إسلامثقافة

الدعاء في رمضان وآدابه وآثاره موضوع درس الموعظة بمسجد السلام بالمسجد الأخضر بستراسبورغ

أهميته الدعاء في رمضان وآدابه وآثاره موضوع درس الموعظة لنشاط ليالي رمضان بمسجد السلام بالمسجد الأخضر بستراسبورغ

مدخل :

لشهر رمضان الفضيل بفرنسا عامة كبقية دول العالم وبستراسبورغ منطقة الالزاس بالشرق مكانة خاصة لدى الجاليات الإسلامية العربية المغاربية برمتها بمختلف جنسياتها ولغاتنها و تقفاتها إلا أنها تصب في قالب واحد موحد تحت لا إله إلا الله وان محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم. وله أهمية جد كبيرة بالغة الأهمية في واقع حياة جالية الأمة الإسلامية و العربية المغاربية خصوصا, لما لمناسبة الشهر المبارك من فوائد عديدة وكثيرة , لما به من مخزون ديني و كتور معتقد و رصيد علمي معرفي, يستفيد بها الجميع أينما ما كانوا سواء في مدراسهم و معاهدهم وجامعاتهم عامة وبالمساجد و الكتاتيب القرآنية خاصة و هو ما تسعى إليه بقية مساجد ستراسبورغ لأحيائه و شعائريه من صلاة وقيام و تراويح وصوم وصدقة وزكاة وأعمال خيرية إلخ…

بحيث تقوم المساجد بتسطير برامج خاصة ثرية وغنية لإحياء الشهر الفضيل و تقديم مائدة غذائية روحية متنوعة لأبناء الجالية الإسلامية لاسيما العربية المغاربية المقيمة في الخارج بأرض المهجر والحرص كل الحرص الشديد على تلقينهم ما يفيدهم و ينفعهم في حياتهم الدنية و الدنيوية في إطارها الشرعي وفقا لما أمر به الله سبحانه و تعالى وذلك من منظورين جد مهمين. أولهم معرفة الدين الإسلامي الذي كرمنا به الله وأعزنا وأخصنا به بتعمق والتعريف به عن طريق سلسلة البرامج المسطرة من ندوات علمية و محاضرات و دروس و مواعظ و حلقات و جلسات واذمار وأوراد وغيرهم , حسب الفئات العمرية و المستويات التعليمية و الفكرية و الثقافية لكي يستفيد الجميع و ينهل من منابع هاته الخيرات الرمضانية.

ففي مثل هذا الشهر الفضيل شهر رمضان المبارك , من كل سنة تحتفل الأمة الإسلامية العظيمة بتمسكها بدينها القويم دين الرحمة والصفح وسمح والتضامن و التآزر و الإيثار. لإحياء مناسبة شهر الصيام و القرآن و القيام و الصدقات و العطاءات و الهدايا وغيرهم من باقي الأفعال، والتحضير لإستقباله بفرحة عارمة وبهجة وسرورا , كونه الشهر المنتظر بشغف ومن المناسبات العظيمة الجد غالية على قلوب المسلمين عامة بكل أرجاء المعمورة منها بديار الغربة يستراسبورغ بفرنسا.

بحيث لا يختلف إثنان على إستقبال شهر رمضان المبارك, الشهر الفضيل بكل قناعة وثقة بالنفس وبإيمان راسخ بمعقدهم الإيماني وتمسكم بعاداتهم وتقاليدهم العريقة المتوارثة أبا عن جد على خطى نهج سلف للجالية المغاربية منذ عقود خلت وسنين رحلت والتي تركت بصمتها وأثارها منقوشة ومغروسة في الأذهان لا تمحى ولا تندثر.

فبالبرغم ما تعانيه الجالية الإسلامية العربية المغاربية من حرمان ونقصان أسري عاطفي وروحاني بعيدا عن مواطنهم الأصلية , إلا إنهم لا يفرطون ولا يتأخرون في إحياء مناسباتهم الدينية والموسمية بمختلف تسمياتها من عادات وتقاليد إعتزازا وإفتخارا وتمسكا بها من جهة ومن أخرى للحفاظ على الموروث الديني والتاريخ الثقافي لأجل التمسك بهم حتى لا تطمس هويتنا وأصالتنا وقومتينا الإسلامية وتوريثها للأبناء و الاحفاد من الأجيال الصاعدة وإعطاء صورة حسنة عن الإسلام في بلاد الغرب .

ولإحياء مناسبة شهر رمضان و عيشه بكل المعاني و الصفات ومن العبادات ولشعائر المطلوبة فيه قراءة القرآن و تلاوته و التراويح و القيام و التهجد والاعتكاف, و النشاط المسجدي ككل سنة من هذا الشهر الفضيل:

ومن بين هاته المساجد العامر الناشطة و التي تحتل مكانة خاصة في قلوب مسلمي ستراسبورغ خاصة ساكنة الحي بالجبل الأخضر وضواحيه مسجد السلام أحد المساجد المتوسطة من حيث المكان والموقع الاستارجي للمنطقة و العدد السكاني و المصلين.

بحيث يوقم بتسطير برنامج خاص متنوع للمصلين و الصائمين من ندوات علمية ومحاضرات و دورس موعظية و جلسات وحلقات , والتي دعينا من طرف الدكتور فارس ربيع لحضور أحد انشطته الليلية في سهرات رمضان الروحانية قبل العشاء و التراويح أين أستقبلنا بالحاج عبد الله والسيد بشير هيمي حفظهم الله وجزاهم خير:

نشاط مسجد السلام بالجبل الأخضر بستراسبورغ:

كبقية المساجد قام مسجد السلام بتسطير برنامجه الرمضاني الخاص و الذي حضرنا جزء منه , منها سلسلة الدروس الموعظية والتي كان شعارها يومها فضل الدعاء في رمضان أدابه وأثاره نشطها سعادة الدكتور فضيل الشيخ فارس ربيع والتي أستهلها بالآية الكريمة بعد بسم الله الرحمن الرحيم وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعائي و غيرها من الآيات و الأحاديث المختلفة للحبيب المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه

أهميته الدعاء في رمضان وآدابه وآثاره

تقديم :

إن للدعاء في رمضان خاصيةٌ عظيمة, وفائدة كبيرة, بحيث تجتمع فيه فضيلتان, هما فضل الزمان، وفضل الحدث ألا وهو شهر الصيام، شهر القرآن و الذكر و الأوراد و الدعاء وقد ثبت من حديث الصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ثلاثةٌ لا ترد دعوتهم وهم:

الإمام العادل، والصائم حتى يفطر، ودعوة المظلوم.

أهمية الدعاء:

يعد الدعاء أساس العبادة ومخها، وروحها؛ لأن الداعي لا يتوجه إلى ربه بالدعاء إلا لِعلمه اليقين بأن النفع وجلب الخير وكشف الضر بيد الله وحده، وهذا دليل على الإخلاص، والتوحيد, وهما من أفضل العبادات.

الدعاء هو العبادة :

إن الدعاء هو نوع من ألواع العبادة الكونية وجزء من المعتقد الدني و ركن ومن أركان الحياة اليومية للمسلم، ومظهر من مظاهر العبودية بالخضوع لله سبحانه وتعالى، والرغبة بقبول الله عز وجل دعاء عباده للاستجابة في قضاء الحوائج، وهو اللجوء إلى الله سبحان الله العظيم القادر بدفع الضر والأذى وجلب الشفاء والنفع والرزق. لذا كان حبيبنا المصطفى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يجعله لب العبادة فقال: الدعاء مخ العبادة.

الدعاء من العباداتِ الجليلة التي حثَ عليها الشرع ورغب فيها، وفيها يكون العبد قريبا مِن اللهِ تعالى, ففي الدعاءِ يقِف العبد بينَ يدَي الله سائلا حاجتَه متوسلًا إليه بأسمائِه وصفاته، متوجها إليه بقَلبِه، مثنِيا عليه بلِسانِه بدون وسيط ولا واسطةَ بينَه وبين الله عز وجل.

أنواع الدعاء :

الدعاء نوعان وهم – النوع الأول هو دعاء مسألة وطلب بأن يسأل العبد الله سبحانه و تعالى ما ينفعه في الدنيا والآخرة وفي مصالحه وقضاء حوائجه ، وهو الدعاء الذي يريد به الداعي الإستجابة له بدفع ما يضره في الدنيا والآخرة ويبعد عنه الأذى والضرر وكل مكروه لا قدر الله .

والدعاء الثاني هو دعاء العبادة، والمراد به أن يكون الإنسان عابداً لله تعالى سبحانه وتعالى، بأي نوع من أنواع العبادات المتعددة، منها القلبية و البدنية و المالية و الخيرية التي يقصد بها وجه الله الكريم و التقرب إليه ونيل رضاه ومرضاته.

أمر الدعاء :

إن أمر الدعاء هو أمر رب العالمين لأنبيائه و رسله و لعباده جميعا, وجاء أمر الدعاء في محكم التنزيل القرآن الكريم بعدة صيغ وأساليب متعددة منه على سبيل المثال:

قوله سبحانه و تعالى:

﴿ ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ﴾ الأعراف: الآية 55

وقوله تعالى: ﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ﴾ غافر: الآية 60

وقوله عز من قائل: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾ البقرة: الآية 186.

آداب الدعاء:

يستحسن على العبد الداعي ان يقوم في الدعاء مراعاة الأوقات المناسبة والأحوال والألفاظ الحسنة وذلك أن يختار المرء لدعائه الأوقات المحببة ومستجابة الدعاء.

مها على سبيل المثال:

أخر ثلت الليل الأخير, يوم الجمعة, ساعة إفطار الصايم , دعاء رمضان وقيامه, دعاء ليلة القدر وما أدراك ما ليله القدر , ليلة خير من ألف شهر, يوم عرفة في الحج وغيرهم من باقي أيام الأسبوع، ووقت السحر من ساعات الليل.

وعلى الداعي أن يغتنم الأحوال المطلوبة، منها عند إقامة الصلوات المكتوبة، فالدعاء بين الآذان و الإقامة لا يرد وبعد الصلوات الخمس، وعند نزول الغيث المطر, وعند زحف الصفوف في سبيل الله، وفي حال السجود فافضل وقت يمكن الدعاء فيه و التقرب فيه إلى الله هو أن يكون العبد ساجدا بين يدي ربه سبحانه و تعالي .

وأن يكون الداعي في أحسن الهيئات و يدعوا الله و هو مستقبل القبلة، رفعا يديه إلى السماء، بصوت منخفض، ومركزا ببصره وأن يلح بالدعاء مكررا إياه عدة مرات ً، وثقته بالله العلي القدير بكل يقين بالإستجابة له وان الله لن يخذله ولا يرده خائب وانه سوف يحقق له طلبه و يعطيه ما طلب ويقضي حاجته.

من أعظم آثار الدعاء:

رد البلاء وإستجلاب الرحمة، فبعض أنواع الرحمة مرتبطة بالدعاء لا تنزل إلا عند وجود الدعاء والإلحاح فيه للمولى عز و جل. إستحضار قلب الداعي وتعلقه بالله سبحانه وتعالى، فالغالب في الخلق أن لا تنصرف قلوبهم إلى ذكر الله عز وجل إلا عند إلمام حاجتهم إليهم نسأل الله العفو والعافية،

الدكتور فارس ربيع في نبذة:

هو د. فارس ربيع من الأطر الشابة بمساجد فرنسا و بستراسبورغ وضواحيها خاصة , إمام خطيب , داعية محاور و منشط وباحث وكاتب مؤلف لعديد المقالات. ولقد حصل على العديد من الألقاب الوطنية في الدراسات القرآنية. بالتوازي مع دراساته الشرعية في المغرب من حفظ القران ودراسة بعض العلوم الشرعية ، انضم إلى عائلته في فرنسا، ثم نال شهادة البكالوريا العلمية في الرياضيات من ثانوية “جان مولان” في فورباخ في موزيل.

خاض تجربة كإمام شاب، ومعلم متطوع، ثم موظفًا في موزيل. ثم شارك بنشاط في الحوار بين الأديان، بينما واصل دراساته في الرياضيات في جامعة ستراسبورغ وميتز بالتزامن مع دراساته اللاهوتية المتعمقة في جامع إبينال.

بعد حصوله على شهادة الدكتوراة في علم النفس و عدة شهادات في علم الاقتصاد واللاهوت عمل مدرسا جامعيا وباحثا اكاديميا في علم النفس الاجتماعي في جامعة اللورين و بوزونسون. ولقد حصل في فرنسا على عدة اجازات شرعية في القرآن والفقه والاصول والسيرة بالسند على يد شيخه الاستاذ القارئ المربي علي احمد النبطي الغماري حفظه الله امام المسجد الكبير بايبنال . شارك الدكتور فارس في العديد من المؤتمرات الوطنية والدولية كجزء من بحثه. كتب العديد من المقالات للمجلات المتخصصة في مختلف المجالات بالإضافة إلى فصول كتب في اللاهوت وعلم النفس. قاد العديد من الندوات والمؤتمرات والندوات.

الأستاذ الحاج نورالدين أحمد بامون – ستراسبورغ فرنسا –

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى