أخبارثقافة

غلطة التنويريين الكبرى

يقولون نحن نريد كسر باب الجمود والكهنوت وتأصيل التنوير وحرية الفكر ولا تهمنا التوابع، فهم بهذا يجعلون حرية الفكر غاية وهذا خطأ. حرية الفكر وسيلة للوصول إلى الحقيقة.. ويجب أن تخضع لقواعد العلم والعقل وإلا تحوّلت إلى سفسطة. التنوير من زاوية هؤلاء هو هدم الثوابت الدينية والتلاعب بها، وعندما يشارك الملاحدة دعاة التنوير يعملون صدمة مرعبةلدى الناس ينتج عنها الرفض المطلق للتجديد والتصحيح واتهام كل من يدعو لذلك بالزندقة.عقل هؤلاء يبحث عن مسائل تعدد الزوجات ورضاع الكبير وبول الإبل قبل البحث عن اللهورسوله والماورائيات. ومن أمثلة ذلك الحملة على صحيح البخاري‬⁩ فهي في الأساس دعوةلفتح باب النقد مع حفظ مكانة البخاري وقيمته العلمية، لكن استغلها الملاحدة وبعضالشيعة لتصفية حسابات وتمرير أجندات. فتحوّل المشروع من دعوة للتصحيح والاعتدال إلىتطرف مضاد في قبول البخاري بلا نقد أو رده كله بلا تفصيل. بعض هؤلاء الناس يتعامل معالشرع بنظرة مادية فيرفض بعض المقررات الشرعية لعدم القدرة على تصورها ذهنياً.. ونسيأن الإيمان بالله من الأساس هو أمر ما ورائي.. ولو تعاملنا معه بالمادية الجامدة فلن ندخلالإيمان.. من الخطوة الأولى. مناقشة هؤلاء في جزئيات الشريعة (الرق، الميراث أو الفتوحات) خطأ منهجي، ناقشه في الله ورسوله.. فإن آمن لن يضره عدم استيعابه لبعض تفاصيلالشريعة.. وإن لم يؤمن فمناقشتها معه لا تُثبت الإيمان ولا تنفيه، ناقش الأصل أولاً ثم الفرع.

اخيرا أكبر عدو لمسيرة التنوير الديني هو العبثيات التي تصوّر دعاة المراجعات الدينية علىأنهم مجرد زنادقة لا هم لهم إلا العبث في الدين باسم الدين والقرآن، ولذلك أرى أن هؤلاءيستحقّون النقد والمقاومة أكثر من الأفكار السلفية، فالسلفيون يقودوننا للتشدد وهؤلاءيقودوننا للكفر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى