قانون وعلوم سياسيةقانون وعلوم سياسية و إدارية

فن القضاء

وليد عبدالحسين جبر
محامي امام جميع المحاكم العراقية وكاتب في العديد من الصحف والمواقع ومؤلف لعدد من
(Waleed)

للقضاء فن، كتب فيه كثير من القضاة و فقهاء القانون ، اشهرها في العراق كتاب ” فن القضاء ” لرئيس محكمة التمييز العراقية الاسبق ” ضياء شيت خطاب ” ولا يمكن الاحاطة بهذا الفن العظيم في مقال ، غير انني اقول و بلا مجاملة او تقرب ان اللقاء مع القاضي ” رزكار محمد امين ” احد قضاة المحكمة الجنائية العراقية عام 2005 و احد اعضاء محكمة تمييز كوردستان سابقا يعلمك كثير من فن القضاء و تكتشف من خلال الحوار معه كيف يمكن ان تدار الدعوى القضائية و كيف يتعامل معها القاضي ، وهذه الشخصية القضائية الفذة لا يمكن ان تُنسى في ذاكرة العراقيين كونه اول رئيس محكمة جنايات حاكمت الرئيس الأسبق ” صدام حسين ” و رجال نظامه وكانت جلسات المحاكمات تبث عبر التلفاز و يشاهدها ملايين العراقيين داخل و خارج العراق ، ومن طريف ذلك وقد اخبرته به شخصيا انني كنت وقت بث المحاكمات التي يرأسها سيادة القاضي في المدرسة الثانوية لم ادخل القانون بعد و لم اعرف أصول المحاكمات و كيفيتها فكنت ابغض القاضي حينما يخاطب المتهم ” صدام حسين ” بأدب و احترام و اعتقد انه بأسلوبه هذا سيفرج عنه رغم ظلمه و جرائمه !! وبعد سنوات حينما درست القانون و المرافعات و وجوب ان يحظى المتهم بمحاكمة عادلة محترمة مهما كان جرمه راجعت نفسي وعرفت كم هو قاض عادل القاضي العراقي الكوردي ” رزكار امين ” وقد استثمرت زيارتي السريعة الى المدينة الجميلة السليمانية هذا الأسبوع لأقضي معه امسية جميلة في داره العامره ، كما تناولنا قضية كتابته للكتب بعد هذه الرحلة والتجربة القضائية الثرية ، ناهيك عن مذكراته التي ستسلط الضوء على جانب مهم من تاريخ القضاء العراقي ، لا يمكن ان استقصي مشاعري عن هذا اللقاء الثاني بسيادة القاضي غير انني استطيع التأكيد ان اجمل صفتين رأيته يتصف بها هما : الشجاعة و الهدوء ، وهما صنوان لا يفترقان بكل تأكيد ، لا حرمنا من هكذا شخصيات قضائية فذة ، وشكرا لسيادة القاضي الكبير على كرم الضيافة و سعة الصدر والتواضع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى