رأي

بين “الموتريش” و “بغلوّة”.

أحد الأصدقاء كان يقول لي دائما إنّه يرى النّاس يرؤوس حيوانات، وكنتُ
مستغربا من مثل حكمه هذا. فكنتُ أقول: لعلّ هذا بسبب حالته النفسيّة. كان
هذا قبل سنوات، وبمرور الوقت تأكّد لي أن صديقي كان على صواب فقد بتُّ
أرى بنفس النّظرة أنا أيضا.
ورحتُ أتساءل وأنا محتار جدّا:
أين يكمن الخلل؟
ولم أجد بدّا من الولوج إلى الأنترنت والبحث في المواقع الافتراضية لعلّ
وعسى أجد فيها ما يشبع الفضول و يشفي الغليل.
ورحتُ أتفحّص بعض المواقع الأجنبية، فبين اللّغة والثقافة رباط متين.
وكانت المفاجأة حين عثرتُ على مقال، بالبُنط العريض: “الموتريشي”:
الحيوان الجديد الرّائج في الغلاف الجوّي.
وعرفتُ أن الموتريش كلمة فرنسية مختزلة ومركّبة من كلمتين:
“الموتان” وتعني الخروف. و”الأوتريش” وهو النّعام.
رسم مركّب لحيوان غريب عجيب يجمع بين رأس النعامة وبدن الخروف.
وأدركت من خلال قراءتي للمقال أن الأمر يتعلّق بشكل من أشكال الخضوع
والخنوع والانقياد، المقرون برفض رؤية الواقع كما هو.
فطائر النّعام معروف بضخامته لذلك فهو لا يقدر على الطيران. كما أنّه
معروف بالجُبن والخوف الشّديد، فعندما يشعر النّعام بالخطر يقوم بدفن
رأسه في الرّمال. وكما أن الخنوع والخضوع والانقياد طبع في الخروف.
فالخرفان لا تكترث لوجودها داخل الزّريبة أم في مقصلة.
شغلني الأمر كثيرا، و ذكّرني بكلمة كان يقولها ابني البكر حين يرى شخصا
طويل القامة ضخم الجسم، فكان لا يتردّد في مناداته باسم: بغلوّة. هذا
وعمره قد لا يتجاوز الأربع سنوات حينها. وقد دفع بي الفضول إلى اختبار
“ربوت” الآلة الذكيّة، فسألته:
ما معنى بغلوّة؟
ولم أكن أتوقّع منه الإجابة عن سؤال غريب كهذا.
لكنّه اجأني على الفور:
إذا كنت تقصد مصطلح “بغلوّة”، فهذا يشير إلى حالة الإرهاق أو الإرباك
الشديد. يستخدم هذا المصطلح في بعض اللهجات العربية لوصف الشخص الذي يشعر
بالتعب الشديد أو الارتباك العقلي. عبارة “بغلوّة” تشبه الصوت الذي يصدره
البغل عندما يشعر بالتعب.
يمكن استخدام مصطلح “بغلوّة” في العامية للإشارة إلى الإجهاد أو الإرهاق
العقلي أو الجسدي. قد يستخدمه الناس لوصف حالات التعب الشديدة أو الضغوط
النفسية التي تؤثر على الأداء والاستجابة العادية للشخص.
يرجى ملاحظة أن “بغلوّة” هو مصطلح عامي وغير رسمي، وقد يكون استخدامه
محدودًا في بعض الثقافات أو المناطق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى