أخبارتعاليقثقافة

حيثُ كل خيالٍ حقيقة

تطرح رواية “حيثُ كل خيالٍ حقيقة” للكاتب عبد السيهاتي سؤالاً إشكالياً مفاده:
هل هنالك أبعادٌ كونيةٌ أخرى غير البعد الذي نعيشُ فيه؟ – هذا السؤال الذي يقترب
من المقاربة العلمية التي وضعها عالِم الفيزياء الشهير ستيفن هوكينغ مع الفيزيائي
جيمس هارتل والتي تفترض أن بداية نشأة الكون كانت كفقاعات بعضها بجوار
بعض، وأن بعض هذه الأكوان يشبه كوننا بقوانينه ومكوناته، والبعض الآخر يختلف
عنه في كل شيء، والذي ستتم مقاربته في الرواية عبر مزيج من (المتخيل
الغرائبي) والواقع، واختيار شخصيات إنسانية وأخرى خارقة للعادة، فيما يبدو أنه
محاولة لاختراع عالم عجائبي خارق supernatural، ومن هذه الشخصيات التي
يُفتتح بها العمل شخصية سِن الذي قرر إنهاء حياته، هرباً من تجربة حبٌ أرقته،
عانى بعدها من وحدة قاتلة، ومثله فيرتشو، الفتاة الريفية، التي عاشت وحيدة بعد
وفاة زوجها. هاتان الشخصيتان اللتان تعيشان في بعدين مختلفين في هذا الكون
الواسع، سوف تجتمعان في اللحظة المناسبة التي ستغير حياتهما إلى الأبد.. ففي
اللحظة التي يقرّر سِن فيها الانتحار؛ تظهر أمامه فيرتشو وتمنعه من ذلك. “وفجأة
تشكّلَ تيارٌ كهربائي أمامَه، وظهرتْ شحناتٌ كهربائية من العدَمِ، تكوَّنت على هيئة
دائرة زرقاءَ كبيرة خرجت منها فتاةٌ ذات شَعر بنّي منسدلٍ على كتفيها (…)،
خرجتْ من الدائرة الكهربائية وبيدها جهاز لوحي…”. ومن هنا تبدأ رحلة سِن
وفيرتشو لعبور الأبعاد الكونية ومعهما دليلهما “الجهاز اللوحي” الذي سيساعدهما
على إنشاء بُعدٍ كوني جديد…
من أجواء الرواية نقرأ:
“ستجدُ أبعاداً كونيةً لا حَصْرَ لها، ويمكننا زيارتها معاً إذا أردنا، لكنني أودّ إنشاءُ
بُعْدٍ كوني جديد بهذا المكعّب وذاك الجهاز اللوحي. وربما تتساءل: كيف لهذين
الشيئين صنع هذا البُعْد؟! لا أعلمُ التفاصيل التقنية، لكن عندما نُكمل القطع الناقصة
في مكعب الروبيك هذا، سيفتح لنا بُعداً كونيّاً سرّياً يتضمن ما يسمى بحارس الأبعاد
الكونية، وهو من يستطيعُ إنشاء بُعْد كوني خاصِّ بنا. وسوف نحتاجُ الجهاز اللوحيَّ،
فهو وسيلتنا للانتقال إلى الأبعاد الأخرى إضافةً إلى كونه مرشدنا ودليلنا في كلُ بُعْدٍ
نذهبُ إليه عن طريق عرض معلومات ذلك البُعد الكوني. وقد جمعت، حتى الآن،
عشرين قطعةً من قطع الروبيك، ولا تزال خمسُ قطعٍ متفرقة في خمسةِ أبعادٍ
مختلفة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى