ولايات ومراسلون

عشرية ونيف من الصمود والتحدي.. جمعية الرحمة لمرضى القصور الكلوي

عشرية ونيف من الصمود والتحدي جمعية الرحمة لمرضى القصور الكلوي بمتليلي الشعانبة بولاية غرداية أنموذجا.

من الجمعيات الرائدة في مجال الخدمات الصحية والطبية بالدرجة الأولى بلا منازع ولا منافس, إنسانية,إجتماعية وثقافية ترفيهية, لفائدة المجتمع دون إستثناء مجندة ومسخرة ليل نهار وعلى مدار السنة, تناضل بدون كلل ولا ملل منذ أكثر من عشرية ونيف من الزمن في تواصل وإستمرارية بسواعد رجالها الأوفياء من طاقم ومتطوعين.

                           تاريخ تأسيس ونسأة جمعية الرحمة:

بعد معاناة مرضى القصور الكلوي بمتليلي وكثرة تنقلاتهم للتصفية لكل من الجزائر العاصمة, الأغواط ثم غرداية. وبزيادة عدد المرضى لاسيما الشباب تم التفكير في تأسيس جمعية. تتكفل بهم وبأمورهم فكانت الإنطلاقة على بركة الله.

تم تأسيس جمعية الرحمة شهر جوان من سنة 2008,آنذاك بعشرين 20 عضو من إطارات وكفاءات أبناء متليلي الشعانبة وذلك لأجل التكفل بمرضى القصور الكلوي, الفئة الهشة التي تستحق الدعم والتكفل والحماية والمتابعة الدائمة على مدار الساعة, حيث كان يومها سنة 2008, عدد المرضى بــ07 سبعة .

رئاسة الجمعية:

بتأسيس الجمعية سنة 2008 ترأسها الدكتور سنقاري الحاج أحمد. لعهدة واحدة وسلم المشعل للمرضى لتولي زمام أمورهم بعدما عرفت الجمعية نجاحا باهر وقطعت أشواط كبيرة وتقدمت في عديد الميادين. وبإنعقاد الجمعية العامة أنتخب المريض بن حمودة نورالدين. على رئاسة الجمعية وتولى أمورها بكاملها, تسيرا وإشرافا وتنسيق بنجاح مشهود له من جميع الجميع لا يختلف عليه إثنان.

                                إنطلاق جمعية الرحمة:

إنطلقت جمعية الرحمة يومها بأربع 04 ألات تصفية الدم والني تم فتحها بمستشفى القصر القديم وسط البلاد(حاليا المؤسسة الجوارية الإستئفتئية).

                              أهداف الجمعية:

من أهم أهداف الجمعية. تخفيف عبئ تعب المرض على المرضى المصفين أولا ومن بينها ما يا يلي:

تعريف مرض الكلى طريقة معاملته مع المرضى, إدراج المرضى في الحياة اليومية متل الشغل وعدم تحسيسهم بالنقص والحرمان.وتعكف الجمعية على متابعة ملفات المرضى بصفة مستمرة، للإستفادة من المنح الجزافية، وبطاقة الشفاء.تقديم كل المساعدات المقدمة لهم من أهل البر والإحسان ومن بينها مساعدتهم في تحليل الدم عند الخواص وتكاليفها وتدخلات لشراء بعض الأدوية لتسهيل عملية تصفية الدم. إجراء الأشعة والفحوصات الطبية عند الخواص, بحيث كانت الجمعية تتكفل بأخذ بعض المرضى لفحصهم عند الطبيب الأخصائي في مرض الكلى بين ولايتي ورقلة والأغواط نظرا لعدم وجود طبيب الكلى في متليلي. تنظيم رحلات لكسر روتين العلاج وتعب التصفية وإخراجهم من أرق المرض, وبعد إكتشاف زيادة مرض القصور الكلوي في متليلي. قامت بتنظيم أيام تحسيسية من أجل توعية المواطنين ونشر ثقافة تقبل المرض والمريض, بدأ التفكر بتحويل مصلحة تصفية الدم من مستشفى القديم بالقصر إلى مستشفى بوم الشهيد 18 فيفري. وهذا بعد كارثة الفيضان خلال شهر أكتوبر 2008. التي أغرقت المدينة بكاملها لأيام وخلفت أضرار كثيرة وكوارث وخسائر فادحة لا تعد ولا تحصي, وتضررت مصلحة الدم بالمستشفى آنذك بسبب المياه التي غمرتها. وبعد الكارثة تم الإتصال بالمسؤولين وإرسال مراسلات عديدة, إلى كل من الوزارة والوالي. أين أخذ الأمر بعين الإعتبار وتم التجاوب مع الجمعية وتمت الموافقة على إنجاز مشروع مركز تصفية الدم متخصص بسعة 20 آلة تصفية وتجهيزاته بالعتاد طبي. كما تحصلت على سيارة لنقل المرضى من منازلهم إلى المستشفى وإرجاعهم بعد إنتهاء العلاج وحصة التصفية.

تدشين مركز التصفية بالمستشفى الكبير18 فيفري:

تم إنجاز مشروع مركز التصفية ودخوله حيز الخدمة سنة 2014 وتدشينه رسميا من طرف السيد وزير الصحة عبد المالك بوضياف, وتم تحويل المرضى من مركز تصفية الدم إلى مستشفى 18 فيفري. وتنفست الصعداء بعد التعب والمعاناة سابقا والتمتع بالمصلحة الجديدة بكل أريحية. تم الإستفاده بـ 5000 تصفيه الدم ومضخة في سنتي 2019 2020 وهذا بمجهود خاص من الجمعية. وخمسة 5 الآت تصفيه الدم ومضخة وبالتالي يوجد بالمركز ثلاث مضخات من نوع الرفيع وهذا قليل منهم ما يوجد في المستشفيات.

                             إنجازات الجمعية:

فتح مركز تصفية جديد يتسع لعشرين 20 مريض من مختلف الأعمار رجال ونساء وأطفال، والذي خفف العبئ على كثير من المرضى وتستفيد منه أربعة 04 بلديات كل من سبسب, المنصورة، حاسي لفحل وزلفانة وفتح مخبر التحاليل الطبية الخاصة لصالح مرضى القصور الكلوي.

إنشاء مكتبة المطالعة للمرضى تتسع لألف وخمسة 1500عنوان.

                         مساهمة الجمعية ماديا :

بعد تنصيب المخبر الوحيد على مستوى الوطن في مصلحه تصفيه الدم بمتليلي تكفلت الجمعية لمدة سنتين 02 بشراء المحلول الذي هو غالي الثمن الخاص بتحاليل (بي تي اش فيتامين دي فيري تيمي) كل ثلاث أشهر وتقوم بالتحاليل الطبية لهم وهذا غير موجود على مستوى الوطن. بحيث يعتبر المستشفى الوحيد الذي يقوم بالمجان بداخل مركز تصفيه الدم بهذه التحاليل وهذا فخر للجمعية وللمدينة ولجميع مواطنين.

إنشاء مخبر تحاليل طبية لمرضى القصور بمركز التصفية بمتليلي:

تم على بركة الله بتاريخ 09 فيفري 2022 وبتنسيق بين مدير المستشفى السيد طارق شرع والشريك الإجتماعي رئيس جمعية الرحمة السيد بن حمودة نورالدين. إفتتاح أول مخبر على المستوى الوطني يعتني بالتحاليل الطبية للمرضى الفشل الكلوي وتتمثل في أنواع التحاليل الأتية:

FERRITIMIE –  PTH —-VIT D

الجانب الترفيهي والسياحي:

تقوم جمعية الرحمة برحلات سياحية وإستجمامية على مدار السنة.وتنظيم مخيم صيفي طبي سياحي على شواطئ المدن الجزائرية. مخيم يستفيد منه المرضى عامة بعد التنسيق مع المستشفيات ومراكز تصفية الدم لمرضى القصور الكلوي لضمان السير الحسن لحالة المرضى وضمان إستمرارية حصص الغسيل الكلوي في وقتها المحدد والمبرمج طبيا, لتجنب أية مخلفات أو مضاعفات تؤدي لما لا يحمد لعقباه لا قدر الله. وكان أخر مخيم هاته السنة 2023 في طبعته السادسة 6 في مدينة الجزائر العاصمة, بتأطير وإشراف طاقم الجمعية كل من رئيس الجمعية بن حمودة نورالدين قدور الكنك ونائبه الأستاذ حروز بوعمامة بن بحوص والعضو الفعال الناشط الدائم المهندس المسخر لخدمة الجمعية ومرضاها الأستاذ شنينة مختار بن محمد, وباقي الأعضاء المجندين والمسخرين المتطوعين حفظهم الرحمن, نظم المخيم بإسم الفقيد بن خليفة أحمد (أحميدة) بن الحاج محمد الطالب بلعجال – أحد قدامى مرضى القصور الكلوي رحمه الله. إذ عرف المخيم عدة نشاطات وخرجات وجولات سياحية وزيارات منهم زيارة المعالم التاريخية الاثرية بتيبازة مقام الشهيد رياض الفتح –المسجد الكبير والصلاة فيه. زيارة مؤسسة وساطة الجمهورية وغيرهم.  

                                   ملاحظة ونظرة:  

 المتتبع لنشاط جمعية الرحمة بمتليلي يلاحظ الفرق الشاسع في زيادة المرضى وتضاعف عددهم من سبعة 07 مرضى سنة 2008 وإرتفاعه إلى عشرين 20 مريض سنة 2017 وأصبح اليوم عددهم ثلاثة وخمسين 53 مريض في سنة 2023. تتكفل الجمعية بهم إجتماعيا ومعنويا وتضامنيا, بعد الإطمئنان عليهم وعلى السير الحسن بدون نقائص وضمان الدواء توفير للمرضى بفضل الله والجهود المبذولة من طرف المؤسسة الإستشفائية.

                                    أعمار المرضي:

بعد تزايد عدد المرضى ذكور وإنات أغليتهم من الشباب سنهم يتراوح من 18 إلى40 سنة وثلاثة 03 أطفال في سن سبع07 سنوات حتى إثنى عشر12 سنة.

                                      توأمة طبية وتنسيق:

نظرا للتطور الطبي والبحث العملي وتقدمه. قامت الجمعية بإجراء توأمة عن طريق المستشفى يوم الشهيد 18 فيفري. بإستضافة أطباء مختصين في عمليات الشرايين لمرضى الكلى مرتين خلال سنتي 2016 و2018. بحيث تكللت العملية بالنجاح في مستشفى متليلي الشعانبة. وقامت بـــ16ستة عشرة عملية نوع فيستيل وأزيد من تلاتين 30 فحص بنسبة للمرضى ولاية غرداية. وتواصلت عمليات التوأمة مع عديد المستشفيات الجامعية بكل من تيزي وزو والعاصمة.

                               النشاط الإجتماعي التضامني:

تقدم جمعية الرحمة مساعدات عديدة, وهي كتالي: تسهيل عملية دفع منحة رمضان من طرف البلدية -ثانيا: توعية المحسنين لمساعدة المرضى في رمضان ومن بين المساعدات حثهم على فدية الصيام عن المرض والتي أعطت نتائج مثمرة. إضافة إلى جلب بعض المساعدة من طرف الجمعيات الخيرية كقفة رمضان, الخضر والفواكه واللحم. ناهبك عن سهر رمضان وكبش عيد الأضحى ,ومساعدة المرضى بلوازم ألبسة العيد وتوفير قارورات المياه المعدنية يوميا المتبرع بها للمحسنين.

                               أيام توعوية تحسيسية نوعية:

في إطار توسيع التعريف بجمعية الرحمة لم تكفتي بالتوعية والتحسيس الروتيني. بل تعدت وفكرت في وسائل وطرق أخرى تطرق عبر أبوابها فعاليات المجتمع, فتوجهت إلى الشباب والرياضة فقامت بتنظيم أيام تحسيسية وتوعوية وتوسعت لتدوم أسبوعا تضامني كاملا, نظمت من خلاله مقابلات رياضية في كر اليد الأولى بتاريخ 26 مارس2009 إنطلاق فعالياته بمتليلي بمقبلات رسمية في كرة اليد جمعت كل من نادي الواحة غرداية ـبريان أكابر-نادي إتحاد متليلي الشعانبة ـإتحاد عين البيضاء ورقلة أكابر.مقابلة ودية أصاغر: OBMC ـWBMC جرت يوم 27 مارس2009.مقابلة كرة اليد أكابر بصفة رسمية جمعت أ.بلدية متليلي الشعانبة ـمولودية الرويسات -رائد شباب غرداية ـمولودية شباب-OBMC ـ نادي الوحدة الرياضية كتاكيت.مقابلة في كرة السلة إستعراضية بين: OBMC ـ WBMC

                            رئيس الجمعية في سطرين:

هو بن حمود نورالدين بن قدور الكنك ,لجديه كل من الشيخ الحاج أحمد الكنك بن سيمان رجل الحكمة والموعظة, والطالب حيدة بن أحمد المقبض مربي الأجيال ومعلم القرآن ورجل النصح والإرشاد. من مواليد 12 سبتمبر 1974 بمتليلي الشعانبة. نشا وترعرع فيها. المستوى الدراسي ثانوي, عضو بجمعيه مساعده المرضى القصور الكلوي ببلديه غرداية من 2004 إلى غايه 2010 وبعدها ترأس جمعية المرضى القصور الكلوي لبلديه متليلي 2011 إلى يومنا هذا.أصيب بمرض القصور الكلوي وأجريت له أول حصة تصفية (دياليز) خلال شهر فيفري 1992. بالمستشفى الجامعي بني مسوس بالجزائر العاصمة, وعمره أنداك 18 سنة ومن يومها وهو يحارب ويقاوم المرض بتحدي وصمود.

الأستاذ الحاج نورالدين أحمد بامون –      ستراسبورغ فرنسا                         

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى