في الواجهة

الجالية الجزالرية بستراسبورغ تحيي الذكرى الـ68 لاندلاع الثورة التحريرية, ثورة الفاتح نوفمبر 1954 في جو عائلي معية الأسرة الثورية.

الجالية الجزالرية بستراسبورغ تحيي الذكرى الـ68 لاندلاع الثورة التحريرية, ثورة الفاتح نوفمبر 1954 في جو عائلي معية الأسرة الثورية. 

لا يختلف إثنان أن الأول من نوفمبر تشرين الثاني هو اليوم الوطني الجزائري الثوري التاريخي, وهو ذكرى إندلاع ثورة التحرير الجزائرية ضد الإحتلال الفرنسي عام 1954, ذكرى تاريخة غالية لايمكن لها أن تمر مرور الكرام دون إحيائها. 

إن الثورة الجزائرية من أهم الثورات الشعبية الجماهرية المعاصرة في القرون الماضية التي كان لها الاثر البالغ في دحر و رد الإستعمار الغاشم, سواء على المستوى الوطني أو الاقليمي الجواري أو المستوى الافريقي وحتى أمريكيا الأتية وغيرهم من الشعوب. والتي كانت للشعوب المضطهدة المستعمرة التي تنشد الحرية والإستقلال كما يشهد زعمائها وقادتها يومها. ونظرا لأهمية هذه الثورة المباركة الفريدة من نوعها. فمن الضروري كان لقاداتها و زعمائها و منظميها و المفكرين فيها أصلا . القيام بدراسة شاملة قبل تنفيذها لكل التطورات السياسية والجيوسويولجية وغيرها التي سبقت إندلاعها وإنطلاق شرارتها الأولى من عاصمة الأواس الأشم, بكلمة السر عقبة وفاتح منتصف ليلة الفاتح نوفمر 1954 الموافق لليلة الأثنين 12 ربيع الأول ليلة ميلاد الحبيب المصطفى رسول الله سيدنا وحبيبنا محمد صلوات ربي وسلامه عليه. إضافة إلى كيفية سر وتطبيق علميات وآليات ساعة إنطلاقها وكافة الإجراءات التي صاحبت هذه الثورة المباركة ثورة بلد المليون ونصف مليون شهيد رحمة الله عليهم جميعا. و نظرا لتذمر الشعب وتعبه من قهر الإستعمار كان لزاما التفكير في ثورة عارمة فكان لها ما خطط لها. 

أسباب إندلاع الثورة الجزائرية: 

إن عناصر حرب التحرير لا تخلو من الأساب الأهداف وغيرها ومن بينها. والتي لا تنحصر القائمة في سبب واحد أو إثنان بل لعدة أسباب، ومن هذا المنطق يمكن القول أن من الأسباب هو عقم المقاومات السلمية وفشل المؤتمرات الدولية والمباحثات مع فرنسا والدول الغربية الكبرى في تحقيق إستقلال الجزائر. 

ومن أبرز الأسباب أيضا:  

فشل سياسات حكومة الإحتلال الفرنسي بتوفير حياة كريمة للشعب الجزائري، والنقص في الخدمات الأساسية، إضافة إلى عجز إصلاحات هذه الحكومة في تحسين أوضاع الناس المعيشية. رغبة الشعب الجزائري بالتحرر والعيش بكرامة، خاصةً بسبب جهود المحتل الفرنسي في محاولة طمس ومحاربة وتعاليم معالم الموروث الديني الإسلامي والهوية والقومية العربية في المدن الجزائرية، وإعتماده للغة الفرنسية لغةً رسمية، إضافة إلى منع تعليم اللغة العربية والتعليم القرآني وغلق المساحد والكتاتيب وسجن معلميها و تهجيرهم و تشريدهم و نفيهم. الأزمة السياسية التي عرفتها الأحزاب وإتقسامها. ومع تنامي وإنتشار حركات التحرر من الإستعمار في معظم العالم العربي. 

إحياء ذكرى إندلاع ثورة التحرير الفاتح نوفمبر. 

إن إحياء الجالية الجزائرية بكل ربوع الوطن وخارجه عامة وبستراسبورغ خاصة الذكرى 68 إندلاع حرب التحرير, كبقية الجزائريين, وتخليد الذكرى, لكون يعد هذا اليوم من كل عام يوم تاريخي محض, يوم إستذكارا لوقائع محطات فترة الإحتلال الفرنسي للجزائر دامت قرن واثنان وثلاثون 132سنة, كللت في نهايتها بحرب ضرووس, جد طويلة لسبع سنوات ونصف نتيجة تركمات فاقت حقيبتها أكبر الجراح والحرص على إستئصالها وقلعها من جذورها. 

إحياء قنصلية ستراسبورغ للذكرى 68.  

على غرار باقي السفارات والقنصليات الجزائرية والثمثليات الدبلوماسية، كغيرها أحييت القنصلية الجزائرية العامة بستراسبورغ فرنسا الذكرى الثامنة 68 والستين لإندلاع ثورة أول نوفمبر 1954 التحريرية المظفرة، جاءت الذكرى هاته في ظل الجزائر الجديدة و تميزت الإحتفالات هاته السنة المخلدة للذكرى 68 لإندلاع الثورة التحريرية المجيدة, في جوها مميز تزامنت بالفرحتين فرحة الذكرة وفرحة إحتضان الجزائر بلد المليون و نصف مليون شهيد إجتماع القمة العربية للم الشمل, قمة إمتزجت فيها الذكرى بذكريات البطولة والكفاح وتحرير الشعوب.  

وكباقي جهات الوطن داخله وخارجه. لم تتخلف الجالية الجزائرية وأبناؤها بفرنسا عامة وبستراسبوغ بمنطقة الآلزاس عاصمة الإتحاد الأوروبي عن الركب خصوصا، إذ أحيت الدالية الجزائرية بستراسبورغ سواء المقيمة بها او بضواحيها ولاسيما الوافدين من كال وغيرهمن المدن الآلمانية المجاورة او من ميلوز وماتز بفرنسا أين اجمتع الجزائريون ببعضهم البعض . أحيث هي الأخرى بدورها الذكرى السنوية في حفلها الوطني ككل سنة على خطى السلف من الأسرة الثورية برمتها. حيث سطر للذكرى برنامجا خاص بالمناسبة، أين كان السيد القصل العام شخصيا وطاقمه الموقر في إستقبال الجالية بأنفسهم بمدخل القنصلية والترحيب الحار بهم, حيث تضمن البرنامج في محتواه العام، فقرات بسيطة من حيث نوعها وكبيرة من حيث محتواها ومغزاها الثوري, كانت بدايته بنشاط تاريخي في فضاء القنضلية أين إجتمع الأبناء والأحفاد من سلفهم من الرعيل الأول للأباء والأجداد لثورة التحرير الوطني بالخارج من مجاهدين وقدماء أعضاء الفيدرالية بفرنسا منهم كل من العم الحاج إسماعيل عمراني والحاج أحمد والعم عبد الحميد وغيرهم, أين كانت لهم مداخلات عن مسار ثورة التحرير بأرض المهجر خارج الوطن وسبل محطات سيرها خلال سنوات الحرب وما تكبدوه من معاناة وسجن وتعذيب وتشريد وما شابه ذلك من باقي وسائل الإكراه إلخ….. كما كان لهم الإدلاء بشهادتهم الحية بحضور جموع الحاضرين للتذكير بمآثر مجاهدينا الأشاوس وشهدائنا الأبرار، وبالإنتقال لقاعة الإجتماعتات والنشاطات التي إكتظت عن أخرها هاته السنة والتي كان عدد الحضور بها بكثرة عن السنوات الأخيرة وبذلك بفرحة الجالية وشهادة الجميع بالسير الحسن لأعضاء القنصلية وتسيهل الخدمات لهم والإستحسان الذي لقيوه من خلال تتردهم عليها ومعاملتهم الخدماتية والوقوف الشخصي للسيد القنصل العام للإشراف على ذلك. حيث إنتقل إليها جمع الحضور. أين تم عرض شريط ثوثيقي لمسار مراحل الإحتلال الفرنسي والمقاوامات الشعبية وأبطالها الثوريين من أبطال المقاومات الشعبية بداية من مؤسس الدولة الجزئارية الأمير عبدالقادر ,الشيخ المقراني, الشيخ بوعمامة بوبغلة, لالة فاطنة نوسمر , الشيخ بوزيان و يحي محمد البوزيدي ثورة العامري بالواحات ببسكرة, مقاومة التيطري إلخ… إلى غاية إندلاع حرب التحرير وأبطال الأشاوس رحمهم الله العربي بن مهيدي وغيرهم إضافة لمعرضنا الخاص بالتعريف بالثورة التحريرية الحقبة الإستعمارية من 1830إلى1962 بداخل وخارج الوطن لاسيما مشاركة الجالية بالجنوب ودول الجوار لكل من المغرب تونس ليبيا مالي النيجر وغيرهم . وبحلول ساعة لإنطلاق الحفل ومن تنشيط الأستاذ بن أوذينة فريد نائب القنصل العام بتحية الحضور وعرض فقرات البرنامج ,أستعد الجميع للوقوف لنشيد قمسا كاملا بمشاركة جماعية بحناجر ذهبية صادحة رجال ونساء وأطفال, نتشيد تفاعل معه الجميع متأثرا بدموع مرورقة لايمكن توقيفها. أحيلت الكلمة للأستاذ موساوي عبد العزيز القنصل العام في إلقاء كلمة ترحيبة بالجميع شاكرا إياهم على تلبة الدعوة والمشاركة الفعلية للمناسبة الوطنية في إحياء ذكرى غالية على قلوب كل الجزائريين بجميع أطبافهم, مستهلا مداخلته هو الآخر بإيسهاب بالتذكير بمراحل الإحتلال الفرنسي للجزائر وللجرائم المرتكبة على كل الشعب الجزائري و ربوع الوطن الحبيب مذكرا بالمجازر المروعة ضد الشعب, منها على سبيل المثال لا الحصر محرقة الأغواط سنة 1872 إلى نهاية المجازر مثل عملية اليربوع الأزرق سنة 1962 برقان بولاية ادرار اقصى الجنوب الجزائر وصحرائه الشاسعة التي باتت أرض محرقة محرم العيش فيها و إستفلالها رحم الله شهداتا, كما كان للجانب الفني الأدبي جيز من النشاط بإلقاء قصيدتنا بعنون نوفمبر تاريخ فخر الأمة على صيحات الله أكبر, كما أهديث بالمناسبة نسخة من مؤلف بعنوان قطوف دانية لصاحبة العلامة فضيلة الشيخ الحاج الأخضر بن قويدر الدهمة أحد قامات ولاية غرداية بجنوب الجزائر لتدعيم مكتبة القنصلية العامة للتعريف بأعلام ومشايخ الجزائر عامة لأبنا الجالية و توفير المادة العلمية لطلبتنا وباحثينا منهم. وعودة للنشاط بتبادل الحديث عن ثورة التحرير الذي لا يمل منه حيث شيق دون شجون بين أبناء الجالية ومجاهدينا الأشاوش شهود الأعيان بأرض الميدان بأرض المهجر حفظهم الله ورعاهم وأمدهم بموفور الصحة. وإقتراب ختام إتمام البرنامج وقف الجميع في دقيقة صمت ترحما على أرواح شهدائنا الأبرار و قراءة فاتحة الكتاب وإختتم بدعاء شمل من العم الحاج إبراهيم بلعطوي أحد قامات الجالية ونشطائها البارزين بستراسبورغ. 

وفي أخير كلمة للسيد القنضل العام شاكرا الجميع ومهنيئا إباهم بمناسبة الذكرى الغالية لإندلاع ثورة التحرير والتي يستخلص منها كثير من العبر والنصائح والتوجيهات و لاسيما الصبر والتضحية في سبيل مصلحة الوطن مصلحة الجزائر أولا وقبل كل شيء والحفاظ على وحدة صفوفه. 

وككل مناسبة وعلى ضوء إكراميات الضيافة دعي الجميع لما لذا وطاب مما أعدته وحضرته أنامل حرائر الجزائر من حليوات و منوعات تقليدية التي تقاوم ولا يكمن تغاضي النظر عنها وفي ضيافة القنصلية من مشروبات مميزة لاسيما كؤوس الشاي الجزائري وفناجين القهوة بل أكوابها الحالية إلتف الجميع لتناولها وتذوقها. 

وعلى تبادل أرقام الهواتف والعنواين وتحديد مواعيد للزيارات وتبادل بين الأهالي و الأسر والأصدقاء والصور التذكارية لمرافقنا الأخ سديرة صديق وللأخ صالح بن دريس موثق الاحداث ومفرح ومسعد الحضور بإدخال ابهجة وتاسرور إلى قلوبهم بإلتقاط أروع الصور لهم الجماعية والفردية والشخصية خاصة, من كل الزوايا أسدل الستار على طبعة الذكرى 68 لإندلاع حرب التحرير بالقنصلية العامة بستراسبورغ فرنسا عاشت الجزائر حرة أبية كل عام وهي وشعبها بخير المجد والخلود لشهدائنا الأبرار. 

الأستاذ الحاج نورالدين أحمد بامون –  ستراسبورغ فرنسا. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى