سعي فرنسا لتحطيم عادات الجزائريين الدينية، واستبدالها بعادات المحتلّ

سعي فرنسا لتحطيم عادات الجزائريين الدينية، واستبدالها بعادات المحتلّ – معمر حبار

m.a chevilotte, “moeurs indigène de l’Algérie, LE RAMADAN”, ALGER, Algérie, juillet, 1834, Contient 40 Pages.

مقدمة القارئ المتتبّع:

صديقنا الأديب البليغ صدام حسين Saddam Housseyn Medjahed، هو الذي وضع تحت تصرفي الكتاب. فله منّي كلّ المحبّة، والتّقدير، والاحترام. سائلا له السّداد، والتّوفيق.

لايركز صاحب هذه الورقة في عرضه للكتاب على إعادة ذكر عادات الجزائريين التي ذكرها الفرنسي بشأن استقبال شهر رمضان، وصيامه، واستقبال شهر شوال. لأنّها ليست من مقاصد عرض الكتاب، والفرنسي لم يذكر جديدا لانعرفه.

هناك عادات انقرضت بسبب عامل الزّمن والظروف. وعادات شهدتها، ورأيتها رأي العين، ومارستها وأنا صبي. وعادات مازالت قائمة لغاية هذه اللّحظة.

كتاب الفرنسي وسيلة لمحو عادات الجزائريين، وتثبيت عادات المحتلّ الفرنسي:

تمّ تأليف الكتاب سنة 1834. أي أربع سنوات عقب احتلال الجزائر. وتكمن خطورة الكتاب في كون الكاتب لم يعجبه عدم تغيير عادات الجزائريين الدينية بشكل كبير، واستبدالها بعادات الفرنسي المحتلّ. ويدعو إلى تغييرها بأسرع ممّا كان، ويثني على استبدال بعض عادات الجزائريين بعادات الفرنسي المحتلّ. ومرور أربع سنوات من الاستدمار الفرنسي كانت في نظره كافية لتغيير عادات الجزائريين، وإقحام عادات المحتلّ.

أقسام عادات الجزائريين حسب الفرنسي:

قسّم عادات الجزائريين إلى قسمين: قسم ديني، وقسم يومي دنيوي.

حذّر بقوّة من العادات الدينية التي منبعها القرآن الكريم، وطاعة سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وسيدي خليل. والامتثال لعلماء، وفقهاء شيوخ الزوايا.

يرى لضرورة تثبيت الاستدمار الفرنسي، وإطالة عمره: الإسراع لمحو عادات الجزائريين النّابعة من امتثالهم لله تعالى، وطاعتهم لسيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وتمسّكهم بشيوخ الزوايا، وتتبعهم لسيدي خليل. وفي الوقت نفسه يرى لتثبيت الاستدمار، وترسيخه: ضرورة استبدال عادات الجزائريين بعادات المحتلّ.

تشجيع الجزائريين للتمسّك بعادات المحتلّ الفرنسي المغتصب:

يوصي بقوّة استبدال أحكام الشريعة الإسلامية بأحكام فرنسية نابعة من القانون الفرنسي، ويسهر على تنفيذها القضاء الفرنسي الذي لايعترف بالشريعة الإسلامية.

تشجيع العادات السّيّئة لبعض الجزائريين، وغضّ الطرف عنها، وعدم تعريض أصحابها للعقوبات.

الجيش الفرنسي المحتلّ ، والإدارة لفرض عادات الفرنسي على الجزائريين:

لايرى بأسا في استعمال القوّة العسكرية في فرض عادات فرنسية مكان عادات دينية جزائرية. خاصّة وأنّه طالب بالتّعاون اليومي، والمستمرّ، والوثيق بين الجيش الفرنسي المحتلّ أي القوّة العسكرية النّارية، والإدارة الفرنسية المحتلّة الموالية للمحتلّ، والخادمة، والمطيعة له، والمحقّقة لطلباتها الظّاهرة منها، والباطنة. ويوصي بقوّة بالتّعاون بين الجيش الفرنسي المحتلّ، والإدارة الفرنسية المحتلّة لتغيير عادات المجتمع الجزائري النّابعة من الإسلام، إلى عادات فرنسية لاتقرّ ممارسة الدين في الحياة.

افعل ماتشاء، والمهم أن لايكون تصرفك نابع من القرآن الكرين، والإسلام:

لايرى الكاتب بأسا في رؤية الجزائريين، وتتبعهم، واجتماعهم لرؤية هلال رمضان، وشوال. لكنّه يتألم، ويظهر حقده علانية حين يكون رؤية الهلال -وعادات جزائرية أخرى- نابعة من حبّ الجزائري لله تعالى، ولرسوله الكريم صلى الله عليه وسلّم، وعلماء وفقهاء الزوايا، وسيدي خليل. لأنّه -في نظره- هذا الامتثال، وهذه الطاعة تمنع الاحتلال الفرنسي من التغلغل، وفرض عادات الفرنسي المحتلّ. مايستوجب في -نظره- محوها، وتغييرها بكلّ الوسائل اللّينة، والخشنة، واستبدالها بعادات تساهم في تثبيت، وتوسيع احتلال الجزائر.

حقد المحتلّ الفرنسي على كلّ ماهو جزائري:

ينطلق الفرنسي المحتلّل الحاقد من فكرة مفادها: نحن أصحاب الحضارة التي يجب أن تسود، وتحكم. ولا حقّ للجزائري أن يعارض وجودنا، وعاداتنا. ومطالب أن يلغي عاداته “المتوحشة؟ !”، ويتخلى عنها فورا لصالح عادات المحتلّ الفرنسي “المتحضر؟ !”. ويكفي أنّه يطلق “ذكاء؟ !” على تصرفات الاحتلال الفرنسي، والاعتداء، والنّهب، والسّطو.

تعامل المحتلّ الفرنسي مع عادات الجزائريين على أنّها المحتلّ يجب القضاء عليه:

يرى الكاتب ومن خلال عادات الجزائريين التي ذكرها، أنّ كلّ عادة تعتبر عائقا أمام تثبيت الاحتلال. فهو يتعامل مع عادات الجزائريين على أنّها عدو يجب القضاء عليه بقوّة، وسرعة، واستبدالها فورا بعادات المحتل.

الاستدمار الفرنسي، والحركى الجدد شركاء في محاربة فضيلة حزب الراتب:

يرى الفرنسي أنّ كلّ تمسّك بالدين من طرف الجزائري كقراءة حزب الراتب جماعة، وبصوت واحد يعتبر حقدا على المسيحية. وأضيف: وخلف من بعدهم الحركى الجدد من عبيد شيوخ، وسلاطين السّعودية فحاربوا الحزب الراتب. فكانوا تبعا، وعونا للاستدمار.

افتخار المحتل بإقامة التّشريع الفرنسي مقنام الشريعة الإسلامية:

يبدي الفرنسي المحتلّ فرحا شديدا بإلغاء أحكام الشريعة الإسلامية، والتي يسميها بـ “التشريع البربي؟ !”، والتي تمّ تعويضها بالقانون الفرنسي المدني الذي لايعاقب على انتهاك حرمة شهر رمضان، ولا الذين انتهكوا حرمته. ويتأسف لوجود بعض أحكام الشريعة الإسلامية، ويعمل على إزالتها، واستبدالها بقوانين الفرنسي المحتلّ.

المحتلّ الفرنسي يدعو للرّقص:

 يتأسف الفرنسي من ذهاب الرّاقصين، والرّاقصات من المقاهي الجزائرية بحجة الأخلاق العامة. ويتمنى لو عادت، ويسعى لعودتها.

يتأسّف المحتلّ من زوال عادات جزائرية سيّىة ويعمل لعودتها:

حين يصف الفرنسي عادات جزائرية حسنة ينسبها لشيوخ، وعلماء الجزائر واصفا إيّاهم بالسّوء، والتعصّب. ويفهم منها أنّ الاحتلال مطالب باستبدالها بعادات فرنسية في أسرع وقت. وحين يتحدّث عن عادات أخلاقية سيّئة اندثرت كالرّاقصين، والرّاقصات يتأسّف لزوالها، ويرجو عودتها.

يسعى المحتلّ لتغيير نظرة الجزائري تجاه المحتلّ قصد تثبيت الاحتلال:

يردّد الكاتب عدّة مرّات أنّ عادات الجزائري الدينية، وسيّدنا رسول صلى الله عليه وسلّم، وآيات القرآن الكريم تعتمد على أنّ النار التي وعد بها الكافر. ويسعى الكاتب إلى تغيير هذه النظرة، ومحوها، واستبدالها بما يضمن بقاء الاحتلال، ويثبّته.

السّعي لمحو الأذان الذي يثير عزّة الجزائري:

يرى الفرنسي في الأذان أنّi يمثّل صدى دين، وجنسية جزائرية تعانق سماء الجزائر. وفي الوقت نفسه يعرقل تثبيت الاحتلال، وانتشارهK ويقف سدّا منيعا أمام الإيمان بفرنسا المحتلّة، واحترام العلم الفرنسي، والجيش الفرنسي المحتلّ.

فرح المحتلّ بالقضاء الذي يحاكم الجزائري لأسباب عامّة وليس دينية:

يبدي الفرنسي فرحا شديدا لأنّ الجزائري أصبح يقاد للقاضي لأسباب تتعلّق بسلوكه، وليس لدينه. وهذا التغيّر يسمح لنا مستقبلا من تغيير عادات الجزائريين نحو مايرضينا. ومهمتنا حاليا تعتمد على المكاتب العربية المدنية المكلّفة بتغيير عادات الجزائريين بما يرضي فرنسا.

سعي الاحتلال لتحطيم عادة الجزائريين في قراءة سيدي خليل، والامتثال له:

عرف المحتلّ الفرنسي المجتمع الجزائري من خلال سيدي الخليل، ويقرّون بعظمته، وتفوّقه. ويريدون في الوقت نفسه تحطيم عادات الجزائريين عبر تشويه سيدي خليل.

تشجيع عادة زيارة الجزائريين لفرنسا لتشجيع الاحتلال:

تحدّث الكاتب في الصفحة الأخيرة عن عودة بعض الجزائريين من شيوخ القبائل من زيارتهم لفرنسا وهم مبهورون بها. ويأمل أنّ هذه الزيارات هي بداية السّيطرة على الجزائر.

صدق الفرنسي المحتلّ وهو الكذوب الحاقد:

ينقل الكاتب الآيات، والأحاديث، وصحيح البخاري، وسيدي خليل، وكيفية الأذان، وشرح الكلمات العربية كالصيام بدقّة بالغة تنم عن علم، وسهر، ومطالعة.

يصف عادات الجزائريين الحسنة، والسّيىة بصدق، وأمانة، وعن مشاهدة، وتجربة، وعلم، وقراءة، ومقارنة، ومتابعة.

الفرنسي كان دقيقا في وصف عادات الجزائريين في استقبال شهر رمضان، وصيامه، واستقبال شهر شوال، ويوم العيد.

كان صادقا في وصف، وتعداد عادات الجزائريين. 

يصف الفرنسي علماء الجزائر، وعلماء الزوايا بالعلماء الخطرين.

قال: المسجد محرّم على المرأة الجزائرية.

وصف الجزائري قائلا: الجزائري ولد فارسا.  

الشرفة – الشلف – الجزائر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى