أحوال عربيةأخبار العالمأمن وإستراتيجية

لماذا الفرقة الجبلية العاشرة ؟

كاظم فنجان الحمامي

تعددت الروايات حول أسباب وصول الفرقة الجبلية العاشرة إلى العراق وسوريا، وعبورها الحدود نحو غرب الفرات. فالرواية الامريكية الرسمية (وليست العراقية) تقول: انها جاءت للمشاركة في عمليات (العزم الصلب) أو (Inherent Resolve) لمحاربة داعش واخواتها، ورواية امريكية أخرى تقول: انها حلّت محل أفراد الحرس الوطني لولاية أوهايو، والذي ترك ولاية أوهايو وتخندق في العراق منذ مدة، وبالتالي فإن التبديل يدخل ضمن عملية الإحلال والمناوبة المخطط لها مسبقاً. أو كخطوة روتينية يتم إجراؤها بطريقة مدروسة ومخططة ومنسقة. .
لكن اللافت للنظر هو خطاب قائد الفرقة في حفل توديع جنوده قبل مغادرتهم روافد نهر المسيسيبي وتوجههم إلى أرض الرافدين قاطعين مسافة تزيد على 12000 كم من غرب الأرض إلى شرقها، وهذا ملخص للخطاب:-
(ان هذا الانتشار القتالي في غاية الأهمية للجنود وعائلاتهم ولجيش الولايات المتحدة. . مرة أخرى ينبغي ان نلبي الدعوة لقيادة الطريق والبدء في تسلق المجد). .
إلى هنا انتهى هذا الخطاب المقتضب، وهو خطاب يعيد إلى الاذهان الخطابات الحماسية المحفزة لخوض الحروب والمعارك خارج القارة الأمريكية. سيما ان تحرك هذه الفرقة جاء مصحوباً بتحركات القوات والعجلات والمعدات داخل العراق وخارجه. وجاء مصحوباً أيضاً بالتحركات اللوجستية اللازمة لخوض معارك يكتنفها الغموض، ولم يفصح عنها البنتاغون حتى الآن. .
لكن المؤشرات الملموسة تبيّن ان وصول هذه الفرقة إلى العراق جاء لتعزيز خطط الاحتلال الأمريكي وقواعدهم في المنطقة، وتؤكد بما لا يقبل الشك أن إحتلال واشنطن لسوريا والعراق سيستمر إلى أجل غير معلوم، فقد أصبحت منطقة الشرق الأوسط مسرحاً مستباحاً لتحركات ميدانية مريبة تشترك فيها الأطراف الدولية الطامعة بتقاسم النفوذ والسيطرة فوق أرضنا وبين مدننا وضواحينا. .
وجاءت هذه التحركات في الوقت الذي أعلن فيه حلف شمال الأطلسي، توليه مهمات إضافية في العراق، بينها أدواراً استشارية وبناء قدرات، بذريعة دعم قوات وزارة الداخلية العراقية وقيادة الشرطة الاتحادية. وأوضح الحلف في بيان رسمي: (أن هذا النشاط العسكري، سيجري بالتكامل مع الدعم الذي توفره أيضاً دول ومنظمات دولية أخرى). .
أغلب الظن (والله اعلم) أن تحركات الفرقة العاشرة جاءت لتثبيت أقدام القوات الأمريكية في المنطقة، وبسط نفوذها على الحدود السورية العراقية، ومنع التسلل من والى سوريا، ومن والى العراق. وبسط نفوذها على حقول النفط والغاز على أمتداد مناطق أعالي الفرات، وفتح صفحة إستعمارية جديدة تتيح لامريكا التدخل في شؤوننا الداخلية في قادم الأيام. .
ختاماً: اصبحنا لا نعلم بحقيقة تواجد الغزاة فوق أرضنا. فلا الاعلام يدري. ولا الفضائيات المنشغلة بنشر ثقافة التفاهة تدري. ولا وزارة الخارجية تعلمنا بما يجري حولنا من تحركات حربية. ولا الأحزاب تكشف لنا عن أسرار هذه التحركات التي لا نعلم عنها شيئاً حتى الآن. لكن الثابت لدينا انها نذير شؤم. ولم ولن تصب في مصلحتنا الوطنية. . .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى