ثقافة

مرثية متأخرة

مرثية متأخرة

أحقا درويش عنا رحل……؟
وودع الدنيا….
وعن صهوة جواد الشعر ارتجل……
فالدمع مسكوب ….
على من به الحرف قد ثكل…..
اليوم يبكيك بنوا العرب جميعا…..
ويخبوا صوت هزار كان يشدوا……..
فوق أغصان الأمل……..
ماذا أقول للحرف العربي……
إن بكى عنه شوقا أو سأل………
إن قال أين البلبل الصداح……
مالي لم أسمع له اليوم…..
شدوا أوجزل………..
أوقال أين الفارس……
الفحل المفدى………..
حامل الأحلام هل حقا رحل……
إن القلوب النابضات المتفجعات بفقدك …….
تبكي الدم للدمع مزجا أو بدل……..
هاهي الأرض التي كنت الهزبر ….
الذائد عنها ،وحاميها البطل……
قامت تحييك بأغصان الزيتون …
بللتها دموع المقل ….
والنعش فوق أعناق الشباب ،……..
كجذع النخلة المنفصل …..
والحناجر تبكي وتهتف بإسم الأمل…………
كل الحضور وقوفا أمامه شحب الوجوه………..
والدمع لها قد غسل……..
و أصبح الحرف الأبجدي بعدك…….
تائها كالطفل اليتيم ….
لايدري إلى أين المنتقل……….
اليتم أضناه حتى صار شاردا………
يبحث عمن …….
يطبع فوق خديه القبل……
تسأل الأوراق والأقلام عنك…..
والحرف والشعر دمعهما على الخد منسدل……….
أين فارس الشعر …..
أين مضى……….
أين غاب عنا وأختفى….
تراه أين رحل……..؟
قد كان يتلوا النشيد هاهنا………
قد كان يحمي أرضنا بالجمل…….
يلقي القصيد مشحنا به كل الهمم……..
أو يطلق حرفا فيبيد الكسل………
درويش هل بعد المنى……
سيبقى ذكرك أم أن النسيان من طبعنا…..
وقلبنا العربي عليه بالفطرة قد جبل …..؟
شأنك شأن الأباة جميعهم وكل حر وبطل……..
هل من مذكر يذكر العرب بك …….؟
وهل من قائل يقول مثل ماقلت اليوم ….
أو يذكرنا بما قلت على الأقل………..؟
ماذا لو قلت إني أرى اليوم درويشا ….
يسير في غزة يحمل الرؤى….
ويوزعها كالبدر المطل………….
أو قلت أن الفجر…..
قد أشرق في أرض الجهاد……….
وعلى رباها قد أطل……….
يالأمس قد ودعنا نزارا…..
فانبرى الشعر حزينا……
باكيا ثم اضمحل……
واليوم درويش يمضي إلى القبر……
.بعد أن قال مايشفي الغليل …….
وكالنجم غاب عنا وأفل…….

الطيب دخان /خنشلة / الجزائر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى