ثقافة

سَكرة الرُّوح

مجموعة قصصية
في “سَكرة الروح” يكتب الناقد والأديب البحريني ناجي جمعة قصصاً تنتمي إلى الأدب
الساخر، ظاهرها الهزل والسخرية، وباطنها النقد لقيم وقناعات وأفكار تنعكس في حياة
الأفراد وسلوكاتهم، ويجسّد المؤلف هذا الاشتغال في حيوات أبطال قصصه فنراهم
إشكاليون، متمردون، حالمون، ومتسائلون: هل الإنسان هو هذا الجسم أم العقل والروح
أم الإثنان معاً؟
في القصص يُظهر ناجي جمعة للقارئ تأثره بشعراء الغزل في مروياته مثل قيس بن
الملوّح وعمر ابن أبي ربيعة وأبي فراس الحمداني، كما يُظهر المؤلف تأثره الكبير
بالمتنبي الذي يحضر صوته فيما بين السطور، فهو لسان حال شخصياته، في الملمّات،
وفي غيرها، فالمتنبي ناطق عنهم حينما يسخرون، وحينما ينتقدون، وحينما يتبّرمون مما
يعترضهم من مواقف، وهنا نجد أن الكاتب/ الراوي يختبئ خلف شاعره دافعاً به لقول ما
يريد. ولعل الجامع بين الأديبين هو الأدب الساخر، فقد عُرف عن المتنبي سخريته في
دواوينه الشعرية، ومثله يبدو ناجي جمعة في طرحه القضايا المهمة في مجتمعه بأسلوب
ساخر في أدبياته، ولعل المقصود ترسيخ ما تمّ سرده في ذاكرة المتلقي بصيغة جديدة من
جنس أدبي آخر.
من أجواء القصص نقرأ:
“صحوت من سَكرة عشقي التي خامرت جسدي بنبيذ يسكر أكثر من نبيذ الدنيا
مجتمعاً، إنها “سَكرةُ الرُّوح”، إني سكران بخمر عيونها المعتَق، أرسم لها في مخيالي
جسداً ملائكيّاً يرفع من سقف حبِّي إلى عالم أسمى من عالم المادة، عالم يتحرَّك فيه
الوصال، وتشتدُّ فيه العلاقة إلى صلابة أعتى من فولاذ ذي القرنين الذي حبس فيه يأجوج
ومأجوج.
اليوم وأنا في طريقي إليها، لن يوقفني أحد إلا الموت، وصلت، وقفت متخفّياً بباب
بيتهم أستقصي الأخبار، فريق أخبرني أنها تركت الحي برفقة أبيها الذي فضَّل الانتقال
للقرية المجاورة، وفريق آخر قال بأنها سافرت شهراً، وستعود حتماً لمسقط رأسها،
وفريق ثالث كان جوابه مقلقاً، فقد ادّعوا أن أباها زوَّجها بابن عمها وسافرا معاً،
وسيعودان من شهر العسل بعد أسبوع من الآن”.
يضم الكتاب ثلاثون قصة قصيرة جاءت تحت العناوين الآتية: “الأضواء الخافتة”،
“رجل الخردة”، “الهوجاء”، “التوقيع الأنيق”، “أم البنات”، “الكلمات المتقاطعة”،
“الثمرة الأبدية”، (…) وقصص أخرى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى