أخبار هبنقة

الشيطان والحمار

منير المجيد

مرّ الشيطان قرب بيت «أ» ولاحظ حمارهم المربوط إلى الشجرة، فما كان منه إلّا وفكّ رسنه، ومضى بحيوية شيطانية إلى قمة التلّة.
ذهب الحمار بهدوء إلى حاكورة الجار «ب» وصار يلتهم خضرواتهم.
انتبهت زوجة ب إلى جلبة الحمار، ولاحظت فعلته من خلال الشبّاك، فطار صوابها. أسرعت إلى إلتقاط بارودة الصيد وأطلقت على الحمار طلقة قاتلة.
سمع أ صوت الطلقة، فخرج ليستطلع الأمر، وهاله منظر حمار العائلة المغدور، فعاد ليحضر بارودة صيده وأردى زوجة ب، التي كانت ماتزال خارج البيت تتفقّد الخضار التالفة.
عاد ب إلى البيت، ليجد زوجته القتيلة، وبسرعة فهم الأمر. هاجم منزل أ فقتله، وقتل أولاده الخمسة.
إنتشر الخبر ووصل إلى أقارب أ في القرية المُجاورة، فجاء بعضهم وقتلوا ب وأولاده الأربعة، وأضرموا الحريق في منزلهم.
إجتمع رهط من الرجال من أقرباء ب في قرية اخرى قريبة، فقاموا بغزو قرية أقارب أ وقتلوا من فيها من بشر وحيوانات وحرقوها بيتاً بيتاً.
وهكذا انتشرت الفتنة بين قرى المنطقة، واشتعلت باروداً وناراً، وازداد أعداد القتلى، وخيّمت رائحة شواء لعينة في الهواء.

مرّ رجل عجوز يمتطي حماره قرب الشيطان فسأله: ماذا فعلت بحق الشيطان؟
«لقد حرّرت الحمار»، أجاب الشيطان وعيناه تقدحان شرارة حمراء مثل أشعّة الليزر.
تمسّك العجوز برسن حماره بقوّة، وحثّ حماره ليخبّ بعيداً.

  • أعلاه مبنيّ على القصّ الشعبي، ولم أستطع ربطه بمصدر موثوق، فكل شعب من شعوب منطقتنا يعيده إلى إرثه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى