ثقافة

قصة الفطرة الروسية

علي الحداد

لا ابالغ أن قلت أني قرأت هذه القصة عشرات المرات، ولا ابالغ ايضا أن قلت أن عيوني تدمع في كل مرة اعيد فيها قرأتها .
واحدة من اروع قصص الكاتب الروسي الكسي تولستوي القصة تحكي عن شاب روسي اسمه يجور دريوموف يعمل ملازم بالجيش يشترك في الحرب ضد الألمان کان انسان بسيط وهادئ وكان شجاع ذو بطولات وكان يسكن في احدى القرى الفلاحية، وفي يوم من الأيام اثناء المعركة أصيبت دبابته بقذيفة فشتعلت النيران بالدبابةوقتل اثنان من أفراد الطاقم ونجا الملازم یجور من الموت بأعجوبة الا أن وجهه احترق بشدة حتى لاح عظمه ورقد في المشفى ثمانية شهور أجروا له خلالها عملية تجميل تلو عملية واعادوا له أنفه وشفتيه وجفنيه وعندما رفعوا عنه الأربطة بعد ثمانية أشهر تطلع الى وجهه الذي لم يعد الأن وجهه فقد تشوه كثيراً لدرجة أنه لا يكاد يعرفه من يراه أما الممرضة التي اعطته المرأة فقد استدارت واجهشت بالبكاء فاعاد المرأة لها وقال :
أحيانا يحدث ماهو أسوء بهذا الوجه يمكنني أن أعيش .
بعدها اُعتبر الشاب يجور غير صالح للخدمة الميدانية و حصل على اجازة لمدة عشرين يوم فيقرر السفر لزيارة أمه وأباه لكنه كان خائفاً أن يشاهدوه بهاذا الوجه المشوه فيحزنان ويتاثران عليه خصوصا انه كان قد وقع في حب كاتيا ابنت الجيران وكان من المقرر أن يتزوجا في اقرب فرصة ولكنه في الطريق يقرر أن لا يفصح عن نفسه وأن يقول لهم انه صديق ولدهم وقد جاء لينقل اخباره وسلامه لهم .
يصل يجور الى البيت فيطرق الباب فتخرج له امه فترتعد وتتخوف لما تشاهد عليه من آثار التشويه ولم تتعرف عليه فتبادره السؤال :ماذا تريد ياولدي ؟ فيجيبها أنه يحمل لهم سلام ومرسال من ابنهم يجور وأنه مرسل من قبله، لم تسع الأرض الأم من فرحها لانها عرفت ان ولدها لازال حيا ترحب به وتدخله البيت وجاء ابوه فسلم عليه ولم يعرفه هو ايضا، ارسلت الام الى حبيبة ولدها من يخبرها بأن هنالك من يحمل اخبار عن ابنها، فجائت مسرعة ولما وقع بصرها ع وجهه المشوه ارتعبت وخافت ولم تعرفه هي ايضا ! مکث يجور لليلة واحدة عند اهله دون أن يتعرفوا عليه وفي الصباح قرر الرحيل فطلبت منه الأم أن يوصل رسالتها التي كتبتها الى ولدها يجور اخذ الرسالة وخرج وعند وصولة الى مقره ف الجيش فتح الرسالة ليقرء ماذا كتبت أمه فأذا بها قد كتبت :
مرحبا ياولدي العزيز أنني اخاف حتى أن اكتب لك ولا أدري كيف افكر لقد جاءنا رسول منك شخص طيب جدا لكن وجهه قبيح ومشوه وعليه اثار حروق، واردا أن يمكث أيام عندنا لكنه رحل فجأة ! ومن يومها يا ولدي لا انام الليل ويخيل لي انت الذي زرتنا والدك يوبخني على هذه الافكار ويقول : لقد مسك الجنون ایتها العجوز لو كان هذا ولدنا لكشف لنا عن نفسه ما الذي يدعوه الى التخفي ؟ فأصدق كلام والدك ولكن قلب الام يصر على رأيه حتى اني حينما اخذت معطفه كي انظفه ضممته الى صدري وبكيت اكتب لي ياولدي بحق المسيح خبرني بالحقيقة ام تراني فعلا اصابني الجنون !
فيضم رسالتها إلى صدره ويبكي بحرارة فيأخذ الورقة والقلم ويكتب لها في نفس اليوم رسالة طويلة يعترف لها ويعتذر منها لعدم اخبارها الحقيقة فأنه لم يكن ينوي ايذاء قلبها، ومشاعرها . لتأتي اليه بعد ایام هي وحبيبته الى مكان عمله فيرتمي عليها باكياً ويطلب منها العفو عنه فتبكي هي وتقبل وجهه المشوه وتقول له : لقد قررنا انا وكاتيا أن نعيش معك الى الابد .
اعتذر اذا كان يوجد تقصير في طريقة التلخيص كوني لم اذكر بعض التفاصيل للأختصار .
القصة من كتاب مختارات من القصص السوفيتية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى