أخبارتعاليقرأي

لا تكوني كالأميرة (ديانا) تخسرين حياتك لتفوزي بسباق.


رشيد مصباح (فوزي)

كثيرات هنّ الثائرات على القيّم والتقاليد في هذا الزّمان، في الحقيقة ليست الأنثى وحدها من لديها هذه النّزوة فبعض الذكران هم أيضا منهم من ينفرون من العادات والقيم، ويتعاملون معها باستخفاف.

لكن وللأسف و بغض النظر عن طبيعة المجتمع فإن الأنثى هي من تدفع الثمن الباهظ بسبب تمرّدها على القيم والعادات داخل المجتمعات المحافظة خاصّة.

لقد حرّضت فيّ رغبة الكتابة صورة عرضتها (أراب ويكيليكس) في إحدى صفحات الفايسبوك للأميرة (ديانا) وهي تشارك في سباق الجري بيوم الأمّهات في مدرسة يتعلّم فيها ابنها (ويليام) وتفوز لأجله بهذا السباق وبذلك تكون قد داست تحت قدميها كل القواعد والأعراف الملكية.

كنا فيما سبق لا نسمع إلّـا نادرا عن حكاية أنثى تنكّرت للمجتمع رافضة الرّضوخ للعادات والتّقاليد السّائدة فيه. وأمّا في هذه الأيّام فصار أمرا عاديا، بل أصبح هو القاعدة؛ أن تسمع عن رفض الأنثى لعادات وقيّم المجتمع.

يتساءل بعض المصدومين من أبناء الجيل القديم عن سبب هذه الموجة من التمرّد، خاصة أبناء المجتمع المحافظ؛ وأكبر ه خطرا خارجي يتمثّل في الغزو الثقافي.

فإن البداية كانت بالانفتاح على المسلسلات العربية التي كانت تبثّها القناة الأرضية، حيث يتم الترويج للمشاهد الجريئة وأخرى مخلّة بالحياء. ثم من بعدها المقعّرات الهوائية التي تحرّض على الفسق والمجون عبر الأقمار الصناعية.

والآن نحن نعيش تحت رحمة النت في هذه العوالم الافتراضية التي لا يمكن السيطرة عليها. وبات من الصعب على الآباء والأولياء مراقبة الأبناء. وقد قال لي أحد الأصدقاء في بداية الأمر أنّه لن يسمح بدخول الأنترنت إلى بيته. لكن بمرور الأعوام صار هذا الصديق من بين أمهر المستخدمين له؛ ما يعني أنّه لا مناص من هذه الغزو الثقافي.

بسبب هذا الركود وهذا التخلّف نحن ندفع أثمانا باهضة. لأن بلداننا تهتم بكرة القدم أكثر من التربية والتعليم وتنفق الأموال الطائلة عليها، ولا تهتم بالعلوم والعلماء ولا بالاختراعات.

كما أن الشغل الشّاغل للأنظمة في مثل هذه البلدان التي تعاني من التخلّف و التبعية هو السيطرة على الإعلام الذي صار بوقا في يد السلطة. فمن أين يأتي الوعي إذا كان الهدف الأسمى لرجالات الإعلام هو الربح المادي على حساب المهمّة النّبيلة المتمثّلة في نشر الوعي؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى