الظواهر النفسية والروحية الخارقة وقوة النفس البشرية
طريف سردست
هنا سننظر الى بعض الظواهر التي تعتبر خارج الطبيعي ونبدأ من retrokognition, والتي تعني علاقة بين شخص وقوة خارجية بفضلها يحصل الشخص على معلومات عن ماضي محدد، بإختصار القدرة على رؤية الماضي. وهناك كلمة Psykometri وهي حالة خاصة من سابقتها تستخدم لتعني ان شخص قادر على معرفة تاريخ الشئ من خلال مسكه فتخلق قنوات تخاطر تخبر بالمعلومات عن الشئ.
ومن حيث ان بوهم يرى ان الزمن هو عبارة عن سلسلة متوالية من الانفتاح والانطواء، وحقيقة ان الذي كان “مفتوح الان” لايعني انه انمحى في ” اللحظة” التالية وانما فقط عاد الى نظام الانطواء (الانقلاب) وبكلمات بوهم نفسه:” ان الماضي نشيط في الحاضر في نظام الانطواء”. هذا الامر يخص ايضا ماضينا الذي يبقى محفوظا في الهلوجرام الكوني ويبقى في متناول اليد حسب ظروف معينة.
توجد العديد من التقارير القادمة عن اتباع البارابسيكولوجيا واتباع الاديان تشير الى حدوث ظواهر الريتروكوغنيشون. من هذه الظواهر يمكن الاشارة الى قصص التقمص المنتشرة عند الدروز، او قصة المرأة التي تكلمت بلغات منقرضة وهي تحت تأثير التنويم المغناطيسي او قصص عن استيقاظ البعض ليجد نفسه في الماضي وسط احداث تاريخية مشهودة.
Prekognition, هو معرفة المستقبل وهي ظاهرة مشهورة في ساحة البارابسيكولوجي. والشائع بين علماء البارسيكولوجي ان الدراسات العلمية تؤكد هذه النظرية ، على الاقل ان بعض الاشخاص لديهم القدرة على معرفة الغيب. Stanley Krippner تعتقد ان الحواس قادرة بشكل من الاشكال على الاتصال بالنظام المطوي، والذي يملك جميع الازمنة على الشكل الانطوائي. Puthoff and Targ يعتقدان ان تواصل كمومي غير محلي يمكن ان يلعب دورا في هذه الظاهرة والاخير منهم يعتقد ان الحواس في حالة معايشة من نوع بروكغنيشون قادرة ان تتصل ” بالشوربة الهلوجرامية” حيث جميع النقاط متصلة ليس فقط في المكان وانما ايضا في الزمان.
تفسير الطيف الروحي
ماجرى عرضه يمكن ان نجد له مثيلا في تصورات الاديان عن العوالم الهلوجرامية. في الانجيل يقول بولص ” في الرب نعيش نحن، نتحرك ونكون”. في كتاب الحكمة البوذية Avatamsaka Sutra المقدس نجد ان الكون يشبه شبكة من اللالئ معلقة فوق قصر اندراس ومرتبة بشكل انه لو قام احدنا بالتمعن بحبة من اللؤلوء سيرى جميع الحبات منعكسين. Taoismen ديانة صينية قديمة من الصعب فهمها اليوم، كما انه من الصعب اعتبارها دين على نمط الاديان المعروفة لنا. هذه الديانة تنظر الى الوجود على انه استمرارية لاتنتهي مثل نهر متتدفق، والوعي مثل الشعر المنتشر في كل الاتجاهات يسبر الاغوار ومتتداخل في كل شئ. في احدى فروع الفلسفة الهندوسية المسماة Vedanta فإن هدف الوجود هو التحام الاتمان (الكون الصغير) مع البرهمان (الكون الكبير). وفي بوذية التيبت يتحدث المرء عن طيف خلفي مغلق يشكل مصدر النشوء لجميع الكون وطيف مفتوح لعرض بعض المخفي والى حد كبير يتشابه مع مفهوم “الطوي والانقلاب” التي عرضها دافيد بوهم. في كتاب الموت التبتياني يؤكد على ان طبيعة الطبيعة تشبه الحلم الروحي. وعند سكان استراليا الاصليين، الابورجينا نجد ان مفهوم ” الحلم” اساسي لفهم العالم. وشامانات جزر هاواي يرددون على الدوام ان كل ماموجود في الكون مترابط مع بعضه مثل الشبكة.
الاسطورة الغربية تقوم على مبدأ hermetiska axiomet وتلخص بالتعبير التالي:” كما في الاعلى كذلك في الادنى” Plotinos وضع اصول الميثالوجيا الاوروبية وفيها وصف كيف ان الالهة انقلب عنهم كون هرمي، حيث عالم الاوراح في الاعلى وعالم المادة في الاسفل.
في القرن السادس عشر ابتكر الفيلسوف الالماني rosenkreuzaren Leibniz نموذج كوني monadologi, يتشابه للغاية مع النموذج الهلوجرامي، حيث الكون يتألف من وحدات متشابهة ، الوحدة تسمى موندول. كل وحدة منهم تحتوي او تعكس الكل، اي الكون. بوهم يتفق في ان المونادولجي تتشابه للغاية مع موديله، والخلاف الوحيد بينهم في ان وحدات ليبنيز ثابتة في حين ان وحدات بوهم ديناميكية متحركة. ذلك يتوافق مع نظرة عصر ليبيز للكون حيث كانت القوانين الميكانيكية هي الحاسمة في حين ان عالم بوهم يتكون من قوانين الكم والنسبية.
غير انه يجب التحذير من المقارنة بين المتوازية بين الدين والعلم الحديث. النخب التي تقوم بهذه المقارنة يمكن ان تسقط في اوضاع غير مستقرة، عندما تتغير النظريات العلمية بسبب معطيات جديدة اكثر تحديدا. المؤسسة المسيحية والاسلامية جربت هذا الامر عندما توقفت الارض ان تكون مسطحة واخذت الشكل الدائري واصبحت تدور حول الشمس على العكس من السابق. او عندما اعتقدت المؤسسة الاسلامية ان الاجسام الكونية تدور في مدارات في اتجاهات بذات اتجاه الدوران حول الكعبة.
Karl Pribram and Sir John Eccles من المختصين في الدماغ والاخير حاصل على جائزة نوبل، اضطروا للاعتراف ان الوعي يستخدم الدماغ ولكنه ليس الدماغ. ويعتقد ايسليس ان الوعي موجود بدون الاعتماد على الجسد ولاعلاقة له بموت الجسد. بالتأكيد يجب الحذر من التشبيه بالاديان حتى في المجال العصبي والبسيكولوجي ولكن لابد من الاشارة الى ان البعض يرون انه إذا كان هناك تماس بين الدين والعلم فهو في منطقة الوعي، حيث العديد من الاشخاص يمرون بمعايشات غريبة بما فيه تلقي وحي. كمثال على ذلك ماجاء في دراسة العالم السويدي Thorvald Källstad المختص بدراسة المعايشات الدينية. عام 1987 نشر كتابه En psykologisk undersökning av Ruth Dahléns religiösa upplevelser, (دراسة بسيكولوجية لمعايشات روز داهلين الدينية).
روز داهلين كانت معلمة وفي يوم من ايام يناير عندما كانت تتزلج على الجليد في مدينة دالسلاند رأت رؤى “إلهية”. لقد ذهبت لترتاح تحت شجرة صنوبر جميلة وعندها بدأت بللورات من الثلج الكبيرة بالتساقط. ” لقد تعلق بصري ببلورة ثلجية جميلة للغاية وهي تسقط بهدوء على غصن الشجرة. فجأة حدث شئ لغصن الشجرة لقد تحولت ورقته الابرية الى اشعة من الضوء في جميع الاتجاهات وكان الضوء اقوى بكثير من اشعة الشمس ولكنه لم يكن يعمي البصر. الصوء كان ينطلق بسرعة في مسيارات لولبية داخل الشجرة التي حافظت على شكلها”. والمرأة شاهدت كيف ان ورقة ابرية بعد ورقة تحولت الى ضوء حتى اصبح الغصن بكامله شعلة من الضوء. للحظة كانت خائفة واعتقدت انها فقدت عقلها. ” عندها سمعت بكل وضوح صوت يتكلم معي من مكان ما، وليس بصوت انسان عادي، ويقول لاتجزعي، ابقي عيناك مفتوحة وراقبي ماسيجري”. روزا داهلينس اصبحت شفافة ورأت كيف ان ايديها امسكت بالغصن المضئ. ” كل كياني كان يهتز من موجات الضوء السريعة والتي كان بإمكاني الفصل بكل وضوح بين كل شعاع من اشعته على انفراد، ورؤية فعاليته. لقد رأيت الكون بأبعاد خماسية ليس هندسيا وانما ديناميكيا” . البعد الخامس عايشته في بعده الغريب الداخلي: الحب. ” في هذا العالم من الاشعة اللانهائية كان جوهري اشعة بذاتها منفصلة وواضحة، لها لونها الخاص الذي يتغير طيفه بإستمرار”. لقد سمعت صوتها يتكلم ويقول:” هل هذا هو الاتحاد مع الكلية الام”.
مارأته روز داهلين Ruth Dahlén يشبه هلوجرام ديناميكي تماما. شجرة الصنوبر تصبح البوابة التي تتدخل منها للتصل الى الهلوجرام، وفي الصنوبرة يوجد الكل. وهي بذاتها تصبح جزء من الكل، من الهلوجرام، ذو الخمسة ابعاد وهو تعبير يمكن ان يعكس مستوى اعلى في الكون الهلوجرامي. في هذه المعايشة لاتذكر روز داهلينس اي شئ عن معايشة الزمن، ولكن في معايشة اخرى لها من عام 1948 عندما كانت تجلس على مقعد في كنيسة، نرى ان الزمن كان مشاركا. هذه المرة شجرة الصفصاف تصبح فجأة شفافة ومضيئة .وهذه المعايشة استمرت ” فترة قصيرة، على الرغم من اني شعرت وكائنها قرون”. هنا نرى ان الزمن قد ذاب في الضوء.
بعد تحليل الخوارق في مختلف الاديان قام الباحث Stace-Hoods بوضع تصنيفات لهم. انقسمت الخوارق الى ثمانية مرتبات وثلاثة منها واضحة على الاخص في حالة روز داهلين. الاولى تتضمن نوعية الوحدة، حيث تعايش روز التعددية في الاشياء وكأنها تلتحم في وحدة واحدة، وكل شئ يصبح واحد. والثاني يخص النوعية الداخلية الذاتية، حيث المعايشة لها طابع ذاتي داخلي في كل شئ. والتصنيف الثالث يمس نوعية اللحظة الزمانية والمكان ويعني ان الزمان والمكان يتغيران. في الحالات القصوى نجد فقدان تام لمعايشة الزمان والمكان.