا سيما في ظل مواصلة العدوان الاسرائيلي الظالم على الشعب الفلسطيني وما يشهده العالم من متغيرات سياسية وانعكاسها على القضية الفلسطينية وأهمية قيام المجتمع الدولي بإطلاق عملية السلام ودعم قيام الدولة الفلسطينية في اطار القرارات التي صدرت عن الامم المتحدة والسعى الدؤوب الى انهاء الاحتلال ووقف ممارسات الاستيطان وسياسة التهويد القائمة في القدس التي تستهدف تهويد المسجد الاقصى المبارك وضرورة وقف كل الإجراءات الأحادية خاصة في القدس والتي تعيق فرص تحقيق السلام الشامل الدائم في المنطقة حيث لا يمكن استمرار الصمت على مثل هذه الممارسات التي تؤدي الي ارتفاع مستويات عنف المستوطنين وزيادة التوتر الامر الذي يتطلب تدخل المجتمع الدولي بكافة مؤسساته لتوفير الحماية للشعب الفلسطيني وفقًا للالتزامات بموجب القانون الدولي وأنه بات من الضروري منع المزيد من أعمال العنف وعدم ترك الاحتلال يمارس سياسته العنصرية تجاه الشعب الفلسطيني فلا بد من العمل على انهاء هذا الاحتلال الذي يعبث فسادا في الارض .
وإمام تلك التحديات تعمل الاردن من اجل توحيد الجهود العربية والمنطلقات والثوابت الاساسية تجاه القدس ووضعها السياسي وتفعيل جهودها المستمرة للحفاظ على الوضع القانوني والتاريخي القائم في القدس، وحماية ورعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية فيها بموجب الوصاية الهاشمية عليها ورفض القرارات الاستفزازية التي اتخذتها حكومة الاحتلال وخاصة بما يتعلق بالسماح للمستوطنين وتركهم يقتحمون ويستبحون ساحات المسجد الأقصى المبارك .
وشكلت زيارة الملك عبدالله الثاني لواشنطن بشكلها ومضمونها ونتائجها واهتمام الصحافة العالمية والعربية والأوروبية بالتغطية الواسعة والشاملة وتحليل مضمونها كونها جاءت في وقت سياسي حرج ومتشعب وشائك وخاصة بما يتعلق بالوضع القائم في منطقة الشرق الاوسط وخصوصية الصراع العربي الاسرائيلي لتشكل حدثا تاريخيا مهما وللزيارة أهمية كبيرة من حيث دلالاتها وتوقيتها في ظل تصاعد الاحداث بالمنطقة والإعلان عن زيارة الرئيس جو بايدن للمنطقة وما يترتب على ذلك من التزامات تجاه تفعيل وإيجاد افق سياسي للعودة للعملية السياسية المجمدة منذ سنوات وخاصة في ظل العدوان الاسرائيلي ضد القدس والمقدسات الاسلامية والمسيحية وكون الاردن هو صاحب الوصايا الهاشمية على القدس بوضعها التاريخي .
تحتل القضية الفلسطينية مكانتها المهمة من خلال الدور الكبير الذي تلعبه الاردن والاهتمام الخاص من قبل جلالة الملك عبد الثاني واعتباره ان فلسطين والقدس خط احمر لا يمكن تجاوزه وان القضية الفلسطينية هي على راس اهتمام الاردن والعمل السياسي والدبلوماسي لتجسد في مضمونها وقائع المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال وهذا يعكس أهمية التحرك من قبل المجتمع الدولي وضرورة المطالبة بالوفاء بالتزاماته تجاه لوضع حد للاحتلال وتحقيق العدالة والانتصار للقانون الدولي .
وباتت الاردن تحتل مكانتها على المستوى العربي من خلال تحرك جلالة الملك عبد الله الثاني لتعيل العمل العربي الموحد والمشترك مما يعزز من اهمية الدور الاردني وإرسال رسائل لجميع الاطراف لا يمكن تجاوزها للعمل من اجل تحقيق التقدم والاستقرار والسعي الي رسم سياسية استراتيجية تكون مبنية على اسس التعاون المشترك بين جميع دول المنطقة وإنهاء الصراع على اساس حل الدولتين وممارسة الضغط الكافي على قوة الاحتلال الاسرائيلي لاحترام التزاماتها وفي مقدمتها انهاء الاحتلال والاستيطان والسعى الي توفير الدعم المطلوب لقيام الدولة الفلسطينية .
سفير الاعلام العربي في فلسطين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى