أحوال عربية

من كفر قاسم الى غزة ..الهمجية الصهيو أمريكية تتعاظم !

من كفر قاسم الى غزة ..الهمجية الصهيو أمريكية تتعاظم !

احمد الحاج
توقيتات عجيبة ولافتة ،خسوف للقمر،وحلول الذكرى الـ 67 للعدوان الثلاثي على مصر،ومثلها لذكرى مذبحة كفر قاسم، كلها تأتي بالتزامن مع الهجوم البري الصهيوني الغاشم بأسلحة أمريكية على قطاع غزة ضمن ما يسمى بـ”عملية السيوف الحديدية..الصدئة”ردا على “طوفان الاقصى “.
وأنا اكتب مقالي أو بالأحرى أسطر”مرثيتي” أضع بين يدي حصيلة العدوان الصهيو -أمريكي التي كشفت عنها الصحة الفلسطينية في قطاع غزة و قد بلغت منذ السابع من أكتوبر 7703 شهداء ، بينهم 3195 طفلا،و1863 امرأة ، فضلا عن 19 ألفا و743 جريحا ،فيما تلقت الوزارة 1800 بلاغ،بينهم 1000 بلاغ عن أطفال مفقودين تحت الأنقاض، وفي ذهني تساؤل مؤرق مشروع “ترى أصحاب المعالي والجلالة والفخامة والسمو العرب وبقية الكنى والألقاب الكبيرة التي لاتتناسب مع الواقع العربي الحالي اطلاقا ، زيادة على محاور المقاومة والصمود والممانعة والتصدي والاعتدال والتي لطالما صدحت بالقدس وفلسطين والاقصى في وسائل الإعلام ومواقع التواصل،مضافا لها الجامعة العربية،ومنظمة التعاون الاسلامي كل أولئك وباللهجة الدارجة ..ووووين؟!”.
ويجب أن لانذهل عن أن ما يجري اليوم من تطهير عرقي ، وابادة جماعية في قطاع غزة بالعتاد والسلاح والذخيرة والمشورة الامريكية اضافة الى الفيتو وما أدراك ما الفيتو، إنما تمثل امتدادا لسلسة لاحصر لها من المجازر التي ارتكبها الكيان المسخ على مدار 75 عاما، ولعل من المفارقات أن الاجتياح البري والمذابح التي ترتكب في قطاع غزة تأتي متزامنة مع مذبحة ” كفر قاسم ” في الـ 29 من اكتوبر عام ١٩٥٦، والتي سبقتها مذبحة دير ياسين في 9 /نيسان / 1948 والتي انتهت بنحر ما بين 250 و300 فلسطيني مثلت العصابات الصهيوني بجثثهم ، هذه المجزرة التي قال فيها الشاعر الفلسطيني لطفي الياسيني،في قصيدته “بكائية على قرية دير ياسين ” :
يا دير ياسين يا جرحاً غدا فينا
رغم المعاناة …مازلنا براكينا
اليوم ذكراك …ذاكرتي لتسعفني
مازلت أذكر …والأعوام تقصينا
مرورا بـ”مذبحة الطنطورة “في آيار / 1948 والتي انتهت بإعدام 200 فلسطيني رميا بالرصاص على يد جنود الكتيبة (33) من لواء إسكندروني ، وقد تناول المجزرة المخرج ألون شوارتز، في فيلم وثائقي بعنوان “الطنطورة” استعرض خلاله بعض شهادات مجرمي الحرب ممن بلغوا من العمر عتيا .
كذلك مذبحة “بحر البقر” في نيسان / 1970 حين اغارت المقاتلات الصهيونية وقصفت بالصواريخ “مدرسة بحر البقر الابتدائية”،بمحافظة الشرقية في مصر لتقتل 20 تلميذا من طلاب المدرسة وتصيب العشرات من زملائهم بجروح مختلفة.
ولله در الشاعر الشعبي محمد طه البدحي ،القائل في المجزرة :
فاكرين عيال بحر البقر؟
إقرا وسمعنا الخبر
إفتح وفرجنا الصور…
الى أن يقول : ولسه بيقولوا سلام
وعقدوا قمة الزعامات
بيانات وشجب وشعارات
عايزنا نخضع منُ سكات
عالم ضميرهم ضاع ومات..
كذلك مجزرة قانا الاولى في 18 نيسان / 1996 حين قصف الطيران الصهيوني مقرا تابعا لقوات اليونيفيل في قرية قانا جنوبي لبنان بعد لجوء المدنيين إليه خلال عملية أطلق عليها “عناقيد الغضب”ضد لبنان، وأدى قصف المقر إلى استشهاد وإصابة ما يقرب من 250 شخصا من المدنيين معظمهم من النساء والشيوخ والاطفال ، وكعادتها فإن امريكا أجهضت قرار ادانة الكيان اللقيط في مجلس – العفن- الدولي باستخدام حق – الفعص – الفيتو!
كذلك مجزرة قانا الثانية في تموز 2006 أثناء العدوان الصهيوني على لبنان،وقد سقط من جرائها ما يقرب من 55 شخصا جلهم من النساء والأطفال .
مجزرتان وحشيتان قال فيهما وبما سبقهما وما بعدهما الشاعر طارق آل ناصر الدين:
الحرم الإبراهيميُّ ، كنيسة سيّدةِ الذوق
ﭐلنبطية ُ،صبرا وشاتيلا ، بحرُ ﭐلبقرِ
كْـفرمتىّ ،ﭐلكَفْرُ ، ﭐلديرُ، ﭐلسمُّوعْ …
تزداد مجازرُهُمْ ، وخناجرُهُم
تتّسع مقابرُنا وحناجرُنا
ويضاف ﭐلحفّارون وملتزمو دفنِ ﭐلشهداء
إلى قائمة ﭐلميسورينَ وأصحاب ﭐلرأي المسموعْ ..
كذلك مجزرة جنين للفترة بين 1 -11 نيسان /2002 والتي انتهت بـ 500 شهيد بحسب السلطة الفلسطينية ، وقال فيها الشاعر هيثم فهد :
أيها السادرونَ في القبةِ الحم ..راءِ من طنجةٍ إلى بغدادِ
ألبسَتكم جنينُ حلةَ عارٍ ….ثم راحت تجرُّ ثوب الحِدادِ
وقبلها مذبحة اللد ” في تموز 1948 على يد العصابات الصهيونية بقيادة الاعور الدجال موشيه دايان، والتي انتهت بـ 426 شهيدًا بينهم 176 قتلوا داخل “مسجد دهمش”.
كذلك مجزرة ” قرية الدوايمة “بقضاء الخليل في 29 تشرين الأول / 1948 على يد كتيبة الاجتياح رقم (89) التابع للواء الثامن والتي انتهت بقتل نحو 80 – 100 شخص وجرح العشرات وتهجير البقية .
وعلى ما يبدو فإن قصيدة مظفر النواب،وبرغم قدمها ستظل تتجدد مع كل مذبحة صهيونية ومجزرة ترتكب في فلسطين الحبيبة :
القدس عروس عروبتكم
فلماذا أدخلتم كل زناة الليل إلى حجرتها
ووقفتم تسترقون السمع وراء الأبواب لصرخات بكارتها
الى أن يقول :
لست خجولا حين أصارحكم بحقيقتكم..
إن حظيرة خنزير هي أطهر من أطهركم
اليوم تمر على العالم العربي والإسلامي الذكرى الـ 67 لمجزرة كفر قاسم ،هذه المجزرة التي تم الكشف عن تفاصيل جديدة بشأنها العام الماضي 2022 بتوجيهات مباشرة من الرقابة العسكرية الإسرائيلية قضت برفع السرية عن بروتوكولات بعضها عبارة عن شهادات مرتكبي المجزرة في أول أيام العدوان الثلاثي على مصر في ٢٩ / تشرين الأول / ١٩٥٦عقب قرار تأميم قناة السويس ، وعند سؤال أحد مرتكبي مجزرة كفر قاسم عن الاسباب الدافعة لقتل وإصابة عشرات المدنيين العزل بدم بارد قال الضابط المتقاعد يِسفار شيدمي ” كنا نفضل هرب العرب من المثلث الحدودي ولاشك أن قتل المزيد منهم هو بمثابة وسيلة رعب من شأنها دفع البقية للهرب نحو الأردن في حال ترك الجهة الشرقية مفتوحة( تماما كما يحدث اليوم في غزة حيث مجازر بشعة مع فتح معبر رفح لتسهيل هروب أو ترحيل سكان القطاع الى سيناء ) .
أما الضابط الاسرائيلي جفريئيل دهان ، وكان شاهد عيان أيضا ومشارك مع فصيله في المذبحة فيقول “كنا نفضل أن يكون هناك أكبر عدد من القتلى لنحقق الهدوء في المنطقة!!”.
بقي أن تعلم بأن المحكمة التي عقدت بعد سنتين من المذبحة في 24 / كانون الأول / 1958 كانت قد حكمت على المتهم الاول بالمذبحة العقيد يسفار شيدمي، بالتوبيخ وبدفع غرامة مالية قدرها قرش إسرائيلي واحد ، وبما يعادل مليما مصريا آنذاك في رسالة صاخبة أخرى مفادها بأن سعر العربي هو قرش واحد فحسب من وجهة نظر الصهاينة ، وقد رقي شيدمي فيما بعد الى رتبة جنرال وأصبح عضوا بارزا في حزب العمل ومؤسسا لحزب داش ، بعد تقاعده !
أما بقية المتهمين فقد خففت عنهم الاحكام تباعا وأطلق سراحهم جميعا عام 1960 لأن المحكمة كانت صورية وهدفها هو إخلاء مسؤولية رئيس الوزراء بن غوريون ، ورئيس الأركان موشيه ديان ، ورئيس القيادة المركزية تسفي تسور ، وفقا لصحيفة هآرتس الصهيونية.
مجزرة كفر قاسم ارتكبت بدم بارد من قبل عناصر في حرس الحدود الصهيوني في اليوم الأول للعدوان الثلاثي على مصر عام 1956 بأوامر مباشرة من بن غوريون ، ما أسفر عن استشهاد 49 مدنيا بينهم 23 يافعا واصابة وجرح العشرات أثناء عودتهم من العمل بعيد فرض حظر التجوال وكان غايتها بث الرعب في قلوب سكان المدن والقرى الفلسطينية المجاورة في المثلث الحدودي الجنوبي لدفعهم إما الى النزوح نحو الاردن ، وإما الى الاستسلام ” وهذا هو عين ما يحدث في قطاع غزة حاليا ” هذا القطاع الذي أصبح أيقونة الصمود ورمز المواجهات والانتفاضات بلا منازع .
فالكيان الصهيوني المسخ كان قد احتل مدينة غزة ايام نكسة حزيران عام 1967 وانسحب منها عام 2005 وطيلة هذه المدة وما بعدها كانت غزة عبارة عن شوكة يغص بها الكيان ،ومنبع الأرق والقلق الكبير الذي يعانيه وأولى المواجهات حدثت في 8/كانون الأول / 1987 يوم اندلعت شرارة الانتفاضة الأولى ، وسميت بثورة الحجارة لتنتقل سريعا الى بقية المدن الفلسطينية ولم تهدأ الا عام 1991 ومن ثم توقفت مع توقيع اتفاقية أوسلو عام 1993 ، وأسفرت عن استشهاد 1300 فلسطيني مقابل مقتل 160 إسرائيليّا .
أعيدت الكرة في أيلول 2000 يوم اندلعت انتفاضة الحجارة الثانية وذلك بعد تدنيس رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أرئيل شارون ،باحة المسجد الأقصى لتنتهي الانتفاضة الثانية باستشهاد 4412 فلسطينيًا واصابة 48322 آخرين ، أما الصهاينة فكانت خسائرهم 1069 قتيلا و4500 جريح .
أما صيف 2006 فقد شهد أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط ، ليشن الكيان حربا على قطاع غزة أطلق عليها اسم “أمطار الصيف”بدأت في 28 / حزيران / 2006 ، وليعيد الكيان الصهيوني الكرة بعملية “غيوم الخريف” التي بدأت في تشرين الثاني 2006 وانتهت بإستشهاد 53 فلسطينياً ، أما في كانون الأول / 2008 فقد بدأ الاحتلال عدوانا جديدا على قطاع غزة تحت مسمى “الرصاص المصبوب”استخدم خلالها الأسلحة المحرمة دوليا وأبرزها اليورانيوم المنضب والفسفور الأبيض وفقا لهيومن رايتس ووتش ، وصحيفة التايمز البريطانية ، وقد انتهت العملية بـ 1500 شهيد فلسطينيا بينهم 412 طفلا و111 امرأة اضافة الى تشريد الآلاف وتدمير 67 مدرسة و27 مسجدا !
في آيار / 2021 بدأ الكيان عدوانا جديدا أطلق عليه اسم “حارس الاسوار”استخدم خلاله قنابل جديدة لتدمير أبراج قطاع غزة بقنابل محرمة دوليا من طراز (GBU-31) و (GBU-39) المجنحة شديدة الانفجار والتدمير،قبل أن يبدأ عمليته اللاحقة “الفجر الصادق” استكمالا للعمليات السابقة في 5 / آب/ 2022 .
الملاحظ أنه وبعد عقود من التراخي والسكوت المطبق ازاء جرائم الكيان ، واذا بالأمين العام للامم المتحدة أنطونيو غوتيريش، يصف القضية الفلسطينية بأنها قضية عادلة ومشروعة ما أغضب الصهاينة،الرئيس الروسي بوتين يقف موقفا مسؤولا من القضية الفلسطينية ، كذلك الحال مع الصين،بدوره تعهد حفيد نيلسون مانديلا ، المناضل نغوسي مانديلا،بإسقاط الأبارتايد (الفصل العنصري)الذي يمارسه الكيان المسخ كما أسقطوه في جنوب أفريقيا”،وقبلها كانت منظمة العفو الدولية (أمنستي) قد اتهمت كيان الاحتلال بأنها دولة فصل عنصري تمارسه ضد الفلسطينيين المقيمين فيها اضافة الى الأراضي الفلسطينية المحتلة واللاجئين النازحين في بلدان أخرى،فيما اتهمت (منظمة هيومن رايتس ووتش) في تقرير لها من (213) صفحة دولة الاحتلال بارتكاب “جريمتين ضد الإنسانية”عبر اتباع سياسة “الفصل العنصري” و”الاضطهاد” بحق عرب 48 وعموم الفلسطينيين بحسب وكالة الصحافة الفرنسية ، بدورها أدانت منظمة الصحة العالمية ، دويلة الاحتلال مقرة بممارستها انتهاكات لحقوق الفلسطينيين الصحية بحسب صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” ، وكانت دولة الاحتلال قد نددت بقرار(مجلس حقوق الانسان) القاضي بإطلاق تحقيق دولي حول انتهاكات ارتكبت في الأراضي الفلسطينية المحتلة بحسب الامم المتحدة، فيما تعم التظاهرات الحاشدة أرجاء المعمورة منددة بجرائم الاحتلال ومطالبة بوقف فوري للهمجية الصهيونية ، وادخال المساعدات الانسانية الى القطاع المحاصر الذي قطعت عنه شبكة الاتصالات والانترنيت مؤخرا ، بعد قطع الكهرباء والماء والغذاء والوقود والدواء وبما يهدد كل المستشفيات التي تستقبل الاف الشهداء والمصابين يوميا بالخروج عن الخدمة ، فعن أية حرية وديمقراطية وحقوق انسان تتحدث أمريكا ؟ اودعناكم اغاتي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى