رأي

حكايات على الخشم

صدر للكاتب السعودي محمد عبد الله الخازم- الفائز بجائزة أفضل مؤلف
سعودي – فئة التعليم 2012م، كتاب جديد بعنوان “حكايات على الخشم” (الدار العربية
للعلوم ناشرون، 2022)، تدور الحكايات حول تأسيس نموذج منظومة تعليمية حديثة
يعوّل الكاتب على تميّزها. تواكب الحكايات فترة تاريخية محددة وتجربة أو سيرة مهنية
لمؤلفها، ولذلك يُمكن اعتبار “حكايات على الخشم” امتداداً لمؤلّف “شغف هتان” وإن
اختلفت أوجه وزوايا الحكاية. فماذا يحمل لنا الخازم من جديد الحكايا ولماذا اختار الخشم
في خطابه؟
للخشم في معاجم اللغة العربية معان وفي المجتمع دلالات..
جغرافياً، هذه الحكايات نبتت في بقعة تسمى “خشم العان” أو حولها. خشم تستخدم
لوصف المكان فيقال في خشم ما، أي في (شعيب) ما، كما أن العان تستخدم لوصف
المرتفعات أو الكثبان الرملية. وقيل هي كذلك من أسماء الناقة أو البعير. ولا ننسى، أن
الخشم هو الأنف، ذلك الجزء الحساس البارز من الوجه.
وفي اللهجة الشعبية تستخدم عبارة “على الخشم” وفق مفهومين: لطيف، مثل أن
يطلب أحدهم منك خدمة وتودّ تقديمها له بكل تواضع وودّ فتجيبه “على خشمي” أو “على
هذا الخشم”، أي أبشر بما تريد، أنت تأمر ولو كان على أكثر مناطق الاعتزاز، الخشم.
كما تأتي العبارة في سياق التحدي، فيقال “لن يحدث ذلك وخشمي يشم الهواء”، أي لن
يحصل ذلك سوى بكسر أنفي أو (أنفتي). وفي التباهي يقال “أحضرناها من على الخشم”،
أي بكسر (أنفه) وكبرياء الطرف الآخر. حركة اليد ووضع الاصبع على الأنف وسياق
الحديث توضح طبيعة المقصود إن كان وداً أو تحدياً أو تباهياً.
أياً يكن المعنى، تُقدم “حكايات على الخشم” مزيجاً من الأفكار المتعلقة بالقيادة
الإدارية ومكوّنات الجامعة وبعض من سيرة المؤلف محمد عبد الله الخازم المرتبطة بها.
يسمّيها المؤلف حكايات، ربما ليخفّف حدتها وليزيل عنها عبء الصفة المنهجية في
التوثيق والسرد، ويعترف بأن الصورة ليست ناصعة البياض لكنها ليست حالكة السواد،
لمن أراد القراءة بوعيٍ هادفٍ للإصلاح.
عُرفَ الخازم ضمن أبرز الكتّاب المهتمين بقضايا التعليم العالي وله مؤلّفات بارزة
إضافة إلى مئات المقالات والمشاركات الإعلامية في هذا الشأن، لذلك يُنصح بقراءة هذا
المؤلّف ضمن حلقات مشروعه في المجال التعليمي.
الحكايات توثيق لجزء من سيرة مهنية، خطَّها الخازم ليزيحها عن كاهله بدلاً من
حملها صامتاً دون عرضها للنقاش والسجال. ربما تكون فرصة للتعلُّم والتطوير، حيث
نتعلَّم من حكايات الفشل كما نتعلَّم من حكايات النجاح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى