“يا ابن قلبي” أجمل ما كتبت الشاعرة اللبنانية المتميزة زينة جرادي
تعد قصيدة “يا ابن قلبي” من أجمل القصائد التي كتبتها الشاعرة اللبنانية المبدعة زينة جرادي ، صاحبة مؤسسة زينة جرادي للتدريب و الثقافة و التنمية الإجتماعية التي تم إنشاؤها مؤخرا و التي يوجد مقرها بدولة مصر الشقيقة و ذلك من خلال تميز كتباتها المتنوعة و هذا من حيث إختيارها للكلمات المعبرة ذات المعاني الصادقة النابعة من عمق الإحساس و الشعور .
“يا ابن قلبي”
خَلَعَ الخريفُ أوراقَهُ الصّفراء و شلَّعتِ الرّيحُ حُمرةَ الزَّهر …
سقطتْ كأنّها قُبَلٌ من سماءْ
زيّنْتَ بي آنيَتَكَ الفاخرةَ و أنا الوردةُ الذّبيحةُ فيها
حتى ذقنُكَ النابتُ يوخزُ و جنتَيَّ كَشَوْكِها
تَذَكَّري يا أنا كم من قلوبٍ سجنَها الحبُّ في زنزانةِ الكلمات …
لوّنَ الهدوءُ صمتَها و مزّقَها الدّمعُ
ملأْتَني فراغًا
أَترويكَ مشاعري الجافّة
تَبدأُني من أيِّ صفحةٍ
و لا تنتهي من قراءتي
و كأنَّ الدّروبَ و النّواصي ما عادت تجمَعُنا
حتى صمتي صارَ أبلغَ منَ البَوْح
وَحدتي أوفى منك
آنَ الأوانُ لأُمارسَ على روحي السّلام
حينَ تُذَكِّرُكَ بي الأشياءُ لن تجدَني
سأكونُ قد رحلت
كطائرٍ يغرّدُ شهيقًا
مع صباحٍ آخَرَ بدونِك
كعصيانِ فجرٍ على لَيل
سأقتلعُكَ و أُضمِّدُ جُرحي
كأنّا ما التقينا يومًا
الرّيحُ تَصفرُ بعمقِ المحيط
علّمْتَني الهجرانَ و أخذْتَ معهُ الأحلام
و بقيتُ أنا وقهوتي وحيدتين
ممزوجتينِ بالخوفِ من دونِ سُكَّر
يا ابنَ قلبي
أتنفّسُكَ بدعاءٍ هَشٍّ يُنازعُ الروح
بتنا توأمينِ
لآهٍ … لغصّة
لي عزمُ إعصارٍ قدماهُ عكّازانِ ارتدى زَبَدَ المَوج
و مرآةٌ غَفَتْ صورتي داخلَها
سأنتبذُ لي مكانًا أبعد
حيثُ شابَ حبري و غابَ الحرفُ عني
مشَيتُ على زيحِ الماضي استرجعُه
كأنكَ ما كنتَ فيه يومًا
كأني أقمتُ وحيدةً هناك
لعلّ أحلامي أشعلَتْ شَغافَ الرّوحِ
و أذابتْ و جنتَيَّ خجلًا
تُعاتبني السُّنون
لِمَ لَمْ أعدْ تلكَ الطفلةَ
التي ضــلَّ عمرُها عن قافلةِ الغدِ الذي لن يعود
فأُحاجُّ سَكرةَ النورِ في ظِلِّ عينيكَ حين يَغزوها الحُلُمُ عند استفاقَتِه …
و تتواصل الكتابة الشعرية التي لا تنقطع لإرتباطها الوثيق بالحياة الثقافية و الفنية للأديبة المتألقة دوما ، ذات الإسهامات العلمية و الأدبية الكبيرة في إثراء الساحة الثقافية المحلية منها و العربية ، لنا منها كل التشجيع على الإستمرارية التي تبقى بخطى واثفة و ثابتة ثبات إصرارها على الإبداع لتقديم الأفضل .
الطيب بونوة
