في الواجهة

قراءة في كتاب نظام التفاهة

اريان علي احمد

(أقول انه من سمة تنبؤك بكونك محاطا بالتفاهة أوضح من أن ترى نفسك وسط أجواء من البهرجة والابتذال. فهذه كلها مؤشرات على غياب العقل وعلى الحاجة الى إذهال العين للفت الأنظار وشغلها عن أدراك الفراغ الكبير الذي تركه غياب العقل) الان دوبو. نظام التفاهة كتاب من تأليف د. آلان دونو. الكتاب يمتاز بأسلوب ذكي ونقد حاد كما وصف من قبل النقاد، يقدم صورة موجزة للعالم الحالي تشكل في ظل الليبرالية الجديدة. عالم وصل إلى نقطة الانهيار في مختلف القيم والتنظيم السياسي والثقافي والفني وانعدام ما يؤلف حياة جميلة بمعنى الكلمة حيث عندها تفقد العقل ما كان يمتاز بها خلال عقود. والابتعاد كثيرا عن عملية المعرفة. فلا يمكن لكل المفاهيم الوسطية المتفق عليها من الوجود في وسط التفاهة على البشرية وأصبحت مفهوم السياسة ميتة من اهم مميزاتها النظام العصري الحالي، وحل محلها الحكومة بمعناها الفوقي على مفاهيم أخرى من مفاهيم الدولة الحديثة، وهي تقنية إدارية أخرى. تعني الحوكمة النيوليبرالية القضاء على المعايير والقيم والفكر الفلسفي لعلاقتنا مع العالم القديم والحديث. الحرمان من الأخلاق وتجاهل القيم من قبل فئة من الأشخاص الفارغين من كل ما يمكن أن تعرف التفكير والذين استولوا على السلطة وإدارة الدولة والمجتمع والجامعة والشارع والعائلة والفن وكل ما يمس الناس ومؤسسات الدولة، تلعب هذه الطبقة التافهة دور الوسيط بين الأفراد والمصالح الرأسمالية تفرض نوع من تفكير على المجتمع فقط لأجل المصلحة والمنفعة الخاصة. إنهم ينكرون أي أفكار وأفكار أعلى من الفكر المخلوق منهم، والهدف من هذا في الواقع منع أي عظمة يمكن للناس إظهارها أي بمعنى منع ما يمكن أن ينتجه فكر الناس الحالي على هذا الأرض . ويتم هذا من خلال أكاديميات العبيد الغارقة في تفاهة، يحاولون فرض لغة ناعمة على التفكير العام، بحيث يُنظر إلى أي عنف في اللغة حول القيم على أنه غبي. عش لنفسك تمتع بملذات المصطنعة لك ما تشاء وبدون مقابل المهم أن تكون تافها، ليس لديك الحق في أي شيء غير ذلك، لقد تغير كل شيء. هذه النظرة إلى العالم هي محاولة تجعل الناس يتخلون عن التفكير، ويستسلموا للمتعة الجسدية بشكلها والمتعة النفسية بشكلها الأخر من خلال تخدير الفكر بوسائل عديدة ومعروفة وبسيطة جدا المتهم يتجنبوا الحكمة. بينما يتم قمع الدول يومًا بعد يوم، يتم الترويج لتجارة الأسلحة والحرب من قبل الطبقة الحاكمة، وهي دمية الشركات متعددة الجنسيات الحكومة النيوليبرالية هي محاولة لمواءمة سياسة الدولة مع مصالح الشركات والمليارديرات. هذه الفصول أساسية لتنظيم العلاقات الفردية مع الصناعات والشركات والشركات. الحكومات تطالب بالإجهاض، وتنتقد إنفاق المجتمع المفرط، بينما يحاول الرأسماليون خلق جنة للأثرياء من خلال خبراء ميكانيكيين، مثل بناء طائرات خاصة لأصحاب المليارات، باستخدام كل خبرات الأكاديميين والخبراء الميكانيكيين لخدمتهم. التي ترتبط اهتماماتها بالسوق، فالأساتذة مثل مافيا المخدرات التي تبيع العلامات التجارية الجامعية. القيم حسب دونو، لأن الفارغ لا يمكن أن يلعب دورًا قياديًا في أي مجال سوى الاقتصاد. هذا التفاهة والفراغ على جميع المستويات، قيمة عامة للمجتمع ب للصناعة والربح. تُستخدم الجامعة كمركز لتلطيف الناس ومطاردة وقتل الشخصيات الثورية، بالطبع، لغة الباحثين والأكاديميين والأساتذة العظماء، وهي لغة، كما يقول دونو: لغة تستند إلى المعنى معزول الخبراء عن التفكير. لا يفكرون بأنفسهم، يبيعون أفكارهم ومعرفتهم. هذا يعني فقدان العقل والمأساة الثقافية. يتحدث آلان دونو ، بناءً على آراء جورج سيميل ، عن الحالة المأساوية للثقافة وعدم جدوى التفكير: يصبح التفكير عديم الجدوى عندما لا ينتبه الباحث إلى التكيف الروحي للبحث المقترح. يتم توظيف الباحثين في الخدمة الاقتصادية، ثم يتشوه التفكير ، ويخضع لإرادة المؤسسة ، وليس إرادة الفرد. العقلانية الآلية هي عقلانية تسعى إلى إشباع القدرة الإنتاجية للمؤسسة والنظام، وليس لإرضاء نفسها، وهذا ما يسميه سيميل بالمأساة الثقافية. والسبب في ذلك، حسب دونو، هو وفرة العناصر الموضوعية مثل التقارير والكتب والشؤون الجارية والمفاهيم والمعلومات والأعمال القائمة على النظرية، والتي تعمل كوسيط لنقل الفكر. هنا يضيع العقل، حتى يشعر العقل بأنه غارق في بحر من المعلومات، خائفًا من أن يكون ما ينتج عنه كارثة للظاهرة. لا توجد إرادة معرفية حقيقية وشخصية وراء إنتاج الثقافة، فما هو موجود هو إرادة المؤسسات والعوامل الاقتصادية، إنه عمل لتحقيق مكاسب اقتصادية ولا شيء غير ذلك، إنتاج المعرفة تحت تأثير دوافع النار ولا شيء غير ذلك. لقد ساد الغرور ، فأكثر المطلوب هو الغرور ، والغرور فرصة للنجاح الفردي ،( شخص يرى وكانه عالم رغم انه لم يدرس , رجل حكيم ولكنه لم يفعل أي شيء متعب , له لحية مهيبة من دون أن يحرق زيت الليل مليء بالعواصف ولكنه لم يمسح غبار الكتب قط , متنور جدا رغم أنه لم يسبق له السهر , مغطى بالمجد من دون أن يعمل أبدا خلال النهار أو الليل 0باختصار انه كاهن الابتذال شخص يتفق الجميع على ما لديه من معارف عظيمة , رغم انهم لا يعرفون عنها شيئا ) وهاذا الوصف حتى نعيش في عصر لا يمكننا فيه التفكير في الاقتصاد بشكل جماعي ، والتفكير في الربح يفقد الحكمة, لعاطفة. المال يشتري الصمت، الصمت قاتل لكل رغبة حقيقية للحياة. كل شيء يتحرك تحت سلطة المال، مما يعني إفلاس الاقتصاد الروحي ضد الاقتصاد المادي. لا شك أن العالم اليوم يعيش في ظل نظام ينكر التنوع، كل الناس يحاولون الوقوع فيه والحق قد وقع الناس فيها. نظام الفراغ بالنسبة لناس ويسمى نظام فاشية المال، لأن المال في هذا الصدد هو قاتل الحوار والحكمة واصبح مرضا واصبح النقود غاية الغايات لغالبية الناس في حضارتنا الحالية ونن حيازة النقود هي ما يمثل الهدف الأعلى لجميع الأنشطة الهادفة التي تقوم بها الأغلبية ففي فكرة الرجل الحديث , ما عادت فكرة الاحتياج تعني الاحتياج السلع المادية . ولكن فقط احتياج النقود لشراء السلع. من هنا نلتقط التقاطا مفهوم انهيار البشرية من كل المفاهيم رغما على الحياة مستمرة كما نحن حاليا نتخيل , وان الحياة التافهة انسلخ من حياة الناس والسائد لا يمكن العدوة سوى بشرط وهي نزع الجلد وحرقها للأخر مر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى