ثقافة

صدفة …

صدفة نلتقي امسكتها لهفا …
قبلتها شغفا…
كأننا نعرف بعضنا منذ زمن …
او عشنا معا هوى دنفا…
قلت احس ان اليوم عن سابق أيامي مختلفا…
هل كنت أعرفك …؟ام انني التقيتك سلفا….؟
منذ متى التقينا قبل هذا من زمن ….؟
وذهلت وبقيت مرتجفا…..
ابتسمت لتكشف عن ثغر لامع ….
حتى أحسست أن حور الجنان….
أمامي قد إنكشفا……
قائلة ….
مابك تهذي يارجلا….
ظل طول العمر في محراب الحب معتكفا ….
منذ بدأ التكوين وانا ألقاك دوما…
وقد شخنا وعمرنا الآن قد إنتهى أو إنتصفا…
ألا تزال إلى يومنا هذا…
على هذا الدير مختلفا….؟
يا راهب الحب ….أما قرات له……..؟
كنت أظنك باحثا ….؟
خبرني ألم تكن….؟
طيلة ما مر علينا من العهود لهذا الفن محترفا …؟
ها أنت قد قلتها الآن …
وجثيت على ركبتيك معترفا…
الحب عندي ليس ذنب يا سيدي..
الحب مكرمة عندي ومن أسمى ….
خصال بني الإنسان إني أراه عزا وشرفا …!
مهلا سيدتي ….
هناك من يعده فضيحة ….
لو إطلع عليها الكون لانخسفا…
يا سيدي ..
ألم أكن في جنبك أحتل منك الضلع والكتفا …
ثم تركتك …
فخرجت تبحث عني ملهوفا شغفا …
وظللت تنبش في نفسك ….
وتبحث بين الحروف وفي متاه الأرض ..
حزينا هلوعا مذعورا تنتصب من شدة الهول ….
خائفا وجفا…
هانحن التقينا …وانت الان كالصبي …
أو كالمجنون لا تعي ما تقول …..
لا هثا قرفا…
مطأطيء الرأس ساه…
وما حركت حاجبا أو طرفا …
ألم تكن تناجيني في حلمك ….
وتلقاني وسط الجنات الغرفا …
هيا غلق كل الأبواب ..
واسدل ستائر الشبابيك والشرفا…
واستروح عطرا من ورد …
لم تلمسه شفة نحل قط …
وما إشتم ولا قطفا …..
وعلى نخب الحب إشرب كأسا …
من نعيم اللذة معترفا …
واستتقبل وجها بكل معاني الحسن ……
توشح والتحفا….
آه من شفتيها ومن عينيها …..
لما نظرت إلى وجهها….
خررت مغشيا عليا…
ووقعت بحر حبها الجرفا ……
أنا الآن في سجنك ففكي أغلالي..
واروي عطشانا إليك ضامئا جاءك ملتهفا …
تحدث أيها الكون وبح بحبي لها….
أم أنك انت أيضاً أتيت للحب منتصفا …….؟
ألم ترى ما سلبته مني ….؟
يا سيدي إن القلب والعقل……..
مني قد اختطفا…..
آه من خنجرك المغروز في جسدي….
إني أرى مداه في جسدي قد انتصفا…….
ولقد جئتك مقرا بما أذنبت…….
و جثوت أمامك معترفا …….
إني أرى بساتينك قد أزهر نبتها …..
وأصبح روضها مخصبا ورفا ….
والورد فيك قد تفتحت مياسمه …..
وأضحى رحيقه للنحل شربا ومرتشفا ..
وترائبك المصقولة شلالين ….
اختلط فيهما الخمر بالشهد وازدلفا ……
إثني علي بما بما ملكت فأنني أمرؤ…
لا يزيده التمنع إلا تلهفا…..:
ولنكن كطفلين إنتشيا نعيم الحب معا ….
ثم انصرفا …..
ثم إلتقيا بعد حين…
فأقرا بحبهما لبعضهما واعترفا….
دامت لي شفتيك كأسا ……
ودام لي شهدها سقيا ومرتشفا…..
.
بقلم الطيب دخان
خنشلة /الجزائر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى