أحوال عربيةأخبارأخبار العالم

طوفان لا يتوقف…السابع من تشرين تاريخ يوم أسود على الدولة العبرية

طوفان لا يتوقف…السابع من تشرين تاريخ يوم أسود على الدولة العبرية

الدكتور خيام الزعبي- استاذ العلاقات الدولية بجامعة الفرات

تواصل المقاومة الفلسطينية، معركة طوفان الأقصى، رداً على استمرار كيان الاحتلال في اعتداءاته بحقِ الفلسطينيين والمسجد الأقصى، وهذه المعركة ما زالت تصدم إسرائيل، لقد شاهدنا أسرى إسرائيل وهم يزحفون على الأرض ورأينا صواريخ تخترق القبة الحديدية في سماء تل بيب ما دفع الحكومة الإسرائيلية المصغرة لإعلان “الدخول رسمياً في حالة الحرب”.

وهذه هي المرة الأولى منذ حرب السادس من تشرين الأول عام 1973، التي تعلن فيها إسرائيل “حالة الحرب” هذه.أتى ذلك، بعدما وصل عدد القتلى جراء الهجوم المباغت الذي شنته حركة حماس فجر السبت إلى أكثر من 800 قتيل بينما قدر عدد الأسرى بأكثر من 150 أسير.

أحدثت العملية العسكرية الكبيرة التي شنتها كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس ضد إسرائيل زلزالاً أمنياً وسياسياً مدوياً في إسرائيل، والتي ستكون لها ارتدادات قوية على السياق الإقليمي المؤثر في ديناميكية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

عملية طوفان الأقصى ضربت عرض الحائط بكل ادعاءات إسرائيل، الجهاز المخابراتي الذي يدعي أنه الأقوى فوجئ بالأمر، و أربكت كل حسابات إسرائيل، حيث أثبتت هشاشة المنظومة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية عبر النجاح الباهر للمقاومة في السيطرة على مستوطنات ومواقع عسكرية، انطلاقا من القطاع الصغير والمحاصر والمراقب على مدار الساعة بالطيران وبأحدث التقنيات.

في هذا السياق ابتهجت مواقع التواصل الاجتماعي في سورية والعالم العربي بعد نجاح المقاومة الفلسطينية في القيام بعملية طوفان الأقصى داخل إسرائيل، وأكد البعض أنها النهاية لدولة الاحتلال، فالتساؤل الذي يثار هنا هو: هل عملية طوفان الأقصى نهاية لإسرائيل ؟

بعد انتصار خيار المقاومة لم تعد عبارة زوال الكيان المؤقت مجرد حلم أو شعار، بل صارت هدفاً واقعياً يمكن تحقيقه، خاصة بعد الإعداد والاستعداد من قبل رجال المقاومة لمواجهة إسرائيل الإرهابية، ومراكمة الإمكانيات والخبرات التي يملكها هؤلاء الرجال.

اليوم تفشل كل محاولات إسرائيل ومن خلفها أمريكا ودول المعسكر الغربي، في القضاء على حركات المقاومة الفلسطينية بكل الوسائل، من الحروب والاغتيالات والأسر، وصولاً الى كافة أشكال الترغيب المادية. بل على العكس ما حصل هو صعود وازدياد قوة المقاومة في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي التي شلت المخططات الصهيونية في المنطقة.

لقد بات واضحاً أن ما يجمع حركات المقاومة في المنطقة، من سورية إلى العراق، و في لبنان وفلسطين، أنهم جميعاً تحت كنف “المقاومة” وأنهم على استعداد للمشاركة ميدانياً خلال أي مواجهة مع العدو، وذلك ما يُشدَّد عليه دائماً الرئيس الأسد بـ “المُعادلة الإقليمية”، والتي هي صادرة باسم كل القوى في محور المقاومة. ومما لا شك فيه، أن أي حرب إقليمية يخوضها المحور سوف تكون نتيجتها هزيمة كيان الاحتلال الإسرائيلي وإنهاء الوجود الأمريكي في المنطقة.

اليوم إن المعادلة الأمنية في المنطقة ستعاد صياغتها بعد ما حدث في 7 تشرين ، خاصة خلال وجود عشرات الأسرى ومئات الرهائن من المستوطنين في قبضة حركة حماس وسكان قطاع غزة سيجعل إسرائيل، على الرغم من التهديد والوعيد الإسرائيلي، تعيد حساباتها أكثر من مرة قبل الإقدام على أي عمل غير محسوب في محاولة لاستعادة هيبة اهتزت بقوة.

أختم مقالي بالقول إن طوفان الاقصى هو حدث غير مسبوق ويوم أسود للعدو الصهيوني ولن يسقط من ذاكرة ووجدان الإسرائيليين أبداً لا سيما المقيمين في مستوطنات غلاف غزة، الذين لن يهنأ لهم بال بعد اليوم، مهما بلغت تحصينات العدو، سترافقهم صور قتلاهم وسحل جنودهم لتتحول الى كوابيس في الليل والنهار، وبالتالي إن الطوفان هو المهانة والانكسار، كما أنه عبور جديد نحو العزة والكرامة وانتقاماً للغدر الإسرائيلي ورداً على ممارساته اليومية اللاإنسانية وقتله للأطفال العزل والنساء والعجزة بدون أي ذنب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى