أمن وإستراتيجيةفي الواجهة

اللاجئون .. قضية انسانية تحولت الى سلاح استراتيجي

مروان هائل عبدالمولى

ازمة اللاجئين الاوكرانيين هي أسرع أزمة هجرة تتطور في أوروبا والاكبر منذ الحرب العالمية الثانية ، حيث بلغ عدد اللاجئين 1.5 مليون شخص فقط في الأيام العشرة الأولى من الحرب بين روسيا وأوكرانيا ، وهذا العدد الضخم من اللاجئين مرشح للزيادة ، كون الازمة تأخذ شكلاً جديدًا من اشكال الحرب المزدوجة بين العسكري والمدني ، باستخدام اللاجئين كورقة ضغط من الناحية ” الاقتصادية ” كارتفاع نسبة البطالة والتضخم للدول الجارة التي تحسب في خانة الدول المعادية و ” امنية ” كدخول وانتشار الجريمة المنظمة والإرهاب .
يتذكر الكثير منا الازمة التركية مع اوروبا ، عندما سمحت تركيا بمرور الالاف من اللاجئين السوريين والعراقيين والافغان وغيرهم للتوجة نحو الحدود اليونانية الاوروبية بهدف الهجرة إلى أوروبا ، والنتيجة كانت صعبة ومكلفة على اليونان اولا ومن ثم على الاتحاد اوروبي ، حيث استخدمت الحكومة التركية قضية اللاجئين كتقنية بشكل غير خلاق خاصة بطابعها الجماعي ، وحولتها الى سلاح ضغط وعنصر من عناصر الابتزاز المفتوح بينها وبين اوروبا .

في الوقت الحاضر اضطرت السلطات التشيكية إلى إعلان حالة الطوارئ بسبب العدد الهائل من اللاجئين الوافدين من أراضي أوكرانيا ، وبالأمس انتظر حوالي ألف عراقي وسوري في مينسك لعبور الحدود إلى ليتوانيا من بيلاروسيا وهم يحلمون بدخول الاتحاد الأوروبي ، لم تستقبل ليتوانيا مثل هذا العدد من المهاجرين ، وتحول الوضع بالنسبة لها الى ازمة كبيره جدا ، حيث فرضت السلطات الليتوانية حالة الطوارئ في البلاد وطلبت المساعدة من الاتحاد الأوروبي ، ومن وكالة الاتحاد الأوروبي لأمن الحدود الخارجية (فرونتكس ) المساعدة العاجلة، بينما اعتبر البرلمان الليتواني أن هذه الهجرة غير الشرعية ليست أكثر من عدوان موجه ضد أمن ليتوانيا ، فما بالنا عندما يكون الحديث عن ملايين اللاجئين وفي وقت قصير .
تحمل قضايا اللجوء ابعاد وتحديات استراتيجية أمنية واقتصادية واجتماعية وسياسية للدول المستقبلة ، مع ان اللجوء بحد ذاته قضية إنسانية لا يجب تسيسها ، لكن بعض الدول تحولها الى اوراق ضغط و ابتزاز ونوع جديد من التهديدات .
الخوف اليوم من استغلال ورقة اللجوء الاوكرانية الضخمة من قبل عصابات الجريمة المنظمة والارهاب ، كما ان مشكلة تدفق السلاح والمقاتلين المتطوعين الى اوكرانيا خطرة و معقدة ، اما ” الكابوس ” الحقيقي لأوروبا من وجهة نظري هو فتح اوكرانيا باب المقاتلين المتطوعين واحتمالية التقاء مصالح المقاتلين الاوربيين مع مصالح بعض المتطرفين من الشرق الاوسط وافغانستان المتخفيين في اوروبا ، حينها كل اوروبا ستكون في خطر .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى