أحوال عربيةأخبار

حالة الإنقسام في الشارع العربي

“المسرحية زمن الخنوع “
؛محمد سعد عبد اللطيف ،مصر،
للآسف لم أتوقع حالة الإنقسام في الشارع العربي وعلي شبكات التواصل الاجتماعي ،عن الهجوم علي إيران علي العملية التي قامت بها للرد علي هجومها وقصف بعثتها الدبلوماسية في دمشق ، دخلت في نقاشات مع من اطلق عليها تمثيلية ،كان ردي نحن لا نستطيع دخول شاحنة مساعدات في غزة الا بعد موافقة إسرائيل ولا نستطيع أن ندين الأعتداءات علي سوريا المستمرة .ولا ان نقف ونتظاهر ضد الإبادة الجماعية في غزة ولكن للآسف كان الإعلام العربي سمح للصهاينة العرب ان تهاجم العملية الايرانية ضد عدو يقتل شعبنا في فلسطين ..،، يقول الكاتب والفيلسوف (جورج أورويل)
تصدر كل دعاية الحرب والصراخ والكذب والكراهية عمن لا يحاربون ،،،
ليس فقط عمن لا يحاربون بل من رواد المقاهي علي الفيسبوك والمنسيين في الغرف المكيفه وممن لا يعرفون قواعد الحرب عدا حروب الديكة.كما كتبها صديقي الروائي العراقي “حمزة الحسن :
أولاً: بصرف النظر عن الموقف من ايران أو غيرها، التحليل الموضوعي لا يخضع للرغبات والمشاعر والكراهيات.
ثانياً: كانت غالبية نخب السياسة والثقافة والاعلام تعرف قبل الهجوم الإيراني انه محدود وتأديبي ومنضبط وحتى اسرائيل وحلفاء الكيان العرب الذين شاركوا في الدفاع عنها يعرفون أن إيران سوف ترد وقد كتبت يوم/ 6من ابريل علي صفحتي بعنوان البركان عن توقعاتي بالهجوم الإيراني ..،،
ثالثاً: الولايات المتحدة واسرائيل والحلفاء يعرفون أن الطريقة الإيرانية في الهجوم تسمى عسكرياً” الاغراق” أي موجات صواريخ ومسيرات يعرفون سلفاً انها ستسقط لكن دورها استهلاك مخزون صواريخ مضادة من “باتريوت ومقلاع داود” وغيرها وتعاني مخازن إسرائيل من شحة في هذه الصواريخ كما ان المصانع الآمريكية رفعت مستوى التصنيع لان الطريقة الروسية كانت ” اغراق” أوكرانيا بموجة صواريخ حتى تم استهلاك ذخيرة الصواريخ المضادة.
رابعاً:-
أعلنت إيران خلال الهجوم بصراحة انه” الموجة الأولى” ولو كان هناك رد اسرائيلي لجاءت موجات متعاقبة يصعب التصدي لها لذلك تحفظت اسرائيل عن الرد مع حفل مزور لحفظ ماء الوجه عن فشل هجوم وانتصار،،وهذا ما اكدة الكاتب العراقي “حمزة الحسن” عن طريقة الخداع كما قالوا خلال هجوم “العراق على اسرائيل” بالصواريخ عام 1991 الذي قالت انه وقع في ارض خلاء غير مأهولة وبعد ربع قرن اعترفوا انه أحدث دماراً كبيراً، الأمر نفسه في حرب لبنان عام 2006 حيث ادعت اسرائيل ان الدبابة “ميركافا” صمدت أمام الصواريخ المضادة وبعد سنوات اعترفوا ان حوالي 33 دبابة مع طواقمها تحولت الى رماد وحطام.
خامساً: يعاقب القانون الاسرائيلي بالسجن وقت الحرب أي شخص أو وسيلة اعلام تتحدث عن حقائق. ما تخسره في الحرب، حاول أن تربحه في الاعلام والسياسة أمام فيالق من الغوغاء.
اسرائيل اليوم في مأزق إما الرد وعواقبه كارثية أو بلع الاهانة وعواقبها أكبر ومن المرجح القيام بهجوم محدود استعراضي لحفظ ماء الوجه وسوف يكون هجوم سيبراني هجوم ضد المنظومات الالكترونية في إيران ، لكن لن يقال عنه مسرحية بل سيسمى” الحفاظ على سياسة الردع” من الآن.
أصحاب ” كل شيء مسرحية” بين جاهل وحاقد ومأجور، وهؤلاء اعتادوا التمثيل حتى في حياتهم الخاصة لذلك هم لا يعيشون بل يمثلون في مسرح، ثم الأهم أن الحمقى لديهم دائماً ما يقولونه عن كل حدث لأن الكذاب غير مقيد بقول الحقيقة كما أن الجبان يبحث عن فلسفة تبرر جبنه.
زرعت اسرائيل ثقافة الهزيمة في النفوس خلال عشرات السنين وهؤلاء نتاج هذا الزرع ومن الاجدى الاهمال والاحتقار وعدم النقاش معهم لأنه هو الهدف، كما ان بعضهم يصدر من مواقع اسرائيلية ومخابراتية عربية: تنشط في وقت واحد وتكتب في اتجاه واحد بالجمل نفسها وتصمت في وقت واحد، مما يؤكد وحدة المصدر والمركز والتوجيه.
الكراهية حجاب عن رؤية الحقيقة ومن يكره شيئاً أو شخصاً أو شعباً يكره كل شيء فيه حتى الموسيقى والطيور والاغاني وتسمى في علم النفس: ظاهرة التعميم وعلى العكس من يحب شيئاً أو نظاماً أو شخصاً يحب كل شيء فيه حتى الجرائم.
لكن هؤلاء كلاب تنبح على قمر لا نفع ولا ضرر.،،
محمد سعد عبد اللطيف ،كاتب وباحث مصري ومتخصص في علم الجغرافيا السياسية ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى