أحوال عربية

مصر وتركيا ….مناطق نفوذ ….مصالح مشتركة

النظام التركي ساند وبقوة ثورات الربيع العربي التي هوت بعديد الانظمة العربية, ساعدته في
ذلك بعض الانظمة العربية, المؤكد ان اردوغان اراد من خلال ذلك اعادة بناء إمبراطورتيه
التي شملت عديد البلاد العربية ,وقد حكمها بالحديد والنار وفرض الاتاوات التي ترسل راسا
الى الاستانة عاصمة الخلافة حيث شهدت تقدما معماريا واستحدثت بالبلاد مشاريع عادت بالنفع
على الشعب التركي.
انقلاب العسكر في مصر على حكم الاخوان تلبية لرغبة الشعب المصري الذي خرج في
مظاهرات عارمة مناديا بإسقاط مرسي وزبانيته من جماعة الاخوان المسلمين ادى الى توتر
العلاقات بين تركيا التي ساعدت وآوت قادة الاخوان بالتعاون مع قطر وفتح قنوات اعلامية
لمهاجمة النظام المصري الذي يرونه انه قضى على حلم الاخوان في اقامة امبراطورية
تتزعمها تركيا وتدعمها ماليا قطر.
الخلاف الشديد بين الدولتين لم يصل الى الصدام المسلح لكنه اثّر سلبا على المناطق التي
تتنازعان حولها ومنها ليبيا حيث ساعدت كل منهما احد طرفي النزاع من اجل الحصول على
مصالح لبلديهما واقتسام الكعكة الليبية والفوز بمشاريع الاعمار بها, وقد رسما لنفسيهما خطوط
حمر (مداده بالطبع دماء الليبيين) لئلا يتعداها الطرف الاخر ومنذ ذلك الوقت تشهد البلاد نوع
من الهدوء الحذر.
ومع موجة الانفتاح على الاخرومحاولة رأب الصدع بينهما, ليقينهما التام بان الخلاف بينهما
ليس لمصلحتهما, وان جماعة الاخوان لم يعد بإمكانها تصدر المشهد في البلاد التي اجتاحتها
موجة الربيع العربي, حيث اثبتت فشلها في الحكم في كل من مصر وتونس وليبيا, وان
الجماهير انخدعت بشعارات الاخوان التي تدغدغ عواطفها, حدثت خطوات تنازل خلالها كلا
الطرفين التركي والمصري عن بعض الامور التي يصعب تحقيقها وتعيق تحقيق اهدافها.اجتمع
الزعيمان في اماكن خارج بينهما لحصر الخلاف وتذليل العقبات.
بعد نحو 12 عاما من القطيعة بين البلدين, اجتمع الزعيمان في القاهرة بتاريخ 14 فبراير
2024 وعقدا مؤتمرا صحافيا اكدا فيه ان الدولتين تواجهان العديد من التحديات المشتركة مثل
خطر الإرهاب والتحديات الاقتصادية والاجتماعية التي يفرضها الواقع غير المستقر في
المنطقة, ويعنزان بمستوى التعاون بينهما من أجل النفاذ السريع لأكبر قدر ممكن من المساعدات
لأهل غزة. ووقف اطلاق النار والعمل على استئناف عملية السلام في أقرب فرصة وصولا
لإعلان دولة فلسطين على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. والشيء الاهم هو سعيهما
معا إلى رفع التبادل التجاري إلى 15 مليار دولار خلال السنوات القادمة.
نتمنى ان ينسحب الاتفاق بينهما على مناطق نفوذهما, وبالأخص ليبيا فيسعيان الى تقليل الفترات
الانتقالية التي طال امدها وشهدت صراعات مسلحة ادت الى سقوط المئات من القتلى والاف
الجرحى ونزوح سكان مدن وقرى بأكملها, ونهبا للأموال العامة وسوء التصرف بها ويسهلان
الوصول الى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في ليبيا, لينعم البلد بالخير والرخاء واعادة ما تهدم
من قبل الشركات المختصة بالبلدين ويستفيد شعبيهما.
ميلاد عمر المزوغي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى