أخبارثقافة

الحب في زمن الحرب

\”الحب في زمن الحرب\” “عيد الحب”…!!
بقلم:- محمد سعد عبد اللطيف، مصر،

مع مناسبة عيد الحب، وفي ظل عالم مادي بحت متوحش من الرأسمالية ، وفي ظل غياب التسامح والحب بين شعوب الأرض من صراعات دموية وقتل، وثقافة الكراهية،
وبمناسبة، عيد الحب الذي لا يعرف عقيدة ولَا لوْنًا، ولَا عِرَقًا ، ولَاوطنًا ولَادِينًا
وفي سياق ذلك أكتب واقع لقصة حقيقية كنت حاضر أحداثها.،
الزمان والمكان مدينة \”برلين\” في بداية الألفية الثانية وبالتحديد في/ خريف عام 2000/ اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية. داخل الأراضي المحتلة، لست هنا للكتابة عن رواية أو سرد لقصة، ولكن قصة حقيقية وواقِعًا خفِيًّا، كُنتُ شاهد علي أحداثها، ولكن قصة حب بالفعل الأغرب بين صاحب “قضية وقيادي
سِجْنٌ فِي السُّجُونِ الإسرائيلية،
وبين فتاة يهودية عاشت سنوات في \”تل أبيب\” قبل أن تستقر في ألمانيا…؟ هل الحب يكسر كراهية الشعوب
ويتحدى الرصاص
وإراقة الدماء والسلاح والدخان…؟
في منطقة \”هيرمان بلاتز \” أو كما كان يطلق عليها “بيروت الصغرى” \”لكثرة المحالّ العربية والمقاهي العربية\” في جنوب شرق مدينة
\”برلين\” المكتظة بالمهاجرين من الفلسطينيين بعد اجتياح إسرائيل للبنان، هاجر عدد كبير من المقيمين في مخيمات فلسطينية في لبنان إلى ألمانيا، جمعتنا الصدفة مع شاب فلسطيني في العقد الرابع من العمر علي مقهى \”أم كلثوم\” في شارع[ الزوين آليه] دار حديث بيننا عن الانتفاضة في الأراضي الفلسطينية، عرفني بنفسه (أحمد أبو الحاج) قيادي في 《حركة فتح》 تم القبض عليه في عملية إنزال من قوات الصاعقة الإسرائيلية في مزارع جنوب لبنان تم إعتقالة وأسرة في سجن \”عتليت\”، وبعد اتفاقية إخراج قوات حركة فتح وبعض الفصائل الفلسطينية إلى (تونس)، كان أحمد أبو الحاج من ضمن صفقة خروج المحتجزين داخل السجون الإسرائيلية إلى تونس، سافر إلى ألمانيا وقدم طلب اللجوء إلى السلطات الالمانية، بعد حوالي شهر من التعارف، كنت في حاجة الي سكن آخر، إتصلت هاتفيًّا أسألة عن سكن، بعد ساعة حضر وتقابلنا علي المقهي واخرج من الجاكت مفاتيح شقة شقيقة المحبوس علي ذمة قضية: (معاداة للسامية)، جمعتنا صداقة قوية، وبدأ حديثنا يقترب الي أمور شخصية،
اصطحبني الي كافية ومطعم الماني، صاحبة المكان (سارة) فتاة في العقد الثالث من العمر، بدأ يحكي عنها وعن قصة حب بينهما، وبعد دقائق حضرت بنفسها وجلست معه دقائق وقامت بنفسها لتقديم الطلبات لنا رغم انها صاحبة المكان، ولا تقوم بأعمال الخدمة، جلست في مكانها، والعيون تتحدث فقط بينهم، استمر ذلك مرات عديدة في حضوري معة، ولكن كانت القضية الفلسطينة وإيمانة وثقافتة حاجز بينهم، وما يدور من احداث اثناء الأنتفاضة، كانت حاجز مانع من الأقتراب منها في الزواج، كانت تحاول بكل الطرق الإقتراب منه، كان يعيش صراع داخلي بين الحب وبين قضيتة وهويتة وثقافتة، وبين حب وثأر لمن اخرجوا اهلة الي الشتات والتشرد، وبين سارة الحب وبين سارة العدو، رغم انهم علي ارض اخري ولكن الحب جمعهم في زمن الحرب…؟
هنا تذكرت رواية للكاتب والروائي/ كلود سيمون/ الحائز على \”جائزة نوبل\”
\”صخب الصمت\” يقول:-
أن الرواية ليست سَردًا ومغامرات بل مغامرة السرد،. رغم أن سارة
لم تطلق رصاصة واحدة، كما جاء في سياق، رواية \”صمت البحر\” ولا معارك سلاح ودخان في رواية مقاومة احتلال نازي:
هناك الصمت الجارح بين الضابط النازي والفتاة الفرنسية أيام احتلال باريس، كما كان يحدث بين \”أحمد وسارة\” إن رواية {صمت البحر} للكاتب \”فيركور\” وهو اسم مستعار، وما زال هناك خِلَافًا
بين النقاد من هو صاحب الرواية الأصلي،، خلال الاحتلال النازي
لباريس عام 1941/ وزعت كمنشور سري،
عن دار نشر سرية \”عندما يهدد الوطن لا معنى لخلافات العقائد تلك الأوقات لأن الجميع في حالة تهديد وجودي وحالة\” اقتلاع \”يتطلب\” التشبث \”بالجذور أمام أية عاصفة.
رواية\” صمت البحر \”أجمل رواية مقاومة في تاريخ فرنسا والعالم وهي قصة حب بلا شعارات ولا خطابات ولا الطنين العالي الذي يفسد العمل الأدبي
ومن دون ذكر لمفردة مقاومة أو سياسة أو حرب أَيضًا ولكن في الحركات والإيماءات والنظرات والجمل المقطوعة نلمس من خلال تعامل الفتاة وعمها مع\” الضابط النازي \”عمق الرفض المجسد في ذلك الصمت المدوي
رغم الحب الذي بدأ ينشب بين الاثنين لكنه حب بلا تعبير ولا أمل أَيضًا،،،
الحب كالأرض لا يتأسس على الإكراه \” الحرية \”هي في الأصل قصيدة حب لكنها ألقيت بالمظلات على رجال ونساء المقاومة الفرنسية في الغابات. إن الرواية تتحدث عن رجل فرنسي يمتلك بنسيون وابنة أخيه
في الريف عندما يقيم ضابط ألماني بِضْعَةٍ أَيامٍ في البنسيون وهو مثقف
قرأ كثِيرًا ويكره النازية والحرب لكن مشاعر القلب خارج الحرب والسياسة والعرق والدين والقومية وتخترق كل الحدود،
لكن لا كلام بين الضابط والفتاة عد النظرات ورعشة الأصابع والصمت، كل ذلك كان بين (أحمد وسارة)
ومن يعرف ماذا يجري تحت قيعان الصمت والنظرات…؟.
حين يتضخم الصمت يصبح .دوِيًّا وضجِيجًا ورفضًا..،
الكاتب\” فيركور \”هو فنان ورسام وشاعر وقال: بعض” الْكِتَابُ” إن اسمه الحقيقي\” جان بروليه \”،
لكنه استعمل هذا الاسم أثناء المعركة الفرنسية
والمعركة الكبيرة بين النازيين والمقاومة الفرنسية. إنها
رواية مقاومة بالمعنى العميق والإنساني: تنافر بين عقليتين وهدفين ورؤيتين للحياة: محتل وفتاة فرنسية، والسلاح هو الصمت، الإنكار، والسخط، حتى يقول الضابط النازي بعد معاناة طويلة مع هذا الصمت وتضارب المشاعر أنه سيطلب نقله إلى الجبهة ليعيش الجحيم، أفضل من هذا الصمت. أية محنة بين رجل وجد نفسه في حرب لا يؤمن بها وبين فتاة تجد نفسها
مرغمة على الصمت والكبت…؟
هل هي مقابلة بين فرنسا وألمانيا…؟ من غير الصحيح وضع الشخصية الإنسانية في قالب نمطي عام، لا يكون العسكري مُؤْمِنًا بِالحربِ دائِمًا وليسَ الطبِيبُ شَرِيفًا دائِمًا وقَد يُخفِي أشْياء، وليسَ المُتديِّنُ فِي جَمِيعِ الأحوَالِ صَادِقًا بَلْ قَدْ يَكُونُ مُلْحِدًا وشِريرًا ونصابًا..!!
في اليوم الأخير يغادر الضابط المهذب، يلقي تحية الوداع بحزن،
تنهض خلفة واقفة لكن مرة أخرى الصمت لكنه المخفي صراخ القلب
في أقسى تناقضاته. حين يعاد…صراخ القلب.حين يغادر البنسيون تصدر من الفتاة حركة خافتة مرتعشة وتندفع خلفه للمرة الأولى للشارع وهو يركب، \”الجيب العسكرية\”
صَارَا وجهًا لِوَجهٍ. مِنْ الصَّعْبِ أَنْ يَكُونَ اللقَاءُ افتِرَاقًا. ونهاية مفتوحة. التي تحولت إلى فيلم ملحمي عام 2004 وإلى مسرحية،
وللآسف نعيش مأساة من احتلال في ظل غياب رواية عربية تحاكي الواقع من خفايا قصص من الحب لشباب عرب، تزوجوا إسرائيليات،،،!!
محمد سعد عبد اللطيف ،كاتب وباحث مصري ،
متخصص في علم الجغرافيا السياسية،،

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى