أحوال عربيةالمغرب الكبير

خلطة دينية للسياسة التوسعية للمغرب

زكرياء حبيبي

بتاريخ 30 يوليو 2022، دعا محمد السادس أبواقه الدعائية، بمناسبة الاحتفال بعيد العرش، إلى الكف عن مهاجمة الشعب الجزائري، واصفا إياه بالشقيق.

هذه “اليد الممدودة” الزائفة، كانت تهدف إلى تضليل الجزائريين إزاء القرارات التي تتخذها السلطات الجزائرية العليا.

ونفس هذه “اليد الممدودة” الزائفة، التي عبّر عنها محمد السادس، وأعقبتها بعد بضعة أيام، تصريحات عدائية صريحة ومباشرة، كان بطلها الممثل المغربي لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، الذي أعطى لنفسه الحق في دعم حركة “الماك” الإرهابية، التي لعبت دورها التخريبي والإجرامي، المتمثل في حرائق الغابات المدمرة، والتي مسّت عديد ولايات الوطن، دونما نسيان، الاغتيال الحقير، لجمال بن اسماعيل في 11 أكتوبر 2021، الذي صدر أمر القضاء عليه من المغرب.

هذا العام، نشهد نفس السيناريو البذيء، والإخراج السيّئ “لليد الممدودة” المسمومة، لملك باع نفسه وضميره ودينه، وحتى بلده وشعبه، “يد ممدودة”، تلتها بعد أسبوعين تصريحات ذات خلطة دينية، صادرة من رئيس اتحاد العلماء المسلمين، أحمد الريسوني.

 هل يجرؤ الريسوني، على عصيان ملكه؟ بالتأكيد لا.

يعود البيدق الديني إلى ملف توسعي قديم، يوضح بشكل جيد معاناة النظام الإقطاعي الجديد ونظام العصور الوسطى، . ومن الواضح أن المخزن يريد تصدير أزماته الاجتماعية والاقتصادية والسياسية الخطيرة، وكذلك حرب “الأشقاء” لخلافة محمد السادس داخل القصر الملكي، وفي الخارج، وليس هناك أفضل من ديني غبي، تحول إلى جندي عند ملك منبطح للصهاينة، للدعوة إلى مسيرة جديدة “لاستعادة” موريتانيا والصحراء الغربية وتندوف الجزائرية.

من الواضح أن المخزن يريد تشتيت الرأي العام المغربي، من خلال استفزاز جيرانه المغاربيين، أي موريتانيا والجزائر، اللذين تعترف الأمم المتحدة بحدودهما وتصدق عليهما جيدًا، وبالتالي تعترف بالحدود الموروثة عن الاستقلال. أما بالنسبة للحدود الجزائرية المغربية، فقد وقّع البلدان اتفاقيات الصخيرات لترسيم الحدود بين البلدين، التي صادق عليها الجانب الجزائري، على عكس الجانب المغربي الذي لا يزال رهينة سياسته التوسعية، والتي أكدتها حرب الرمال عام 1963 والاعتداء المغربي على الجنوب الجزائري بعد عام من استقلال الجزائر المكتسب غاليا.

من بنكيران إلى الريسوني

في العام الماضي، هاجم رئيس الحكومة المغربية السابق ورئيس الحزب الإسلامي لحزب العدالة والتنمية، الجزائر، مطالبا بتندوف وبشار، لإخفاء ولاء حزبه السياسي للإملاءات الصهيونية، مع العلم أن الموقع على اتفاقية التطبيع مع الكيان الصهيوني في ديسمبر 2020 ليس سوى سعد الدين العثماني، الذي أكد قبل أربعة أشهر أن حزبه لن يخون القضية الفلسطينية أبدًا. !

يسير أحمد الريسوني على خطاه، ويحاول أن يأخذ الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين كرهينة، مثل ملكه الذي قزّم لجنة القدس التي يرأسها، والتي ظلت صامتة في وجه العدوان الصهيوني على الأماكن الإسلامية المقدسة في القدس الشريف، والإبادة الجماعية للفلسطينيين والأطفال وكبار السن والنساء في قطاع غزة وفي الأراضي الفلسطينية المحتلة.

الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يتبرأ من الريسوني

في بيان صحفي صدر مباشرة بعد التصريحات الاستفزازية لهذا الريسوني، تبرأ الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، من موقف وتعليقات أحمد الريسوني، معلنا أن التعليقات التي تم التعبير عنها هي مسؤولية قائلها وحده. بل إن الأخير متهم بدعم الإرهاب الدولي الذي كان سبب كل المآسي في ليبيا وسوريا واليمن.

المغرب تحت الوصاية الصهيونية

.

الداعية المغربي الذي يدعو إلى مسيرة جديدة لاحتلال الأراضي الصحراوية والموريتانية وجزء من التراب الجزائري، هل يدرك أن قائده قد سمح للتو للصهاينة بالاستحواذ على أراض في المغرب؟، وفق استراتيجية نظام الفصل العنصري في تأمين البديل. أي أرض بديلة، في حال ما إذا طُرد الصهاينة من الأراضي الفلسطينية المحتلة.

على الريسوني أن يستيقظ من نشوته كأحد أبواق وبيادق جلالته، ليرى عن كثب إنشاء المستعمرات الصهيونية على أرض رئيس لجنة القدس. ولمعرفة المزيد، سيتعين عليه القيام برحلة إلى تافيلالت، التابعة لإقليم الرشيدية.

الكيان الصهيوني والمغرب والإستراتيجية التوسعية

يشترك الكيان الصهيوني والمغرب في نقطة أساسية، وهي أن الكيانين ليس لهما دساتير، ترسم حدودهما الجغرافية، على عكس جميع دول العالم التي يعرف مواطنوها حدود دولهم جيدًا.

ويهدف الكيان الصهيوني إلى بناء إسرائيل الكبرى، من خلال استعمار لبنان وسوريا والأردن والعراق وحتى مصر، بينما يحلم حليفه المغربي بالصحراء الغربية وموريتانيا ومالي والسنغال وجزء من الجزائر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى